أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، أن لبنان يمر بوضع بالغ الصعوبة في مواجهة وباء كورونا، وأن الأمر يقتضي اتخاذ تدابير وإجراءات استثنائية وصارمة وتشدد في تنفيذها بموازاة "الوعي المجتمعي المطلوب" لوقف تفشي الوباء.
جاء ذلك خلال اجتماع وزاري – أمني عُقد ظهر اليوم وضم عددا من الوزراء وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية لبحث التدابير التي يُمكن اتخاذها في سبيل وقف تفشي وباء كورونا في ظل امتلاء المستشفيات واكتظاظ وحدات الرعاية المركزة المخصصة لمرضى كورونا.
وعلمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن قرارا بإغلاق لبنان أصبح وشيكا وفي حكم المؤكد، وأن هناك توافقا عاما على ضرورة اتخاذه، غير أن بعض النقاط الخلافية ما تزال محل بحث خلال الاجتماع الثاني المنعقد حاليا للجنة الوزارية لمواجهة الوباء والتي يترأسها رئيس الحكومة.
وذكرت مصادر وزارية في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن النقاط محل البحث تتعلق بفترة الإغلاق ومستوى التدابير المرتبطة بها، وموعد البدء فيه في ظل انقسام في الآراء ما بين من يرى بوجوب التطبيق الفوري للإغلاق في ظل خطورة الوضع، وآخر يرى إفساح الوقت لبضعة أيام قليلة لما بعد أعياد الطوائف المسيحية من الأرمن والأرثوذكس وبما يُمكّن اللبنانيين من شراء احتياجاتهم ومنع الاكتظاظ والتهافت على المتاجر بصورة "هيستيرية" قد تسهم في انتشار الوباء، إلى جانب الموازنة بين تحقيق أهداف الإغلاق العام وقدرة الأجهزة والمؤسسات الأمنية على التطبيق الصارم بما يحقق هذه الأهداف.
وأضاف رئيس حكومة تصريف الأعمال – في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري الأمني – أن الدولة اللبنانية عملت طيلة الفترة الماضية قدر استطاعتها وفي ضوء الإمكانات المتاحة لها، لمنع انتشار الوباء، غير أن الالتزام المجتمعي لم يكن إيجابيا على النحو المرجو، معربا عن دهشته الشديدة إزاء عدم اقتناع فئة من المواطنين اللبنانيين بمدى الخطورة التي يشكلها وباء كورونا.
وتابع قائلا: "إن مواجهة كورونا لا يمكن أن تطبق من خلال تدابير نظرية وإجراءات في الشارع فقط، بإمكاننا أن نغلق البلد وأن نفرض حظر تجول، لكن لا قدرة لنا أن نلاحق كل شخص، لقد أصبحنا اليوم في وضع مختلف، في البداية كان هناك تناغم بين إجراءات الدولة وبين تجاوب المواطنين مع التدابير، أما اليوم فالوضع مختلف تماما".
وأكد دياب عدم وجود أسرّة شاغرة في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات لمرضى كورونا، على نحو يمثل وضعا شديد الصعوبة على البلاد، ويتطلب إجراءات استثنائية صارمة، مضيفا" مواجهة الوباء تحتاج إلى وعي مجتمعي يتفاعل ويتجاوب مع التدابير والإجراءات".