حذر برنامج الغذاء العالمي من أزمة إنسانية تلوح في الأفق بجنوب مدغشقر، نتيجة الجفاف وتداعيات وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال المتحدث باسم البرنامج طومسون فيري - في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الثلاثاء - إن ثلاث سنوات متتالية من الجفاف إلى جانب الركود الحاد الناجم عن جائحة كورونا تسببت في ترك ما يصل إلى ثلث السكان في جنوب مدغشقر يكافحون لوضع الطعام على الطاولة.. مضيفا أنه مع استمرار معدلات سوء التغذية الحاد في التصاعد وإجبار الاطفال على التسول لمساعدة أسرهم يلزم اتخاذ اجراءات عاجلة لمنع حدوث أزمة إنسانية.
وأشار تقرير صادر عن المنظمة الدولية إلى أنه مع استمرار ظروف الجفاف حتى عام 2021 وضعف موسم الحصاد الأخير لم يعد لدى المجتمعات المنهكة سوى القليل من الموارد للاستفادة منها، واضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم، بحثا عن الطعام والعمل، منوها بأنه من المتوقع أن يعاني 1.35 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي - 35٪ من سكان المنطقة، وهو ما يقارب ضعف ما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي.
ولفت التقرير إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررا من أزمة الغذاء، حيث ترك معظمهم المدارس للتسول للحصول على الطعام في الشوارع، مضيفا أن حوالي 135 ألف طفل بحسب التوقعات يحتمل أن يعانون من سوء التغذية مع تصنيف أكثر من 27 ألفا منهم على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأكدت المنظمة الدولية أنها بحاجة بشكل عاجل إلى 35 مليون دولار لتمويل عمليات توزيع الاغذية المنقذة للحياة وتنفيذ برامج علاج سوء التغذية وبما يشمله ذلك التغذية الطارئة لحوالي 150 ألف طفل لضمان بقاءهم في المدرسة وبناء مستقبلهم.
من جانبه، قال موميني أويدراوجو ممثل برنامج الغذاء العالمي في مدغشقر "إنه للبقاء على قيد الحياة فان العائلات تاكل فاكهة التمر الهندي الممزوجة بالطين" محذرا من أن السكان في هذا الجزء من البلاد من مدغشقر قد يواجهون المجاعة أن استمر عدم هطول الأمطار والحصاد السيئ.