"سيد الخواتم".. أسطور الفانتازيا في عالم چون تولكين
بسبب براعة چون تولكين
في أدب الفانتازيا وتحديداً في الخمسينات ، بلغت الفانتازيا أوجها، وأصبحت تحوز
شهرة وإقبالاً واسعين من قبل القراء والباحثين الأكادیميين وذلك بفضل رواية "سيد
الخواتم" لجون رونالد تولكين والتي صدرت في بريطانيا ثم الولايات المتحدة
الأمريكية لتغزو العالم الغربي في وقت قياسي.
"سيد الخواتم" هي رواية خيالية وملحمة
خارقة ألفها تولكين ونشرها لأول مرة في ثلاثة مجلدات عام 1954 وقد صنفا الرواية في
قائمة الراديو الوطني العام لأفضل 100 كتاب فانتازيا وخيال علمي.
وملخص قصة "سيد
الخواتم" حين قام سيد الظلام ساورون بحشد واستدعاء جميع خواتم السلطة إليه
وهى الوسيلة التي ينوى بها السيطرة على الأرض الوسطى وحكمها، وقد كان كل ما ينقصه
في خططه للسيطرة هو الخاتم الأوحد ،الخاتم الذى يحكمها ويسيطر عليها جميعا، والذى
كان قد وقع في يد الهوبيتي بيلبو باجينز
حيث هناك في قرية
ساكنة هادئة في مقاطعة شاير وجد فرودو باجينز الشاب الصغير نفسه مواجها بمهمة
هائلة حيث أن أبن عمة الكبير بيلبو عهد إليه بالخاتم ليكون تحت رعايته، ينبغي على
فرودو أن يترك دياره ويخرج في رحلة خطيرة عبر الأرض الوسطى إلى شقوق الهلاك وهناك
يقوم بتدمير الخاتم ويهزم سيد الظلام ويحبط خططه وأغراضه الشريرة، ويعود الحكم مرة
أخرى للبشر.
وقد تُرجمت هذه
الملحمة العملاقة Lord of the Rings إلى 25 لغة حول العالم و غالبًا ما كان يتم
اختيارها بين أكثر الروايات شهرة في القرن العشرين، بالإضافة إلى أن كل من روايتي Lord
Of the Rings و The
Hobbit تم إنتاجهما
سينمائيًا.
وقد أثارت أفلام سيد
الخواتم والهوبيت شغف الجماهير للمؤلفات التولكينية على نطاق عالمي، وقد قام
بإخراجها المخرج النيوزيلندي بيتر جاكسون، وقد أُنتج في عام 2019 فيلماً يتحدث عن
حياة تولكين.
وفي كتاب عالم تولكين
يقول الكاتب أسامة أبو ترابه، أن تولكين قد أحدث ثورة في مجال الفانتازيا غيرت ما
بعدها، لأنه وضع رؤية شمولية لعالمه، بدأت من مفهوم الخلق ونشوء الحياة، وتمرد
الشر، واللغات المستعملة في هذا العالم، والتي أثرت التاریخ وجعلته ينبض بالحياة.
فالعالم عند تولكين ليس مجرد أرض غريبة مذهلة فيها أنواع مختلفة من المخلوقات، بل
هو حياة كاملة بدينها وملائكتها وشياطينها.
لم يترك تولكين شيئا
في عاله للصدفة، ولم يترك شاردة أو واردة في عالمه إلا وأشبعها دراسة وتفصيلا،
وربطها مع أغلب أحداث القصص التي تدور في ذلك العالم.
وقد أفرزت مخيلة
تولكين الكثير من المخلوقات الخيرة والشريرة والتي تعيش في عالمه آردا، ومن المؤكد
أن هذه المخلوقات لم تكن كلها من نسج خیاله
المطلق، فقد اعتمد بذلك على الكثير من أساطير الشمال، والكاليقالا الفنلندية،
ومجموعة قصائد إددا الشعرية، حتى أنه استعار من هذه الأخيرة أسماء الأقزام في راوية
الهوبيت كما وردت في إددا. والقصة التي أوردها أوکنشیلد بخصوص ثورين واستخدامه
لجذع البلوطة كدرع له، وفيما بعد أصبح يسمى نسبة إلى هذه الدرع البلوطية. هي حكاية
من الأساطير الإسکندنافية القديمة. بالإضافة إلى الأرض اسم دورين وهو أبو الأقزام
طبعا، وفق إددا و وفق تولكين أيضا.
وعلى الرغم من أن
مكانة تولكين معروفة في بلده بريطانيا وفي بلاد أخرى عديدة منذ عقود، إلا أن
القارئ العربي لم يعرفه سوى مع مطلع الألفية الجديدة، بعد إنتاج ثلاثية أفلام سيد
الخواتم، حيتئذ أدرك المشاهد والقارئ العربي العالم السحري الذي فاته لسنوات طوال
بسبب فقر حركة الترجمة في هذا اللون من الأدب، ورغم ذلك لم تترجم ثلاثية سيد
الخواتم سوى بعد ذلك بعدة سنوات، ثم تلاها کتاب الهوبيت أو ذهابا وعودة.
ويكمل كاتب عالم
تولكين، إن العديد من محبي تولكين لا
يدركون أن سيد الخواتم والهوبيت لا يشكلان إلا لمحات صغيرة من هذا العالم الساحر،
فقد كان تولكين يشعر بالقلق لافتقار بلده إلى أساطيرها الشعبية، فعكف على مشروع
أساطير من أجل إنجلترا فقد كان طموحه هو بناء میثولوجيا كاملة تتدرج من الحكايات
الكونية وقصص الخلق حتى تصل إلى القصص الصغيرة وحكايات الجنيات، وأن يقوم ببناء
حكايات كاملة مستقلة وسط هذا العالم الخيالي، وملأ هذا العالم -بدقة وحرص - بشتى
أشكال الحكایات والأفكار والفلسفة واللغات والشخصيات والتاريخ، واستغرق منه بناء
هذا العالم أغلب سنوات حياته، منذ شبابه حتى رحل عن عالمنا.