خبراء يوضحون مزايا تحويل السيارات للغاز الطبيعى: عوائد بيئية واقتصادية ووفرة للمواطن
أشاد خبراء ببرنامج إحلال المركبات القديمة للعمل بالغاز الطبيعي بصفته برنامج قومي يحقق الكثير من العوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للدولة ويحقق مكاسب ومزايا أيضا للمواطن على رأسها تقليل تكلفة الوقود لنحو النصف تقريبا، فضلا عن أنه يدعم الصناعة الوطنية ويحم البيئة من التلوث في ظل خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة 2030.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد أن مبادرة إحلال السيارات للعمل بالغاز تحقق عوائد مباشرة لصالح المواطنين في مقدمتها استبدال السيارات الملاكي المتقادمة بأخرى جديدة تماماً من أحدث الطرازات وتعمل بطاقة الغاز المنخفضة التكلفة، وبتسهيلات تمويلية كبيرة وفق برامج تقسيط منخفضة الفائدة وطويلة الأجل، وهو ما يتكامل مع استراتيجية الدولة لرفع مستوى معيشة المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وافتتح الرئيس السيسي أمس المعرض الأول لتكنولوجيا تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة والذي يستهدف التوعية ببرامج التمويل المتاحة في إطار مبادرة تحويل السيارات للغاز إلى جانب التوعية بالفوائد الاقتصادية والبيئية الناتجة عن تعزيز استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات وتعزيز التعاون المشترك بين الشركات المنتجة ودعم عمليات نقل التكنولوجيا وبرامج البحث والتطوير في مجال السيارات العاملة بالغاز الطبيعى بالإضافة إلى التوعية بالخطوات المتخذة لتوفير البنية التحتية اللازمة لخدمة السيارات العاملة بالغاز الطبيعي والكهرباء.
مزايا تحويل السيارات
وفي هذا السياق، قال الدكتور مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن فوائد تحويل السيارات من البنزين إلى الغاز تحميل الكثير من الفوائد والمزايا للدولة وللمواطن، مضيفا أن الاعتماد على الوقود النظيف والذي يعد ثروة قومية مصرية، سيؤدي لتقليل واردات السولار والبنزين المصرية من الخارج حتى الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وأضاف يوسف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الغاز الطبيعي سيدخل بنسبة إحلال كبرى قد تصل إلى 30% من استهلاك مصر خلال السنوات القليلة المقبلة، مما سيقلل من الواردات من الوقود من الخارج مما يحسن من الميزان التجاري المصري وتحسين الموازنة العامة للدولة، مضيفا أن الوقود النظيف محل البنزين والسولار سيقلل من كم الانبعاثات ونواتج احتراق الوقود سيقلل بنسبة كبيرة.
وأكد أن الملوثات الموجودة في البنزين والسولار تمثل 10 أضعاف الموجودة في الغاز الطبيعي مما سيسهم في تحسين وتنقية الهواء والصحة العامة للمصريين وتقليل معدل الإصابة بالأزمات الربوية والتنفسية وتحسين نفقات العلاج بنسبة كبيرة سنويا، مضيفا أن المواطن نفسه سيشعر بفارق كبير عند تحويل سيارته للعمل بالغاز الطبيعي.
وأوضح يوسف، أنه إذا اعتمد أصحاب المركبات على الغاز بديلا للبنزين ستقل تكلفة الوقود عليهم بنسبة أكثر من النصف مما يسهم في توفير الموارد المالية وتحسين دخل الأسرة بشكل غير مباشر، مؤكدا أن البرنامج القومي لإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة سيسهم في تحفيز الصناعة المصرية حيث أن هذا البرنامج سيؤدي لتنشيط الصناعة وقيام صناعات مكملة لعمليات التحويل والتموين.
وأشار إلى أن مصر يمكنها تصنيع الضواغط في مراكز التحويل والخدمة وكذلك يمكن أن تصبح دوائر التحويل من البنزين إلى الغاز الطبيعي كلها من الصناعة المحلية بدلا من الاستيراد من الخارج، مضيفا أن المعرض المصري لإحلال المركبات الذي افتتحه الرئيس السيسي أمس يستهدف شرح المنظومة للمواطنين والرد على مخاوفهم لأنها تقوم على أسس غير علمية ومعلومات مغلوطة.
ولفت مدحت يوسف إلى أن هناك الكثير من المركبات سواء الأجرة أو الخاصة تستخدم الغاز الطبيعي دون أي مشاكل أو أزمات، وتعد سيارات الأجرة والتي تعد الأكثر حركة هي الأكثر استخداما للغاز الطبيعي.
عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية
ومن جانبه، قال اللواء مجدي الشاهد، الخبير المروري، إن مشروع إحلال وتحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي هو برنامج قومي تتبناه الدولة، حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام اجتماعا مع الوزراء المعنيين لاستعراض كل الخطوات التنفيذية لهذا البرنامج، مضيفا أن الرئيس السيسي شدد على عدة نقاط لتنفيذ هذا البرنامج الأول منح حافز مادي للمواطنين وتنظيم معرض متكامل لهذا القطاع باشتراك كبرى الشركات العالمية المصنعة للسيارات مع توفير خدمة استقبال وتيسير الإجراءات مع تكثيف برامج التوعية بالمشروع وفوائده.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السيسي افتتح أمس هذا المعرض والذي يؤكد أهمية هذا البرنامج لتشجيع تنفيذ إحلال وتحويل السيارات للعمل بالغاز بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 بأبعادها المختلفة الاقتصادية والبيئة والمجتمعية، مضيفا أن استخدام الغاز الطبيعي كوقود يحد من تلوث الهواء ويحمي المجتمع والمواطنين من الكثير من المشكلات الصحية.
وأضاف أن هناك تطوير شهدته محطات التمويل حيث هناك نحو 215 محطة لدى وزارة البترول والمستهدف زيادتهم خلال 3 سنوات إلى نحو 600 محطة وتم تحويل نحو 330 ألف سيارة ومستهدف تحويل 264 ألف سيارة على مستوى الجمهورية، مضيفا أن هناك حيرة وتساؤلات لدى المواطنين حول الفارق بين الإحلال والتحويل وهل السيارات الملاكي ستخضع له أم لا.
وأكد أن الإحلال هو تخريد السيارات القديمة وحصول المواطن على سيارة جديدة تعمل بالغاز الطبيعي وذلك بموجب نص قانون المرور الذي نص على إحلال سيارات الأجرة والنقل المقطورة ونقل الركاب التي لا تقل عن 8 ركاب سواء الأتوبيس العام أو الخاص أو المدارس التي مر على صنعها أكثر من 20 عاما بما فيها سنة الصنع.
وأشار إلى أن الجهات المعنية ستأخذ هذه السيارات القديمة ويحصل في المقابل المواطن على سيارة جديدة بفوائد ميسرة كما وجه الرئيس السيسي، أما السيارات التي لم يمر على تصنيعها 20 عاما سيجري تحويلها للغاز وهو أمر يعود بفوائد اقتصادية على الدولة والمواطن حيث أن تكلفة التمويل بالغاز أقل من البنزين بنسبة كبيرة.
ولفت إلى أن هذا البرنامج يسهم في الحد من التلوث إلى جانب العائد الاقتصادي وكذلك التوزيع الاقتصادي للخدمات في كل محافظات الجمهورية فهو لا يقتصر على القاهرة فقط وإنما كافة أنحاء مصر، موضحا أن سيارات التحويل ستحتوي على الوقود المزدوج للعمل بالبنزين أو الغاز أما سيارات الإحلال ستكون بالغاز فقط.