د. محمود علم الدين
كيف تستغل الجماعات الارهابية مواقع
التواصل الاجتماعى لنشر أفكارها والتأثير فى الجماهير؟ وكيف يمكن مواجهتها؟ سؤالان
مهمان ورئيسان كانا محور الحديث والنقاش خلال لقاء (يوم الأربعاء الماضى 31
ديسمبر 2020) مع 50 إماماً وداعية من القُطر الليبى الشقيق، نظمته المنظمة
العالمية لخريجى الأزهر، وسعدت خلاله بمشاركة الأستاذ محمود مسلم، رئيس تحرير
الوطن وعضو مجلس الشيوخ.
تـاتى أهمية هذا الموضوع فى ضوء تحول
الإرهاب من العمليات العشوائية التى ترتكز على العنصر البشري إلى عالم السوشيال
ميديا. ويدلل المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات على ذلك بعدد
من العمليات الإرهابية الداعشية التي جرت
في أوروبا، والتي كانت نتاج تواصل لشبكات الإرهابيين بعضهم ببعض من غير حاجة إلى
لقاءات شخصية، ومن دون سابق معرفة، فعلى سبيل المثال كشفت نتائج التحقيقات التي
جرت في فرنسا بعد حادثة مسرح “الباتاكلان”، أن الإرهابيين قد استخدموا في التواصل
بينهم بعض الألعاب المتاحة على شبكة الإنترنت، وقد نجحوا في خداع أجهزة الأمن
الفرنسية والأوروبية عبر تجنبهم استخدام طرق التواصل أو الاتصال المعروفة وفقا
لـ”اندبندنت عربية” فى 16 فبراير 2020 .
ويقول “ديفيد غليبرت” الباحث المتخصص
في الإرهاب الرقمي بجامعة ليستر البريطانية، إن داعش واجه حصارا قويا بعد النشاط
الكبير للفرق الأمنية بموقعي التواصل التقليديين فيسبوك وتويتر، بسبب الضغط الذي
فرضته الحكومات الأوروبية والمجتمع الدولي عليهما لسد الثغرات أمام حراك المتطرفين
على وسائل التواصل الاجتماعي، وأوضح أن داعش عاجز الآن، ويواجه الكثير من التحديات
الميدانية والافتراضية، ما جعل فرق التنظيم الخاصة بمنصات التواصل تتجه نحو وضع
شروط جديدة تتناسب مع الخطاب الإعلامي لداعش وتدعم قدراته على الإدارة والتجنيد
على الإنترنت.
وخلال هذا اللقاء مع الأئمة والدعاة
الليبيين أكدت على أن هناك طفرة فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى في العالم، 3,9
مليار يستخدمونها اليوم من بين 4.4 مليار يستخدمون شبكة الإنترنت بمواقعها
الاحترافية والاجتماعية من بين 7.6 مليار هم عدد سكان العالم، وفى سياق ذلك أصبحت
المصدر الأول الذى يستقى منه الناس المعلومات والبيانات عما يحدث في العالم، هى
المصدر الأول والبديل للتواصل الإنسانى خلال أزمة كورونا، وأصبحت أيضا الأداة
الرئيسية للعمل والتعليم والترفيه الذى أصبح يتم عن بُعد خلال أزمة كورونا وما
بعده.
ومنذ بداية ظهور جائحة كورونا يبرز استخدام
الجماعات المتطرفة كـ”القاعدة وداعش” لمنصات التواصل الاجتماعى، فى ازدحام منصّات
التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”اليوتيوب” بالأخبار الكاذبة عن وباء
كورونا، ومن ذلك إغراق تلك المنصات بالحديث عن الأمور الدينية، بما يعزّز فرضيات
ودعاوى التّنظيمات المتطرفة، ويخدم أيديولوجيتها من بيان أن هذه الجائحة هي عقوبة
من الله للعصاة وفقا لـ”مرصد الأزهر” فى 4 مايو 2022. تقول “ريتا كاتز”، المديرة التنفيذية لمجموعة
(سايت) للاستخبارات “من الناحية العملية، تظل الأوامر والتوجيهات المنبثقة عن هذه
الجماعات هي نفسها: الاستمرار في مهاجمة العدو.
وجدت الجماعات المتطرفة في أوروبا أن الوباء فرصة هامة للانطلاق مجدّدا في شن حملات دعائية لحشد القواعد وتأليبهم على
الحكومات، لكن بطرق مختلفة رغم أنها ليست جديدة كتوظيف الألعاب الإلكترونية لنيل
أهدافها الأيديولوجية. وبشأن هذه الإستراتيجية سلطت مجموعة “صوفان” الدولية للاستشارات الإستراتيجية والاستخباراتية الضوء
على تحركات بعض هذه الجماعات التي تصارع لاستثمار الوباء وجعله أداة لتوسيع قاعدة
المؤيدين. ويشدد التقرير على أنه لطالما استخدم المتطرفون العنيفون الألعاب عبر
الإنترنت حيث يجتمع ملايين من الأشخاص يوميا، كآلية لتجنيد أعضاء جدد وتقديم
روايات بديلة للجماهير البعيدة وفقا لـ”العرب اللندنية” فى 29 أبريل 2020 .
ويثير الحديث عن العلاقة بين مواقع
التواصل الاجتماعى والإرهاب العديد من الحقائق والإشكاليات التى يمكن إيجازها في
النقاط التالية:
أولا: إن التعريف المتكرر للإرهاب هو
"خلق واستغلال الخوف من خلال العنف أو التهديد بالعنف سعياً وراء التغيير
السياسي يتوافق هذا التعريف جيدًا مع قائمة الخصائص المستمدة من خمسين تعريفًا
أكاديميًا، مع أهم خمس خصائص هي: "العنف، سياسي، الخوف، التهديد، والآثار
النفسية والأفعال المتوقعة".
السمة الرئيسية التي تجعل الإرهاب
متميزًا تحليليًا عن أشكال العنف السياسي الأخرى هي كيف يتم استخدام العنف ،
غالبًا من النوع المذهل ، لأغراض التلاعب (أي التأثيرات النفسية والأفعال
المتوقعة) لإحداث تأثير معين (أي الخوف) في جمهور مستهدف. هذا هو السبب المسرح هو
تشبيه شائع للإرهاب.
لقد تم ممارسة الإرهاب كتكتيك من
أساليب الخوف والتخويف لآلاف السنين. أمثلة الإرهاب القديمة التي يتكرر ذكرها هي
"السفاحون الهندوس"، الذين عملوا لمدة ستة قرون على الأقل (600-1300) في
الهند ؛ القتلة المتشددون الذين سعوا لتطهير الإسلام من 1090 إلى 1275؛ و Zealots-Sicarii ، وهي مجموعة منشقة عن
اليهود المتعصبين الذين عارضوا بقوة في 70 م الاحتلال الروماني ليهودا. ومع ذلك ، يرتبط استخدامه في العصر الحديث
ارتباطًا وثيقًا بظهور الدول القومية خلال القرن التاسع عشر.
وعادة ما ينطوي الإرهاب كإستراتيجية
على التلاعب بالخوف العام لإثارة ردود فعل مفرطة من العدو عن طريق القمع والسلوك
غير العادل تجاه قاعدة الدعم المحتملة للإرهابيين ، وبالتالي خلق تعاطف متزايد
ودعم لقضية الإرهابيين. بالنظر إلى الخطر الهامشي المتمثل في أن تصبح ضحية للإرهاب
في الدول الغربية والكم الهائل من الموارد المستخدمة لمواجهة هذا التهديد الهامشي،
يمكن للمرء أن يجادل في أن الاستراتيجية يبدو أنها تعمل بشكل جيد ومع ذلك، نظرًا
للطبيعة السياسية الحتمية للإرهاب، وطموحه في أن يكون له تداعيات نفسية بعيدة
المدى تتجاوز ضحاياه المباشرين، فإن الخطر أكثر بكثير من خطر التعرض لهجوم. يمكن
للهجمات الإرهابية الناجحة أن تغير الديناميكيات السياسية لمجتمعات بأكملها، وتؤدي
في النهاية إلى تغييرات مجتمعية أساسية. لهذا السبب لا يزال القادة السياسيون
يعتبرون الإرهاب تحديًا كبيرًا للدول القومية الحديثة.
ثانيا: أعادت الصدمة التي أحدثها
نشر مشهد قطع رأس مدرس في باريس إشعال النقاش في فرنسا حول تنظيم وسائل التواصل
الاجتماعي، ودعا عدد من الوزراء إلى قواعد أكثر
صرامة بعد أن تبين أن الضحية صموئيل باتي قد تعرض للتهديد على وسائل التواصل
الاجتماعي لإظهاره رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في فصله قبل مقتله يوم الجمعة.
استدعت الوزيرة المسؤولة عن الجنسية ،
مارلين شيابا ، ممثلين فرنسيين من Google و Facebook و Instagramو Twitterو TikTok وSnapchat، صباح الثلاثاء. قال أحد
المسئولين إنه طُلب من الشركات تقديم "مقترحات ملموسة" حول
"الإسلام السيبراني.
في صباح يوم الاثنين، قال وزير
الداخلية جيرالد دارمانين إنه يريد محاربة "دعاية إرهابية الشبكات
الاجتماعية". وقالت الحكومة إن مؤلفي 80 منشورًا أعربت عن دعمها للمهاجم تخضع
للمراقبة.
وقال المتحدث باسم الحكومة جابرييل
أتال يوم الأحد: "أولئك الذين شاركوا في الإعدام العشوائي لهذا المعلم مسؤولون
بطريقة ما عما حدث".
ثالثا: إن استخدام الإرهابيين لمواقع
التواصل الاجتماعى هو أحد أشكال الإرهاب الإلكتروني الذى تعرفه دراسة رانيا سليمان
- فاتن فايز - نهى الدسوقي "سياسات مكافحة الإرهاب الإلكتروني مصر والسعودية نموذجاً 2020إجرائِيًّا " بأنه نشاط أو هجوم متعمد ذو دوافع سياسية
بغرض التأثير على القرارات الحكومية أو الرأي العام باستخدام الفضاء الإلكتروني
كعامل مساعد ووسيط في عملية التنفيذ للعمل الإرهابي أو الحربي من خلال هجمات
مباشرة بالقوة المسلحة على مقدرات البنية التحتية للمعلومات، أو من خلال ما
يُعَدًّ تأثيرًا مَعنويًّا ونفسيًّا، من خلال التحريض على بث الكراهية الدينية
وحرب الأفكار، أو أن يتم في صورة رقمية من خلال استخدام آليات الأسلحة الإلكترونية
الجديدة في معارك تدور رحاها في الفضاء الإلكتروني، والتي قد يقتصر تأثيرها على
بعدها الرقمي أو قد تتعدى لإصابة أهداف مادية تتعلق بالبنية التحتية الحيوية".
رابعا: وجد تقرير نُشر في عام 2014 أن
90٪ من الأنشطة الإرهابية على الإنترنت تتم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. من
المحتمل أن تكون هذه النسبة قد زادت على مدى السنوات الست الماضية ، بالنظر إلى
النمو العالمي العام في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
اعتبارًا من أواخر عام 2019 ، ما يقرب
من نصف سكان العالم - 3.725 مليار من 7.734 مليار - نشطون على وسائل التواصل
الاجتماعي . وهذا يمثل أكثر من 83٪ من مستخدمي الإنترنت الحاليين وزيادة بنسبة 10٪
تقريبًا عن أكتوبر من العام السابق. علاوة على ذلك ، لا توجد مؤشرات على تباطؤ
استخدام الوسائط الاجتماعية العالمية مع اقتراب عام 2020 وما بعده.
أثار النمو الهائل لوسائل التواصل
الاجتماعي مخاوف جدية بشأن احتمال استغلالها من قبل الإرهابيين والمنظمات
الإرهابية والمتعاطفين المتطرفين الذين يتطلعون إلى الترويج لأفكارهم وتمويل
الهجمات في جميع أنحاء العالم. نظرًا للطبيعة المفتوحة لهذه المنصات ، ومدى وصولها
وعدم الكشف عن هويتها ، غالبًا ما يكون تمويل الإرهاب مخفيًا على مرأى من الجميع ،
مع كون المعاملات بالعملات الصغيرة هي القاعدة
.
سلطت الهجمات الإرهابية الأخيرة الضوء
أيضًا على الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تطرف الأفراد وتجنيدهم ،
فضلاً عن إظهار النتائج المدمرة لهجماتهم. الهجمات مسجد كرايستشيرش مارس 2019 التي
قتل فيها 51 شخصا وتم بثه حيا على الهواء على قناة على يوتيوب وعلى channel 8 على الفيسبوك
ومن ثم يرسل مرارا وتكرارا على مختلف القنوات الإعلامية والاجتماعية.
ووفقًا لرئيس الوزراء النيوزيلندي ،
جاسيندا أرديرن ، فقد تم "تصميم هذه الهجمات للانتشار الفيروسي". تستخدم
الهجمات كمواد دعائية لحشد الدعم لهجمات إضافية وخلق حملة لتمويل الإرهاب.
خامسا: كشف مركز الإعلام الرقمي (DMC) وفقا
لـ”العربية” فى 22 أبريل 2020عن تنامي وازدياد أعداد حسابات أعضاء التنظيم وأنصاره
على مواقع التواصل، وخصوصاً الفيسبوك. فبعد غياب نسبي عادت شبكات إعلام داعش
للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعا والأقل أمنا. وتمكن التنظيم
مجددا من توظيف أدوات الإعلام من تصوير وإخراج فني لمقاطع فيديو جديدة وبمدة زمنية
قليلة حتى يسهل تحميلها. واتضح أن الماكنة الإعلامية لتنظيم “داعش” لا تزال تحتفظ
بمكتبة ضخمة مليئة بموارد التكنولوجيا والخطب والبلاغات ووسائل التجنيد والتمويل
والتدريب والتخفي والتكتيكات القتالية وصنع المتفجرات.
وكشفت التحقيقات، عن زيادة في أعداد
حسابات أعضاء تنظيم “داعش” وأنصارهم على منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا
“الفيسبوك” وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 16 أبريل 2020 . وإن “هذه العودة جاءت خلال
الأشهر الماضية التي رافقت أزمة جائحة كورونا وأدت الى تأخير استجابة دعم الفيسبوك
لطلبات حذف الحسابات”. وأضافت أن “أعضاء تنظيم داعش ومن يساندونهم استغلوا الفرصة
وبدأوا بإنشاء حسابات جديدة أو إعادة تفعيل حسابات قديمة، وقاموا بنشر عملياتهم
الإرهابية والترويج لها عبر المنصة”.
سادسا: يشير التقرير المعنون:
"حرب الدولة الإسلامية بسوريا والعراق عبر وسائل التواصل الاجتماعي"،
والذي أعده توماس إلكجير نيسين Thomas Elkjer Nissen الخبير في مجال الاتصالات
الاستراتيجية بكلية الدفاع الملكية الدنماركية، إلى أن تنظيم "داعش"
استغل شبكات التواصل الاجتماعي في جذب انتباه رواده، وتجنيد أتباع جدد، وردع
خصومه، وجمع الأموال. وتكشف هذه الاستراتيجية عن تفهم لأهمية امتلاك هدف واحد هو
(الخلافة)، وتفهم كيفية استغلال خبرة المستخدمين ووسائل الإعلام البصرية لجذب
الانتباه والتواصل مع الأتباع والفئات الاستراتيجية الأخرى من الجمهور لبناء
الصورة الذاتية للتنظيم على نحو يدعم خطابه.
وتعتمد استراتيجية "داعش"
أيضا على فكرة "مضاعفة القوة"، عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي
لجعل التنظيم يبدو أكثر قوة مما هو عليه. ويجري تحقيق جزء من ذلك عبر تقديم محتوى
كبير عبر الإنترنت لضمان مشاهدته من قبل الفئات الاستراتيجية من الجمهور، واجتذاب
اهتمام رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي توجيه رسالة التنظيم لأعداد أكبر.
ويفيد ذلك أيضاً في إيجاد الانطباع بوجود أعداد ضخمة من الموالين، للإيحاء بتمتع
التنظيم بتأييد اجتماعي؛ الأمر الذي قد يؤدي لاكتساب التنظيم مزيداً من المؤيدين
بالفعل على أرض الواقع. ومن بين سبل تحقيق ذلك الاعتماد على "ناشرين"،
وهم أفراد على الرغم من عدم انتمائهم رسمياً لـ"داعش"، فإنهم يعيدون نشر
"التويتات" الصادرة عنها والرسائل الأخرى بين آلاف المتابعين.
وهناك بعد آخر لهذه الاستراتيجية، هو
الاعتماد على هؤلاء "الناشرين" في استغلال "هاشتاج" مصمم،
لتبدو التحركات نتاج مبادرات من مواطنين عاديين. والملاحظ كذلك أن
"داعش" يستغل أساليب ترتبط عادة بالحملات السياسية، مثل التعرف على
مستوى التأييد المحتمل عبر التغذية الاسترجاعية الخاصة بأفكار محتملة أو صور
جرافيك. ويمكن النظر لهذا الأمر باعتباره تحليلاً للجمهور المستهدف، واختبار مسبق
للمحتوى (الرسائل والصور) في ذات الوقت.
ومن منظور الخطاب الاستراتيجي، تعد
مسألة إقامة "الخلافة" بما تمثله من عودة الصورة الأصلية للإسلام وتطبيق
الشريعة وهي الخطاب المركزي لـ"داعش". ويدعي التنظيم أن المسلمين
محاصرون في كل مكان، ويتعرضون لانتهاكات لافتقارهم إلى الحزم والتمسك الحرفي
بالنصوص، مضيفاً أن استعادة "الخلافة" واجب ديني يحاول التنظيم القيام
به. ويطرح التنظيم رؤيته لحل مشكلات المسلمين من خلال إقرارهم للهجوم الذي يشنه
"داعش" في سوريا والعراق، وكل الدول المسلمة.
ومع ذلك، يرى
Nissen أن خطاب "داعش" يحمل بعض
التناقضات الواضحة عند إمعان النظر في بعض رسائله، فمن ناحية نجد صوراً وقصصاً حول
قبور جماعية وعمليات قطع للرؤوس تنطوي على رسائل مرعبة مثل "عارضنا وسوف
ينتهي الأمر بقطع رأسك أو صلبك". في المقابل، نجد محاولات لكسب "العقول
والقلوب" عبر نشر رسائل وصور لنقل مواد غذائية إلى مناطق القتال ونشاطات اجتماعية
أخرى، بجانب حب المقاتلين الواضح للقطط الصغيرة التي تظهر في كثير من الصور. ويمكن
النظر لهذه الصور باعتبارها محاولات مبتذلة لنفي صفة الوحشية التي باتت مرتبطة
بأعضاء التنظيم. وبذلك يستمر تعزيز الخطاب العام للتنظيم القائم على فكرة أن
مقاتليه ليسوا سوى بشر عاديين، ومع ذلك فإنهم سيمضون في ملاحقة خصومهم بكل شراسة.