بالصور.. «يوم انتحار عزرائيل».. بالمجلس الأعلى للثقافة
عقدت مساء اليوم، لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع حسن، الندوة الرابعة لـ"سلسلة الحوار الشهرية" لمناقشة رواية "يوم انتحار عزرائيل" للكاتب أرثر غابرييل.
بدأت الندوة بكلمة الدكتورة هالة البدري، بالتعريف بلجنة القصة بالمجلس وأنشطتها المختلفة والتي من ضمنها سلسلة حوار، ثم تحدثت عن رواية يوم انتحار عزرائيل، وذكرت أن الكاتب حصل على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون.
وأكدت أنها فور قراءتها للرواية أعجبت بها نظرا لأنها صفحات من حياة البشر، وأيضا تقدم عالم حي، مفاده أن التناحر لا جدوى له، وأشادت بلغة الكاتب التي تمتاز بأنها تقريرية فهي لغة موفقة حتى وإن كانت معبأة بلغة الموت، وفي مواضع أخرى من الكتاب نجد لغة ممتلئة بكلمات تصف المجتمع السوداني.
ثم تحدث الكاتب آرثر غابرييل عن الرواية ووصفها بأنها رواية طويلة مفعمة بالأحداث والمجازر، لافتا إلى أنه كان موجودا بواحدة من الثلاث مناطق التي حدثت بها المجازر، وقد تمكن من عقد لقاءات مع بعض الضحايا، لكنه أكد أن شخصيات الرواية كلها خيالية ولا توجد أي شخصية في الرواية بالواقع.
ثم تحدث الدكتور ربيع مفتاح، عن الرواية وبدأ كلمته بالترحيب بالضيوف السودانيين الذين يجمعنا بهم نهر واحد كما ذكر، وقال إن الرواية حينما تقرأها تثير داخلك تساؤلات عديدة، لماذا الانفصال؟ وما جدوى الانفصال؟ لماذا شارك فرانكو في المذابح الثلاث؟ لماذا لم يشارك في الرابعة؟ ونجد الإجابات في كلمات الرواية.
وتم خلال الندوة قراءة أجزاء من الرواية منها "تخيّل لو أن العالم كله كان أبيض وكلنا نشبه بعضنا البعض بنفس الطول وتقاطيع الوجه ولون الشعر وملمسه، وكلنا نتحدث لغة واحدة سمها ما تشاء، يا ترى كيف كان سيكون شكل العالم يا كولونيل؟ بالطبع عالم ممل وقبيح وممجوج خالٍ من التنوع الذي هو سرّ الثراء والقوة ومغزى الجمال كله يا كولونيل، عالم شائه وقبيح جدًا".
"وقف الكولونيل يتأمل هذا العالم الذي ولد فيه وبدأ يحترق أمامه الآن، حاول أن يجد معنى لكل الذي يحدث حوله، فوجده عصيا على الفهم، شعر بأن بطنه خاوية وتذكر بأنه لم يقتت شيئًا لأكثر من يومين، فتجاهل ذلك وهو يحدق في الجثث المحترقة، لكنه فجأة شعر بأن خواء معدته الذي يمكن سده بوجبة واحدة فقط، لهو أقل وطأة من الخواء الذي بدأ يهد جدار نفسه بعنف".