قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، إن الجلسة الإجرائية اليوم بمجلس النواب تعكس عدة أمور، أولها: درجة المؤسسية التي وصلت إليه الدولة المصرية من حيث التنظيم والإجراءات والالتزام بالدستور كما أن اللائحة الداخلية للمجلس كانت واضحة تماما ومن هنا جاءت رئاسة النائبة فريدة الشوباشي للمجلس بكونها أكبر الأعضاء سنا بصرف النظر عن كونها سيدة، مضيفا أن فكرة تولي سيدة رئاسة البرلمان يمثل دعم كبير للمرأة ويمثل نقطة أساسية في تاريخ الحياة السياسية المصرية والحياة البرلمانية.
وأشار إلى أن النائبة فريدة الشوباشي أدارت الجلسة باقتدار لالتزامها بالإجراءات، ثانيا: أن الجلسة احتوت علي درجة كبيرة من الشفافية مع الالتزام بنصوص الدستور واللائحة الداخلية بأن تكون الجلسة الافتتاحية جلسة علانية لكونها جلسة إجرائية ويترتب عليها صحة كل أعمال المجلس بعد ذلك، وأخيرا: الاهتمام بالإجراءات الاحترازية كان من جانب المجلس وليس من جانب الأعضاء لأنهم تخلو عن الإجراءات الاحترازية سواء في عملية التباعد أو ارتداء الكمامة الطبية وكان التحذير عليها كثيرا أثناء الجلسة.
وأضاف أستاذ السياسة في تصريحاته لبوابة" الهلال اليوم" أن الالتزام بالقرارات التي تصدر من القوي الوطنية مجتمعة شيء يحترم، وأن أثر التنوع الاجتماعي والثقافي والفكري في مجلس النواب كانت واضحة جلية اليوم أثناء الجلسة بالنسبة للشباب والمرأة وأيضا الحزبيين والمستقلين، ولأول مرة فإن نسبة التمثيل الحزبي تقترب من ٨٠% داخل المجلس وما يعكسه من إيجابية في الحياة السياسية المصرية، كما أن المجلس به كم لا بئس من الشباب وهذا بدوره يعكس تواصل الأجيال الأجيال الأكبر سنا وجيل الشباب وانتقال الخبرة فيه في مناقشة التشريعات وفي تحقيق التكامل بين أفكار الجيل الأكبر والجيل الأقل سنا أو في تقديم المقترحات، وبالنسبة للمرأة فزيادة تمثيل المرأة واضح جدا في البرلمان وقد تكون أعلي نسبة تمثيل في المجالس الانتخابية المنتخبة بنسبة 160 سيدة.
وأشار سلامة إلي أنه في حالة الخطأ في القسم يجب إعادته مرة أخري كما حدث اليوم مع عدد من النواب ومع الأسف فهذا كله يشوب من جمال الجلسة الافتتاحية، مؤكدا علي أنه فيما يخص التمثيل الحزبي فإن حزب مستقبل وطن يمثل حوالي57% والمستقلين 16% وباقي النسبة تتوزع علي الأحزاب الأخرى، ولأول مرة يتراجع التمثيل الحزبي لحزب يعرف بأنه حزب الأغلبية لصالح أحزاب أخري وهو شيء إيجابي وأنه لا يوجد حزب واحد يحتكر العمل السياسي في مصر وأن هناك فرصة لتحقيق توافق سياسي بين مجموعات من الأحزاب وأن هناك العديد من الأحزاب التي تسعي لاستقطاب عناصر تنضم إليها، ورغب في توجيه رسالة لأعضاء مجلس النواب بضرورة الالتزام بمضمون القسم عند التنفيذ، وأن يكونوا متواصلين بصورة مستمرة مع أبناء دوائرهم، وأخيرا ينبغي أن يكون المتسع للجميع بمعني أن الاختلاف في الرأي لا للود قضية، ويجب أن يعرف الجميع معني المعارضة والمساندة الحقيقية للدولة وهي أن تكون في خدمة المواطن المصري.