سفير روسيا بالقاهرة: اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي أساس لتعزيز العلاقات مع مصر
أكد جورجي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة أهمية اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي التي صدق مؤخرا عليها مجلس النواب ووقع الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، عليها بمدينة سوتشي في أكتوبر عام 2018، مضيفا أن الاتفاقية تنص على عقد قمة سنوية بين الرئيسين السيسي وبوتين واجتماعين بين وزيري الخارجية في البلدين كل عام فضلا عن عقد اجتماعات بصياغة (2+2) بين وزيري الدفاع والخارجية من مصر وروسيا.
وتابع بوريسينكو بالقول "إنه من المؤكد أن هذه الاتفاقية ستعمل علي تعزيز التفاعل والتعاون بين الوزارات والهيئات المختلفة في كلا البلدين، مشيرا إلى أن "هذه الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ عقب تصديق الرئيس السيسي عليها وابلاغنا من وزارة الخارجية ."
وقال السفير الروسي بالقاهرة في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد - إن هذه الاتفاقية تشكل الأساس لتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين، مؤكدا أن مصر وروسيا شريكان استراتيجيان، مشيرا إلى أن الشراكة الاستراتيجية تعد مستوى عاليا من التعاون بين الدول علي الساحة الدولية.
وأضاف أن هذه الاتفاقية تؤكد أنه هناك توافقا في الآراء والتوجهات بين القاهرة وموسكو حول تسوية النزاعات الإقليمية ومساندة كلا البلدين لبعضهما البعض وكذلك دعم تعاون أوثق في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية الأخري، مشيرا إلى أن روسيا صدقت على هذه الاتفاقية العام الماضي.
وأكد بوريسينكو، استعداد روسيا تعزيز التعاون مع مصر في قضايا السياسة الخارجية ومجالات التعاون الاقتصادي ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك التعاون في مجال الذكاء الاصنطاعي؛ويسعد موسكو تطوير شراكة وثيقة مع القاهرة في هذا المجال.
وقال "نحن مستعدون لتقاسم خبرتنا مع الأصدقاء المصريين في هذا المجال واضعا في الاعتبار خبرة مصر في المجال التقني"، مشيرا إلى أن الذكاء الاصنطاعي أصبح مهما للانسانية في هذا العصر ولكن لابد من الاهتمام بالجانب الاخلاقي وعدم التركيز فقط على الجانب الفني.
وعن زيارة شكري لروسيا، وصف بوريسينكو زيارة وزير الخارجية سامح شكري لموسكو في أكتوبر الماضي بأنها كانت ناجحة حيث أجري مباحثات مثمرة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف ووزير التجارة والصناعة الروسي وأمين عام المجلس القومي الروسي وبعض الشخصيات السياسية الأخرى حول عدد من القضايا الثنائية من بينها التعاون علي الساحة الدولية مؤكدا أن كلا البلدين لهما توجها مماثلا نحو النزاعات في كل من سوريا وليبيا ويعملان حاليا على صياغة معاهدة في الامم المتحدة تتعلق بجرائم الإنترنت التي تتضمن أمن المعلومات ومنع استخدام الانترنت لتجنيد الإرهابين.
وأوضح بوريسينكو، أن القاهرة وموسكو تتفقان حول جهود مكافحة الإرهاب ولهما نفس الرأي عن جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن روسيا حظرت تلك الجماعة خلال الحرب الشيشانية في عام 2004.
وعن الزيارات المتوقعة، أعرب السفغير الروسي بالقاهرة، عن أمله أن يقوم سيرجي لافروف وزير الخارجية روسيا بزيارة القاهرة هذا العام عقب الانتهاء من المرحلة النشطة لجائحة (كوفيد -19) واستقرار الوضع الوبائي وذلك ردا على زيارة شكري لموسكو، مشيرا إلى أنه يتم التواصل حاليا بين الجانبين عبر تقنية الفيديوكوانفراس.
وعن الاجتماعات بصياغة (2+2)، أعرب السفير الروسي عن أمله في استئناف عقدها هذا العام سواء في القاهرة أو في موسكو على أن تتم بصفة شخصية بين وزيري الدفاع والخارجية في كلا البلدين، مؤكدا أن هذه الآلية تعد فعالة للتعاون والتواصل في كافة مجالات الأمن الدولي والقضايا الدبلوماسية.
وعن اللجنة المشتركة .. قال بوريسينكو إن اللجنة العليا المصرية - الروسية المشتركة للتعاون ولتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني عقدت في 9 ديسمبر الماضي اجتماعا غير رسمي عبر تقنية الفيديوكوانفرس برئاسة نيفين جامع وزيرة الصناعة والتجارة ونظيرها الروسي دينيس مانتوروف وبحثت عددا من الموضوعات من بينها المنطقة الصناعة الروسية واتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الاوراسي.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تقوم جامع بزيارة لموسكو في مايو المقبل للمشاركة في الاجتماعات الرسمية للجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني.
وأفاد السفير الروسي بالقاهرة، بأن اندريه سليبنيوف وزير التجارة الاتحاد الاقتصادى الأوراسي بحث بشكل مفصل خلال زيارته الأخيرة للقاهرة مع نيفين جامع وزيرة الصناعة والتجارة المفاوضات بين مصر والاتحاد الأوراسي وتم الاتفاق علي عقد جولة جديدة من المفاوضات على مستوى الخبراء بموسكو في مارس المقبل، مؤكدا على اهتمام موسكو بتوقيع مصر على اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد حيث بدأت المفاوضات في عام 2018، وتم عقد ثلاث جولات في عام 2019 ولكن مسار المفاوضات تأثر بسبب جائحة (كوفيد-19) عام 2020.
وأكد جورجي بوريسينكو، رغبة مفوضية الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الانتهاء من المفاوضات مع مصر هذا العام على أن يتم التوقيع على هذه الاتفاقية في عام 2022، ولكن مسار التفاوض يعتمد على الظروف في ظل استمرار جائحة كورونا المستجد، وهناك بعض التفاصيل الفنية تحتاج لمزيد من المفاوضات، معربا عن اعتقاده بأن هذه الاتفاقية مفيدة للجانبين لأنها سوف تساعد جميع الدول على تعزيز التعاون بين الشركات وتبادل مصر والدول الأعضاء الخمسة تصدير المنتجات.
وعن المنطقة الصناعية الروسية، أعرب بوريسينكو، عن أمله في أن يشهد هذا العام خطوات جديدة لتطوير هذا المشروع الذي سوف يكون مفيدا لمصر وروسيا التي ترغب في تصدير منتجاتها إلى الدول الأفريقية والعربية بدون جمارك إضافية، مضيفا أن القاهرة سوف تستفيد من نقل التكنولوجيا الروسية وفرص عمل للمصريين وانتاج منتجات يكتب عليها صنع في مصر.
وأفاد بأن المسئولين المصريين والروس يناقشون حاليا بعض التفاصيل هذا المشروع وترغب الشركات الروسية معرفة المزيد حول مزايا هذا المشروع، لافتا إلى أن هناك 36 شركة روسية ترغب في دخول هذه المنطقة وتعمل في مجالات مختلفة مثل انتاج زيوت السيارات واللمبات الكهربائية وعربات القطار والصناعات الغذائية مثل إنتاج زيوت الطعام والزبادي.
وعن العام الإنساني، وقال بوريسينكو - إن وزارة الثقافة الروسية تعكف حاليا على وضع جدول جديد لفعاليات العام الإنساني المصري – الروسي الذي تأجل العام الماضي بسبب جائحة (كوفيد-19)، موضحا أنه من المنتظر مشاركة بعض الشخصيات الثقافية الروسية الهامة والعديد من الفرق الفنية المسرحية في عروض وكذلك افتتاح معارض فنية في القاهرة وبعض المدن المصرية.
وأضاف، أن تحديد مواعيد نهائية لإقامة فعاليات العام الإنساني يعتمد على الوضع الوبائي موضحا "أننا قمنا بافتتاح تمثال الراقصة الروسية الشهيرة آنا بافلوفا في فبراير الماضي وكذلك التمثال النصفي لرائد الفضاء الروسي يوري جاجارين أخر سبتمبر في مقر وكالة الفضاء المصرية".
وعن قمة روسيا - أفريقيا، أكد السفير الروسي، على رغبة موسكو في تعزيز التعاون مع أفريقيا من خلال مصر التي تعتبر بوابة للقارة وهي تعتبر القاهرة أكبر شريك سياسي وتجاري لها في أفريقيا، مشيرا إلى أن قيمة التبادل التجاري بين مصر وروسيا بلغت 2ر6 مليار دولار عام 2019 وهذا يشكل ثلث قيمة التجارة بين روسيا وأفريقيا.
وأفاد بأن روسيا تناقش مع مصر العديد من القضايا التي تتعلق بأفريقيا التي تعتبر منطقة هامة وتمتلك إمكانيات كبيرة للتطور ويري البعض أن القارة الأفريقية سوف تكون أكثر المناطق تطورا في السنوات المقبلة، مؤكدا أن موسكو تنسق مع القاهرة كثيرا من التوجهات نحو أفريقيا لأنها تلعب دورا مؤثرا في اقناع شركائها الأفارقة في التوصيت على قرارات ومعاهدات في الأمم المتحدة.
وقال إنه لم يتحدد بعد مواعيد لعقد اجتماعات جديدة هذا العام في أعقاب الاجتماع الذي تم عبر تقنية الفيديوكوانفرس في يوليو الماضي بين وزراء خارجية روسيا ومصر وجنوب أفريقيا والكونغو والتي أعقبها صدور بيان مشترك، مشيرا إلى أنه تقرر عقد القمة الثانية (روسيا – أفريقيا) في دولة أفريقية لم تحدد بعد في خريف عام 2022 .
عن منظمة دول غاز شرق المتوسط، أكد بوريسينكو، أن موسكو تتابع باهتمام تطور هذه المنظمة وهي تدرس إمكانية التقدم بطلب للحصول على وضع مراقب فيها، موضحا أن روسيا بصفتها من أكبر الدول في العالم من حيث إنتاج وتصدير الغاز، ترغب في التعاون وتنسيق تجارة الغاز وتقاسم الأسواق مع دول هذه المنظمة وليس المنافسة.
وأضاف :"أننا ندرك أن شرق المتوسط يعد منطقة هامة لإنتاج وتوريد الغاز للمنطقة ولأوروبا ونهتم بمعرفة تطور الأمور في هذه المنظمة، مؤكدا أننا نرى أنه من الأفضل تجمع الدول في منظمات لبحث القضايا الحيوية مثل الغاز الذي أصبح مهما لجميع دول العالم".
وعن القضية الفلسطينية، أشاد السفير الروسي، بموقف السياسيين المصريين الداعم للقضية الفلسطينية التي تعتبر محورية في الأجندة العربية وهو نفس توجه موسكو التي تعتقد أن هذه القضية تؤثر على النزاعات الأخرى في الشرق الأوسط، معربا عن أمله في دفع موسكو للأمام الجهود نحو حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وأنها ترغب في العمل بنشاط نحو إحياء لجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط التي تضم كلا من روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال جورجي بوريسينكو، إن هناك إمكانية في هذه المرحلة أن نجد حلولا على أساس قرارات الامم المتحدة، معربا عن أمله في إمكانية التوصل إلى حل قائم على دولتين من أجل أن يقيم الفلسطينيون دولتهم التي تتمتع بسيادة ووحدة على أراضيهم.
وعن تعافي الاقتصاد العالمي بعد كورونا، أكد جورجي بوريسينكو، روسيا تناقش مع شركائها في البريكس ومجموعة العشرين سبل خلق مناخ أكثر جذبا للاستثمار في العالم وطرق مساعدة الدول التي فقدت جزء من اقتصادياتها بسبب الجائحة، مضيفا أن الرئيس بوتين طالب مرارا برفع العقوبات المفروضة على بعض الدول التي تعرضت لاضرار بالغة بسبب الجائحة لأن انهيار اقتصاديات الدول من الممكن أن يؤدي إلى كثير من المشاكل والنزاعات وانتشار الفقر، مشيرا إلى أن مصر والصين من الدول التي حققت نموا ايجابيا بالرغم من تفشي الوباء.