رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وفاة المؤرخ التونسي محمد الطالبي «المفكر الحر»

1-5-2017 | 23:31


وكالات:

توفي الاثنين المؤرخ والمفكر التونسي محمد الطالبي، "المفكر الحر" الذي حارب لعقود "الظلامية الدينية"، عن 95 عاما، وفق ما اعلنت وزارة الثقافة التونسية.


وولد الطالبي العام 1921 في العاصمة التونسية وتلقى علومه بالمدرسة الصادقية العريقة في تونس ثم في جامعة السوربون بباريس، وهو مجاز في اللغة العربية ودكتور في مادة التاريخ وكان احد مؤسسي الجامعة التونسية الحديثة.


وكان اول عميد لكلية الآداب بتونس العام 1955، وكتب ثلاثين مؤلفا ومئات المقالات بالعربية والفرنسية، وحاز العديد من الجوائز.


وعبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن "بالغ التأثّر وعميق الأسى" لرحيل الطالبي الذي وصفه بانه "المفكّر الحر والمجتهد المجدّد والمصلح الجريء والمناضل الوطني الصلب من أجل الحريّة والإنسانيّة" الذي "تتلمذت على يديه أجيال تلو أجيال، والذي لم تثنه في الدفاع عن دينه وعلمه وشعبه وأفكاره، لومة لائم ولا شوكة حاكم".


وواجه الطالبي المسلم المؤمن لاكثر من نصف قرن الشروحات المتشددة للاسلام، داعيا بقوة الى رؤية متجددة للفكر الاسلامي.


وأكد في مقال نشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية عام 2006 ان الشريعة "نتاج بشري"، معتبرا ان "الدين، اي دين، لا يجب ان يكون قيدا واكراها"، ومضيفا "لن أملّ من التكرار ان الاسلام يمنحنا الحرية".


وشدد في مقابلة اجراها مؤخرا مع اسبوعية "جون افريك" ان "القرآن هو الوحيد الذي يتضمن تلك العبارة البالغة الوضوح والعلمانية: لا اكراه في الدين".


وفي حين حرص اثناء فترة حكم الرئيس الحبيب بورقيبة (1957-1987) على الابتعاد عن السياسة، فقد عارض محمد الطالبي نظام الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011)، وانضم في 1995 الى "المجلس الوطني للحريات"، المنظمة غير الحكومية للدفاع عن حقوق الانسان.


وكان الطالبي يدافع عن "مواءمة الاسلام مع الديموقراطية". واتخذ موقفا معارضا لحزب النهضة الاسلامي، بعد سقوط زين العابدين بن علي. واتهم النهضة بمحاولة تنفيذ "انقلاب ثيوقراطي".


كما عارض الطالبي بلا هوادة السلفية التي وصفها بانها "مناهصة للاسلام"، وتصدى بقوة ل"خطر كراهية الاسلام التي تغذيها"، برأيه، بعض التيارات المسيحية. وقال في مقابلته مع "جون افريك" "هؤلاء يرون ان الرسول محمد لم يأت الا باشياء سيئة ولا انسانية".


ونال المفكر الراحل أرفع الأوسمة الثقافيّة والفخرية من دول عديدة بينها تونس وفرنسا واسبانيا وإيطاليا وألمانيا والسويد.


وتولى رئاسة بيت الحكمة بقرطاج (المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون) عام 2011 وأسس الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين عام 2012.


من آخر مؤلفاته عيال الله (1992)، أمة الوسط (1996)، مرافعة من أجل إسلام معاصر (1998)، الإسلام: حرية وحوار (1999)، كونية القرآن (2002)، ليطمئن قلبي (2010)، ديني الحريّة (2011).