استبدادى أم ديموقراطى.. أى نوع من القادة يمثلك؟
د. أمانى البرت
يقف القائد على مسرح الأحداث في منظمته ليشد خيوط العاملين، مؤثرًا على أفكارهم وتصرفاتهم وإنجازهم للأعمال، وحددت دراسات عدة أنماطًا مختلفة من الطرق التي يميل الأشخاص قيادة المنظمات بها؛ فهناك القيادة الاستبدادية (الأوتوقراطية) ويرتكز هذا الأسلوب على الرئيس، فالقيادة هنا لديها السلطات والمسئوليات كافة ويقوم المسئول بأخذ كل القرارات من تلقاء نفسه دون التشاور مع المرؤوسين ثم يبلغهم وينتظر التنفيذ الفوري لها، وتغيب المرونة في هذا النمط عن بيئة العمل، وتظهر الأساليب الرسمية كوسيلة للمكافأة والعقاب، ولكن في بعض الحالات قد يضطر بعض القادة أن يكونوا استبداديين حينما يفتقر المرؤوسين القدرة أو الرغبة في تحمل المسؤولية أو حينما يضطرون للتدخل السريع في المشكلات بحلول فورية.
وهناك أيضًا القيادة الديمقراطية، وفي هذا النمط من القيادة يشارك المرؤوسين في اتخاذ القرارات، ويمكن أن يفوض القائد الديمقراطي السلطة إلى أشخاص آخرين إذ تُركّز هذه القيادة على مساهمات المرؤوسين، وما يميز هذا القائد هو تبادلية الاتصال بينه وبين المرؤوسين، وطبقًا للدراسات فإن القيادة الديمقراطية هي إحدى أكثر القيادات تفضيلاً، وهي تنطوي على الإنصاف والكفاءة والإبداع والشجاعة والأمانة.
وهناك القيادة الاستراتيجية وهي نمط مهم جدًا للمنظمة، ويعتمد القائد على التفكير الاستراتيجي، وتكون لديه القدرة على التعامل مع جمهور واسع على مختلف المستويات والرغبة في خلق أداء عال في فريق العمل والمنظمة، ويتميز القائد الاستراتيجي بأنه يملأ الفجوة بين الحاجة لتوفير إمكانيات جديدة والحاجة للتطبيق العملي عن طريق قدرته الخلاقة في تنظيم عادات عمل جديدة، ويتمكن من تحقيق ما تريده المنظمة وخاصة في أوقات التغيير، وهو نمط قريب من القيادة صاحبة الرؤية وهؤلاء قادرين على رؤية كيف ستكون المنظمة بعد سنوات طويلة، ولديهم بصيرة عالية في العمل وفي اختيار العاملين وفي تكليف كل شخص بما يتناسب مع إمكانياته.
وهناك القيادة التحولية وعلى عكس الانماط السابقة تبدأ هذه القيادة بالعمل مع المجموعات الصغيرة للتغيير بها، وهؤلاء يحفزون الآخرين على فعل أكثر مما كانوا يعتقدون بإمكانياتهم في العمل. فيضعون لهم توقعات أكثر وتحديات أكبر مما يقود لأداء أعلى.
وهناك أيضًا قيادة مرتبطة بالفريق وهي تخلق صورة حية لمستقبل المنظمة، إذ توجه المرؤوسين نحو الواقع والمأمول، وهؤلاء لديهم رؤية واضحة ويستخدمونها ليلهموا الآخرين ويحفزونهم نحو الهدف، وقائد الفريق هو من يتعامل مع قلوب وعقول مرؤوسيه، أي يفكر بطريقتهم ويتعاطف معهم، وقد يفشل قائد الفريق بسبب افتقاره للصفات الشخصية والقدرة على التواصل.
وهناك قيادة التفويض التي تقوم بتفويض السلطات للموظفين، والسماح للإدارات أو المرؤوسين أن يعملوا بالطريقة التي يريدونها دون ادنى تدخل، وقد أوضحت الأبحاث أن هذا النمط من القيادة من أقل الأساليب ارضاء للإدارة العليا.
وهناك القيادة التبادلية، وهذا النمط يعمل على الإبقاء على الوضع الراهن والقيادة فيه تعتمد على نمط التبادل، فتنفيذ أوامر القائد وانجاز المطلوب يتم استبداله مباشرة بمكافئات فورية.
والقيادة التدريبية وفيها يتم العمل على تدريب العاملين بشكل كبير لتحسين مهاراتهم ويتم الاعتماد على التحفيز والتشجيع للوصول لمخرجات الادارة المطلوبة.