في ذكرى وفاته.. تعرف على روايات إبراهيم أصلان التي تحولت لأعمال سينمائية
تحل اليوم ذكرى وفاة الروائي الكبير ابراهيم أصلان، أحد أبرز أدباء جيل الستينيات في مصر.
لاقت أعمال ابراهيم أصلان، القصصية ترحيبًا كبيرًا في الاوساط الأدبية والنقدية عندما نشرت في أواخر الستينات، وكان أولها مجموعة "بحيرة المساء" ثم توالت الأعمال بعد ذلك.
صدرت روايته الأشهر "مالك الحزين" والتي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي وحققت له شهرة هائلة بين الجمهور العادي، خاصةً بعد أن تحولت إلى عمل سينمائي هو أحد أجمل الأفلام في تاريخ السينما المصرية وهو فيلم " الكيت كات" بطولة النجم محمود عبد العزيز.
رشح مخرجه داوود عبد السيد الفنان الراحل أحمد زكي لتجسيد شخصية "الشيخ حسني"، وبالرغم من موافقته حدث خلاف على الأجر المادي بين أحمد زكي والمنتج حسين القلا، كما رشح الزعيم عادل إمام، للعمل ولكنه رفض أيضًا، حتى يذهب الدور لمحمود عبدالعزيز الذي خلد اسمه، ووضع اسم الشيخ حسني إلى لوحة شرف السينما.
قال داوود عبد السيد: "مسافة هذا المشوار لا تتعدى تسعة شهور استغرقها الإعداد للسيناريو، عندما قرأت رواية إبراهيم أصلان "مالك حزين" أعجبت بها وقررت تحويل العمل الأدبي إلى فيلم سينمائي لأن الرواية تتضمن أبعادًا سينمائية جديدة".
قام داروود عبد السيد، بالبحث عن أماكن التصوير والجلسات الطويلة مع أنس أبو سيف مهندس الديكور ليكون كل مشهد بالفيلم معبرًا عن حي الكيت الكات، بالإضافة إلى التلاحم والتقارب في الأفكار مع الموسيقار راجح داود صاحب الموسيقى التصويرية للفيلم، عن تعاونه مع بطل الفيلم محمود عبد العزيز قال "عبد السيد"، إن الشيخ حسني هو الشخصية التي تعامل معها أثناء تصوير فيلم "الكيت كات"، فشخصية محمود عبد العزيز تلاشت مع الدور وأصبح كل منهما يعبر عن الآخر، خاصة بعدما تعامل أكثر من شخصية ضريرة وأتقن أداء دوره، قال: "حتى إنني كنت أمسك يده في بعض الأوقات اعتقادًا مني أنه ضرير".
كشف الفنان شريف منير أنه جاء فى فيلم الكيت كات بدلًا من النجم الراحل ممدوح عبدالعليم، بعدما حدث خلاف بينه وبين المنتج حسين القلا، وأوضح المخرج داود عبدالسيد أن عبدالعليم وضع شرطًا أن يُكتب اسمه في التتر مع محمود عبدالعزيز، لكن محمود عبدالعزيز رفض، قائلا: "لو هيمثل فى الفيلم أنا مش همثل".
كان داوود عبد السيد، يريد عبلة كامل في دور عايدة رياض لكنها رفضت، ووفاء عامر جاءت للاختبار لكنها لم تكن مستعدة للدور.
كشف مهندس الديكور أنسي أبو سيف تفاصيل بناء الحارة الشعبية في الفيلم، موضحًا أنه اقنع المخرج يوسف شاهين باستبدال حارى بونابرت التاريخية إلى حارة شعبية، هدم حارة بونابرت وبنفس الماتريل بنى حارة شعبية، مشيرًا أنه نفذها فى 5 أسابيع، وقال المنتج حسين القلا إن بناء الحارة وقتها كان يتكلف 45 ألف جنيه فاقنع يوسف شاهين بناءها في استوديو جلال، وأن يشاركه بنصف المبلغ على أن تكون الحارة بعد ذلك له.
الفيلم كان اسمه عرايا في الزحام لكن الرقابة رفضته، فاختير الكيت كات، كل شخصيات الفيلم كانت حقيقية وكانوا مقيمين في منطقة "الكيت كات" وجمعهم الكاتب إبراهيم أصلان في كتابه "مالك الحزين".
الشيخ حسني اسمه الحقيقي الشيخ محسن موسى، وكان من أوائل دفعته في معهد الموسيقى العربية وكان رافض الاعتراف أنه كفيف، ومعظم مواقف الفيلم من حياته الشخصية الحقيقية.
يحتل فيلم " الكيت كات " المركز رقم 24 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، حصل على الجائزة الذهبية لأحسن فيلم من مهرجان دمشق السينمائي الدولى عام 1991.
"الكيت كات" أول فيلم يحقق المعادلة بين فيلم الشباك والإيرادات وبين فيلم الجوائز والمهرجانات، إنتاج الفيلم كلف 900 ألف جنيه، كما أنه ظل في السينمات حوالي 17 أسبوعًا، وحقق أكثر من مليوني جنيه.
الفيلم من إخراج وتأليف داود عبد السيد، وإنتاج حسين القلا، ومن بطولة محمود عبد العزيز، وأمينة رزق، وشريف منير، وعايدة رياض، ونجاح الموجي، وعلي حسنين.
دمج إبراهيم أصلان بعض الشخصيات وتغيير دور شخصيات أخرى واخفاء شخصيات أخرى، ولكن ظلت الرواية هى الخط الأساسى للفيلم.
كما حولت روايته "عصافير النيل " إلى فيلم سينمائي أخرجه مجدي أحمد علي .
الفيلم عرض لأول مرة يوم 17 نوفمبر 2009 في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث شارك في المسابقة الرسمية ليكون الفيلم المصري الوحيد الذي يشارك بها، فاز بجائزة الجمهور وحصد الخنجر الذهبى ومبلغ مالي قدره 3 آلاف دولار بمهرجان مسقط السينمائي في دروته السادسة.
رفضت إدارة مهرجان مسقط السينمائي في دورته السادسة عرض الفيلم لاحتوائه على مشاهد جريئة، إلا أن إدارة المهرجان عادت لتعلن عن اعتذارها وشارك الفيلم ضمن الفعاليات بصورة طبيعية، تم تأجيل عرض الفيلم أكثر من مرة حتى بدأ عرضه أخيرًا في يوم 20 أبريل 2010 بدور العرض.
الفيلم من إنتاج عام 2010، بطولة فتحي عبد الوهاب وعبير صبري إخراج وسيناريو مجدي احمد علي، تأليف وحوار إبراهيم أصلان، شارك في مهرجان القاهرة السينمائي 2010 وفاز بطل الفيلم فتحي عبد الوهاب بجائزة أفضل ممثل في المهرجان..
حصل أصلان على عدد من الجوائز منها: جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن رواية مالك الحزين عام 1989، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2003-2004، جائزة كفافيس الدولية عام 2005، جائزة ساويرس في الرواية عن حكايات من فضل الله عثمان عام 2006، رشح في أواخر 2011 لنيل جائزة النيل وهي أرفع الجوائز المصرية من قبل أكاديمية الفنون، وفي 1 يوليو أعلن المجلس الأعلى للثقافة عن فوزه بالجائزة.
كانت آخر أعماله "حجرتين وصالة"، التي تحولت لفيلم قصير من اخراج شريف البنداري، و كانت مزيجًا من السيرة الذاتية والأعمال الواقعية، وتحكي عن زوج وزوجة يعيشان فى حجرتين وصالة، يتزوج الأبناء ليصبح الأبوان منفردين، ثم تتوفى الزوجة، ليعاني الزوج من ألم العزلة والوحدة والذكرى التي لا تزيده إلا حزنا.