كان مجلس النواب 1924 هو أول برلمان مصري منتخب بانتخابات شعبية، في عهد الملك فؤاد الأول بعد صدور دستور 1923 الذي كان أول دستوري يفعل في تاريخ مصر ونص على إقامة حياة نيابية فى مصر، وأن يشارك المجلس النيابي الذي يختاره الشعب في حكم البلاد، ويشكل حزب الأغلبية الحكومة حينها.
وافتتح هذا المجلس في 15 مارس سنة 1924، وكان عدد أعضاؤه حينها 264 عضوا منتخبين، أما مجلس الشيوخ فعدد أعضائه 147 عضوا منهم 28 عضوا بالتعيين، وشهدت البلاد حينها احتفالا حكوميا وشعبيا بهذا الحدث الهام، فكان بمثابة أول هيئة نيابية دستورية تمثل البلاد تمثيلا صحيحا.
سجلت مجلة الاثنين والدنيا عن مؤسسة "دار الهلال" فى 24 يوليو سنة 1939 كيف احتفل بافتتاح أول برلمان مصري، حيث تقرر أن يعقد البرلمان جلسته الافتتاحية فى الساعة العاشرة من صباح السبت 15 مارس 1924، واصطف جنود من الجيش المصري على جانبي الطريق الذي سيمر فيها الموكب الملكي ومعها موسيقاها وأعلامها من سراي عابدين إلى شوارع البستان فميدان الأزهار فميدان الإسماعيلية فشارع قصر العيني فشارع دار النيابة فمجلس النواب والشيوخ .
الأعضاء والمدعوون
أخذ جميع الشيوخ والنواب يتوافدون على قاعة مجلس النواب واتخذوا أماكنهم برئاسة أكبر الشيوخ سنا المرحوم المصري باشا السعدي، ثم أقبل الأمراء أعضاء الأسرة المالكة وحضرات أصحاب الدولة والمعالى الوزراء ينتظرون تشريف الملك وازدحمت شرفات الزوار بالمصريين والأجانب ازدحاما شديدا وكانوا جميعا بالملابس الرسمية والأوسمة وكان كبار المدعوين من الضباط في ملابس التشريفة.
وبعد اكتمال عقد النواب والشيوخ قابل رئيس المؤتمر أعضاء الوفد البرلماني الذى سيشرف باستقبال الملك وأبلغهم المهمة الموكلة إليهم وكان هذا الوفد مؤلفا من رئيس المؤتمر باعتباره أكبر الشيوخ سنا، وكل من على عبد الرازق بك، وفهمى ويصا بك، باعتبارهما أصغر الشيوخ سنا ومن محمد سعيد بك أكبر النواب سنا وحسن يس وعبد المجيد نافع أصغر نائبين سنا.
ركب جلالة الملك
فى الساعة التاسعة والدقيقة الأربعين صباحا، وصل الملك فؤاد وكان جلالته مرتديا ملابس التشريفة الكبرى وراكبا عربة البلاط الرسمية الكبرى وفى معيته سعد زغلول باشا رئيس الوزراء، ومر الموكب فى الشوارع التى تقدم ذكرها بين هتاف الهاتفين وتصفيق المصفقين الذين واصلوا ذلك الهتاف الخالد "يعيش الملك وليحيى سعد".
وكان الجنود يؤدون للملك التحية العسكرية على طول الطريق والموسيقات العسكرية تصدح بالنشيد الملكي والجماهير الغفيرة من الطلبة والموظفين وسائر التجار وطبقات العمال والصناع تهتف هتاف الولاء والدعاء.
الملك يقسم اليمين
وعندما وصل الملك فؤاد إلى مقر البرلمان كان فى استقباله عند أسفل السلم الأمراء والنبلاء ورئيس الوزراء والوزراء والوفد البرلمانى، وبعد الاستقبال أسرع أعضاء الوفد البرلماني إلى مقاعدهم في قاعة الاجتماع وصعد الملك يتبعه الأمراء والوزراء حيث وقف أصحاب السمو فى القاعة إلى يمين جلالته ووقف الوزراء وكبار موظفى البلاط إلى يسار جلالته.
وظل الجميع وقوفا حتى أقسم اليمين المنصوص عليها فى الدستور، ثم جلس فتقدم منه دولة رئيس الوزراء واستأذنه فى السماح لأعضاء البرلمان بالجلوس.