أكد وزير السياحة اللبناني رمزي مشرفيه، أن نسبة الاستثناءات من حالة الإغلاق العام الكامل المعمول بها فيه لبنان لكبح تفشي وباء كورونا، أقل بكثير من تلك الممنوحة في العديد من الدول العربية والأوروبية، مشيرا إلى أن تزايد عدد الإصابات بالفيروس في الآونة الأخيرة مرجعه الاختلاط الكبير بين اللبنانيين خلال في فترة الأعياد.
ودخل لبنان ابتداء من أمس الأول الخميس، حالة إغلاق عام بصورة كاملة تستمر حتى أول شهر فبراير المقبل، غير أن انتقادات كثيرة وُجهت إلى القرار، لا سيما من قبل لجنة الصحة بمجلس النواب، كونه تضمن الكثير من الاستثناءات وسمح لكثير من الأنشطة بمزاولة العمل بصورة شبه طبيعية.
وقال وزير السياحة اللبناني - في بيان اليوم السبت - إن نسبة الإغلاق العام والاستجابة في لبنان وفقا للمؤشرات العالمية تبلغ نحو87% وأن هذه النسبة أكبر من مثيلاتها في الدول الأوروبية والعربية التي يزيد عدد الإصابات والوفيات اليومية فيها بسبب الإصابة بفيروس كورونا عن عددها في لبنان.
وأشار إلى أن اللجنة الوزارية المصغرة التي تشكلت برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب، ستبحث بشكل دوري خلال فترة الإغلاق العام في المستجدات الخاصة بالوباء، لا سيما على صعيد عدد الإصابات اليومي ووضع المستشفيات، لتتخذ في ضوئها القرارات المناسبة سواء بالتخفيف من تدابير الإغلاق العام أو التشدد فيها.
ولفت إلى أن التزايد الذي يشهده لبنان حاليا في أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، مرجعه الاختلاط الكبير مؤخرا خلال في فترة أعياد الميلاد داخل المنازل والأماكن الخاصة وفي الفنادق والأماكن العامة، إلى جانب التوسع في إجراء الفحوص المخبرية للكشف عن الإصابات (بي سي آر).
وشدد على أن المسئولية الكبرى في وقف تفشي وباء كورونا تقع على عاتق المواطنين اللبنانيين ومدى التزامهم بالإرشادات والتدابير الوقائية، بدءا من ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وصولا إلى الحجر المنزلي وعدم الاختلاط مع الآخرين في هذه المرحلة الدقيقة.
يذكر أن وزير الصحة اللبناني حمد حسن، كان قد صرح بأن الإغلاق الشامل والكامل دون استثناءات، يظل هو الخيار الأفضل لوقف التفشي الوبائي لفيروس كورونا، وقد تُضطر الدولة اللبنانية إلى اللجوء إليه إذا لم يحدث تجاوب من قبل المستشفيات الخاصة عبر إنشاء وحدات رعاية مركزة لمرضى كورونا.
وقال الدكتور فراس الأبيض مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي (المركز الطبي الرئيسي للتعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا في لبنان) إن ما شهده لبنان في غضون شهر ديسمبر الماضي (الاحتفالات العامة والخاصة بمناسبة أعياد الميلاد والتي شهدت اختلاطا كبيرا بين الناس) كان مؤسفا ويستحق اللوم.
وأوضح الأبيض أن اللبنانيين يدفعون بحياتهم ثمن "القرارات المؤسفة".. مشيرا إلى أن الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس كورونا الذين دخلوا وحدات العناية المركزة بالمستشفيات في الأيام الثلاثة الماضية يمثل "نذير سوء لما سيحدث في المستقبل" على حد تعبيره.