رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"هيئة كبار العلماء بالأزهر" في 2020.. ‎أكثرمن 58 كتابًا و250 بحثًا

28-12-2020 | 16:51


أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حصادها السنوي لعام 2020، والذي تضمن ‎تعامل هيئة كبار العلماء مع وباء كورونا وإعمال فقه النوازل، والإنتاج العلمي للهيئة خلال العام.


وذكر الحصاد أن الهيئة واصلت خلال عام 2020 جهودها الملموسة في تجديد الخطاب الديني كونها ‏الحصن الحصين للمسلمين يركنون إليه في النوازل، من خلال ما أظهرته الجائحة التي ما زالت بين ‏ظهورنا إلى الآن، وهو ما يؤكد أن أكبر مرجعية فقهية في الأزهر، تمتد اهتماماتها من الجانب ‏الدعوي إلى الجانب المجتمعي والإنساني والعلمي‎.‎


ونظرًا لما حل بالبشرية من وباء يقضي بعدم اجتماع الناس حتى في عباداتهم، وتخفيفًا على الناس ‏في أمور دينهم؛ أفتت هيئة كبار العلماء بإعمال فقه النوازل، فأصدرت بيانها الأول في 15 مارس الماضي، والذي نص على جواز إيقاف الجُمَعِ والجماعات؛ خوفًا من تفشي الفيروس ‏وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد، وجاء ذلك انطلاقًا من دورها الديني في حفظ مقاصد الشريعة ‏بما لا يمس بثوابت الدين، وإتمامًا لدورها الوطني والمجتمعي في مساندة الدولة في استكمال ‏الإجراءات الاحترازية منعًا لتفشي فيروس كورونا‎.‎


وفي 4 أبريل، أصدرت هيئة كبار العلماء ‏بيانها الثاني ردا على مروجي الشائعات الذين حاولوا اللعب على أوتار ‏العاطفة لدي المسلمين في دعوة لخلع رداء الوقاية واجتماع الناس في المساجد بقصد الدعاء خلال شهر رمضان، أفاد بأن احتكام الشرع في هذا الأمر مرده إلى الأطباء، والذين حذروا من اجتماع ‏الناس في مثل هذه الظروف، وأن الانصياع لرأي الطب هو واجب شرعي وكل من يستمع لهذه ‏الدعوات المضللة آثم شرعًا، وحتى تغلق طريق الفتنة أمام كل من يحاول أن يستخدم مشاعر ‏المسلمين للعبث بحياتهم؛ أصدرت الهيئة بيانها الثالث في الخامس من مايو بشأن صلاة العيد في ‏البيوت، وكيفية أدائها على الوجه الصحيح في ضوء استمرار انتشار فيروس كورنا‎

.‎

واختتمت الهيئة العام ببيان فصل لا لبس فيه، يحمل كل ما يحتاجه المستفتي في أمور دينه مع ‏اشتداد ما يسمى بالموجة الثانية من وباء كورونا، بعدما أشارت التقارير إلى أن الخطر الحقيقي ‏للفيروس هو في سرعة انتشاره، مؤكدة أنه يجب شرعًا التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية التي ‏حددتها الجهات المختصة، موضحة أن التباعد بين المُصلّين في الجماعات وأثناء الاستماع إلى ‏خطبة الجمعة لا يؤثر في صحة الصلاة، كما أن استعمال المواد الكحولية المعدة للتطهير والتعقيم ‏طاهرة حلال بل واجب في مثل هذه الظروف، مشددة على ضرورة تجنب الاجتماع للأفراح أو ‏التعازي، وأن التهنئة أو التعزية بالهواتف أو وسائل التواصل الاجتماعي تجزئ شرعًا، لتغلق ‏الباب أمام مفاسد كثيرة لا يحمد عقباها.‏


‎أكثر من ثمانية وخمسين كتابًا ومئتين وخمسين بحثًا، تروي الظمأ الفكري والعطش الثقافي ‏بمنهج أزهري منضبط، أعدتها وأشرفت عليها هيئة كبار العلماء، تضع حلولًا لمشاكل الناس ‏وتتلاقى مع احتياجات المجتمع، فتقوى ركيزته الفكرية في مواجهة كل التحديات الفكرية المنحرفة ‏التي تحاول أن تَعصف بعقول الناس وتشتت أفكارهم، كما أنها عونًا للباحثين ترشدهم في البحث ‏في قضايا العصر بشكل يضمن وجود ميراث فكري منضبط‎.‎


واستكمالًا للجهود العلمية لهيئة كبار العلماء في تجديد الخطاب الديني، أعدت الهيئة كتابا ‏يجمع أبحاث مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، تيسيرًا على الباحثين والدارسين ‏في القضايا التي تَوافق عليها علماء العصر بما لا يخالف تراث الأمة‎.‎


كما قامت الهيْئة بالإعداد والتجهيز للدورة العلمية للهيئة المعاونة بالكليات الشرعية والعربية بجامعة الأزهر، وهي ‏دورة علمية بدأت في التاسع من فبراير 2020م واستمرت فعاليتها لمدة ثلاثة أشهر، لـ 371 ‏من أعضاء هيئة التدريس المعاونة، حاضر فيها أعضاء هيئة كبار العلماء وتناولت أهم القضايا ‏التي تطرأ على المجتمع وكيفية بيان الحكم الشرعي لها، وتأهيل الدارسين للاستعانة بفقه ‏النوازل نظرًا لحاجة الناس وما تتطلبه الضرورة الشرعية‎.‎


وشكلت الهيْئة لجنة من كبار علماء التفسير وعلوم القرآن لوضع تفسير الأزهر للقرآن الكريم، مع البدء ‏في العمل الرسمي في مشروع "الشبهات"، واستكمال مشروع تراجم علماء الهيئة وتوثيق آرائهم ‏في كل القضايا المعاصرة‎.‎


كما كانت القضايا الاجتماعية والعصرية هي محور اهتمام هيئة كبار العام، حيث ناقشت في عام 2020 ‏قانون الأحوال الشخصية، لتضع بين يدي الجهات المعنية مشروعًا لقانون متوازن، يراعي حاجة ‏الناس بما لا يمس ثوابت الدين‎.‎


وامتدادًا لمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، دشنت هيئة كبار العلماء مسابقة ‏الأزهر العالمية للبحوث العلمية، وهي مسابقة عالمية للوقوف على أبحاث تتسم بالأصالة والعمق ‏تكون مرجعًا في المسائل المستجدة، وبعث روح التجديد المنضبط كنوع من إثراء حركة ‏الاجتهاد، بما يضمن توسيع المشاركة والتمثيل لعلماء وباحثي الأمة في مشارق الأرض ‏ومغاربها، وكآلية لتحقيق التكامل المعرفي من خلال تنوع مصادر البحث التي تشملها المسابقة، ‏والتأكيد على مرونة الشريعة وصلاحيتها لتلبية حاجات العصر.‏