رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
"كتاب اليوم" يصدر الطبعة الثانية لـ "سؤال الوجود مصطفى محمود"
صدر بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد المفكر والفيلسوف الراحل د . مصطفي محمود عن سلسة كتاب اليوم الثقافية الطبعة الثانية من كتاب "سؤال الوجود مصطفي محمود" تأليف د. لوتس عبد الكريم فالحديث عن شخصية في حجم د.مصطفي محمود امتحان صعب اجتازته المؤلفة بنجاح وتعمقت مع ذلك البحر الواسع واستطاعت عرض التناقضات التى كانت تثير الجدل لدى الكثير من القراء والمتابعين مثل جرئته فى الحديث عن الذات الألهية والدين.
وتؤكد المؤلفة أن الكتاب واحد من الكتب التي ستعيش أمدًا طويلاً وسيدوم بين أيدي القراء لوقت أطول، لأنه عن رجل يحمل على كتفيه أطنانًا من العلم، وفى قلبه أفدنة من الإيمان.
وتقول الكاتبة عن حياة العالم الكبير ورحلة علاقة الصداقة التي جمعتهما وسجلت أحداثها على صفحات هذا الكتاب: "إنه ليس مجرد عالم بل هو فيلسوف وطبيب وفنان ورجل دين في وقت واحد، فهو فنان متصوف بالفطرة أمضى حياته بين العلوم بمختلف أنوعها من العلوم الطبية إلى العقلية والشرعية، وهو أيضًا سياسي مخضرم لا بانتمائه لأي حزب من الأحزاب أو اعتناقه لأفكار وأيديولوجيات، لكن بنظرته العميقة وتحليله السابق لزمنه لكل الأحداث والأيديولوجيات السياسية في العالم، فهو من تنبأ بسقوط الشيوعية ونهاية مرحلة الستينات بخردة من الأفكار الاشتراكية التي أصبحت غير قابلة للاستعمال".
وتورد الكاتبة لوتس عبد الكريم أحد أشهر مقولات د.مصطفى محمود: الطبيب هو الوحيد الذي يحضر لحظة الموت ولحظة الميلاد.. وهي من اللحظات التي يقف أمامها الفيلسوف حائرًا. وتحدثت أيضًا عن الأديب الكبير الذي كان يقف خلف كل هذا العلم وكل هذه الفلسفة والرقي الروحي ليأخذ منها ويمتص من رحيق كل واحدة من هذه الصفات ليبدع لنا مسرحًا وقصصًا تفيض بالروحانيات وأيضًا بالفلسفة وإعمال العقل.
وتقول الكاتبة: "الفيلسوف الوجودي مثله الأعلى هو البطل، والبطولة عند مصطفى محمود هي في إيجاد المعنى إن لم يكن العثور عليه، المعنى الذي يجعل الحياة حياة، بل ويعلو عليها".
هذا الكتاب ليس مجرد سرد للسيرة الذاتية لحياته العامرة بالأحداث الجليلة، إنما هو كتاب يحكي قصة علاقة إنسانية عميقة بين المؤلفة الدكتورة لوتس عبد الكريم وصاحب موضوع الكتاب وما لا يعرفه الكثيرين أَنَّ مصطفى محمود قد كَتَبَ إلى جانبِ القصَّةِ القصيرةِ والروايةِ والمسرحيةِ والمقالةِ والسيناريو القصيدةَ الشعريةَ، لكنَّنا لا نعثرُ على كثيرٍ مما كتبه من شعرٍ، ربَّما لأنه مزَّق ما كتب، أو رأى نفسه متحقِّقا في فنونِ الكتابة الأُخْرى، فهجر الشِّعْرَ. إنه كتاب يستحق بالفعل القراءة والمتابعة لرحلة حياة تسير في قلب الوطن وأهله.. رحلة حياة علامة كبير مثل الدكتور مصطفى محمود واحد ممن أثّروا في فكر الملايين.