طه الطوخي.. رحيل صاحب البطولات الاستثنائية
رحل عن عالمنا فجر اليوم، طه الطوخى،لاعب ومدرب النادي الأهلي السابق، وولد طه الطوخي في 20 يناير 1937، وبدأ مشواره لاعبًا بالنادى الأهلى، ثم اعتزل فى سن مبكرة، بسبب الإصابات قبل أن يتجه للتدريب ويحقق نجاحات تاريخية فى قيادة الأندية والمنتخبات فى المنطقة العربية، قبل أن ينتقل للعب فى صفوف الأهلي، مر على فريق أشبال الزمالك عام 51 19ولم يكن قد تجاوز الرابعة عشرة من عمره، ثم عمل بالنادي الأهلي كمساعد للمدرب في عام 1965 مع الراحل العملاق محمد عبده صالح.
نبوءة صالح الوحش
اكتشف المدرب صالح الوحش، موهبة الطوخي التدريب، حيث كان أول من تنبأ لمستقبله التدريبي، ويذكر الطوخي أن الوحش قال له حرفياً: «أنت حتبقى مدرب نابغة يا طه، عندك موهبة للتدريب».
وبالفعل صدقت نبوءة الوحش وبدأ طه الطوخى مشواره مدربًا بالنادى الأهلى لجيل المايسترو صالح سليم، كما كان مساعداً لمدرب المنتخب الذي تأهل إلى أولمبياد طوكيو 1964 والذي نال لقب البطولة العربية الأولى التي أقيمت في القاهرة عام 1965.
لقب لن يتكرر في التاريخ
حقّق الطوخي إنجازات مع النادي الأهلي، سواء على المستوى المحلي أو العربي، ولكن اللقب الوحيد الذي لن يتكرّر في التاريخ، هو الفوز بلقب الجمهورية العربية المتحدة، هكذا وصفه الراحل طه الطوخي، ودوما ما ذكره بهذا الوصف.
المصري الوحيد الحائز على بطولة الخليج
خاض الطوخي تجارب عديدة ناجحة فى منطقة الخليج العربى بقيادة منتخب الكويت الأول عام 1970 لتحقيق لقب كأس الخليج فى نسختها الأولى.
حيث سطّر أسمه بحروف من ذهب، عندما حصد أول لقب خليجي لــ «الأزرق» عام 1970، شارك فيه منتخب الكويت إلى جوار السعودية والبحرين وقطر؛ ليكون المدرب المصري الوحيد على مدار التاريخ الطويل لهذه البطولة الذي يحقّق اللقب.
وقال الطوخي عن ذلك الإنجاز على هامش تكريمه فى افتتاح بطولة خليجي 23 للخليج منذ 4 أعوام، حيث نال تكريمًا كبيرًا من أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مسترجعاً ذكريات تلك البطولة: في أغسطس عام 1968 جئت إلى الكويت لتدريب نادي النصر، وكانت طموحاتي كبيرة، وفي العام التالي وقبل انطلاق بطولات الخليج أقيمت مباراة ودية بين البحرين والكويت، انتهت المباراة الأولى في البحرين بالتفوّق على الكويت، وكان مدرب نادي الكويت حينها، اليوغوسلافي تاديتش، مدربا لــ «الأزرق»، وحدثت مشاكل معه في صفوف المنتخب، وكانت المفاجأة زيارة وفيق أبوبكر، الذي كان يعمل في الاتحاد الكويتي، بزيارة مفاجأة لي في منتصف الليل مؤكداً أن مجلس إدارة الاتحاد قرر بالإجماع أنني سأكون مدرباً للفريق في مباراة العودة.
وأضاف: في تلك المباراة وفي الشوط الأول تقدّم البحرين 2/3، وكان هناك لاعب شاهدته في صفوف فريق نادي الشباب الكويتي في الدرجة الثانية، وهو خلف سطام، وقمت باستبداله بجواد عاشور ـــ النجم الكبير وقتها ـــ في صفوف النادي العربي، لتتحول المباراة لمصلحتنا، حيث أنهينا اللقاء 3/8، وكانت النتيجة بداية الطريق لتألّق «الأزرق» وقتها. وقال: كان هناك عددا كبيرا من المدربين الأجانب، سواء في القادسية أو الكويت أو السالمية، ولذا كان اختياري مفاجأة، حيث كنت أصغرهم سنّاً وخبراتي أقل مقارنة بهؤلاء المدربين الكبار وقتها.
وقال: في 1970 قرر اتحاد الكرة الكويتي برئاسة أحمد السعدون، رئيس مجلس الأمة، أن أتولى مهمة المنتخب، وكانت فرحة نادي النصر كبيرة أن يتولى مدرب ناديهم قيادة المنتخب في أول بطولة خليجية (مارس 1970)، وقبل انطلاق كأس الخليج لعبنا مباراة ودية أتذكرها مع النادي الإسماعيلي المصري، وفي أول مشوار نجحنا في الفوز على المنتخب السعودي 1/3، ثم التفوّق على قطر 2/4، وفي المباراة الأخيرة كان يكفينا التعادل مع البحرين، لكن تفوقنا 1/3.
يذكر أن الطوخي لم يكن المدرب الوحيد في البطولة من مصر، حيث تواجد حمادة الشرقاوي على رأس الجهاز الفني للمنتخب البحريني، وتواجه الثنائى وجهاً لوجه فى النهائى اثنين من المدربين المصريين في النهائي الأول.
كما تولى الطوخي تدريب الهلال السعودى فى الثمانينات من القرن المنصرم.
يرحل الطوخي عن عالمنا اليوم، تاركاً إرثاً كروياً ليس للمصريين فحسب، بل لجميع العرب.