عول مراقبون، على قدرة مصر في احتواء الأزمات الإقليمية وحل القضايا المصيرية في مختلف المجالات، مؤكدين أن الدول الغربية وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي يراهن على الدور المصري في دعم حل المشكلات والأزمات القائمة في الشرق الأوسط، لافتين إلى أهمية الاجتماع الذي احتضنته القاهرة اليوم بمشاركة وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والأردن.

واجتمع وزراء خارجية كل من مصر وفرنسا وألمانيا والأردن في القاهرة، اليوم الاثنين، لمواصلة التنسيق والتشاور بشأن سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط نحو سلام عادل وشامل ودائم.

وناقش الوزراء اتصالاتهم الأخيرة مع وزيريّ الخارجية الفلسطيني والإسرائيلي، وما تضمنته من وجهة نظر كل طرف.

وذكر البيان الصادر عن الاجتماع أن الوزراء احيطوا علماً بالرسالة التي وجهها وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني إلى مضيف الاجتماع الوزير سامح شكري.

ورحب الوزراء بالاجتماع لما يُمثله من فرصة لمناقشة الخطوات الممكنة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وخلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وناشدوا كلا الطرفين من أجل تعميق التعاون والحوار بينهما على أساس الالتزامات المتبادلة، وأيضًا في ضوء جائحة كوفيد 19، وفي هذا الصدد، رحبوا بقرار السلطة الفلسطينية استئناف التعاون القائم على التزام إسرائيل بالاتفاقيات الثنائية السابقة.

حل قضايا الشرق الأوسط

شدد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المجتمع الدولي تخلص من كافة أشكال الاستعمار وتظل فلسطين هي الدولة الوحيدة المستعمرة، مشيراً أن إسرائيل غير ملتزمة بالاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق" الهلال اليوم" إلى أن  إسرائيل  لا تنفذ الاتفاقيات التي وقعتها مثل اتفاقية السلام مع مصر والأردن، بالإضافة الى اتفاقية أسلو مع السلطة الفلسطينية، ورغما عن ذلك  فإن الدول المعاونة لإسرائيل أمثال أمريكا، والعقلاء من اليهود، لا يتفقون مع السياسة الإسرائيلية

وذكر بيومي، أن مصر والأردن بحكم الجوار مع فلسطين هما من أكثر الدول تأثراً  بالوضع الفلسطيني، ولذا دعت مصر لهذا الاجتماع معتمدة علي دعم الدول الأوروبية لموقفها مثل فرنسا وألمانيا ، محاولةً  لإيجاد سبل لتشجيع العودة الي المفاوضات.

وأضاف وزير الخارجية الأسبق، أن مصر لها دورها المتميز فيما يخص القضية الفلسطينية ليس فقط لتبنيها اجتماع لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وانما فيما قدمته من تضحيات بالآلاف الأرواح مؤكداً  انه لا أحد يستطيع المزايدة على دور مصر عبر الزمن .

وأكد بيومي، أن وجود دول من الاتحاد الأوروبي في مثل هذه المفاوضات سيؤثر على القرار الصهيوني بإعادة التفكير في القضية الفلسطينية.

الأزمات الإقليمية

ومن جانبه، قال محمد عبدالحي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن استضافة مصر لاجتماع السلام في الشرق الأوسط بين مصر وفرنسا وألمانيا والأردن، يأتي فى إطار حرصها على إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً إلى التراجع الكبير الذي تشهده القضية الفلسطينية.

وأوضح عبدالحي لـ"الهلال اليوم" أن الدولة المصرية تعيد الاهتمام بالقضية الفلسطينية على أولويات الدول المختلفة، مضيفاً أن التواجد المصري الأردني بين الفرنسي والألماني سيشكل فارق كبير في الأحداث، حيث أن هذه الدول مؤثرة ولها مواقف متشابه وعلى هذا ستعود القضية الفلسطينية إلى موقع الصدارة في الاهتمام الدولي.

وأضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية، أن حل القضية الفلسطينية سيقضي حتما على التوترات الموجودة بالمنطقة، مشيراً أن دور الأمم المتحدة دوراً شكلياً وأنه مجرد مشاركة.

وذكر عبدالحي، أن الشرق الأوسط يواجه مجموعة تحديات أبرزها تدخل الدول الإقليمية مثل إيران، تركيا ،إسرائيل وأثيوبيا ومؤخراً كان هذا التدخل جلياً في معظم القضايا العربية،  هذا إلى جانب تحدي الإرهاب الذي تشهده المنطقة.