أكد دبلوماسيون أن إدانة مجلس النواب الأمريكي للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ستقضي على مستقبله السياسي، بعد تحريضه لأنصاره باقتحام مبنى الكونجرس الأسبوع الماضي، موضحين أن عامل الوقت قد لا يسمح بإتمام إجراءات العزل لأنه تبقى 6 أيام فقط على تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

كان مجلس النواب الأمريكي، قد صوت أمس على عزل الرئيس دونالد ترامب، بأغلبية 231 صوتًا مقابل 197 صوتًا، وأقرَ المجلس مشروع القانون المعروف رسميًا باسم H.Res. 24 - إقالة دونالد جون ترامب رئيس الولايات المتحدة، بسبب جرائم وجنح جسيمة، ليصبح ترامب بذلك الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي يتم عزله مرتين من جانب مجلس النواب.

ووجه مجلس النواب الأمريكي لترامب تهمة التحريض على التمرد، وذلك بعد أسبوع من اقتحام عدد من أنصاره مبنى الكونجرس أثناء المصادقة على نتيجة الانتخابات الأمريكية بفوز جو بايدن، ووفقا للدستور الأمريكي، فإن "لمجلس الشيوخ وحده سلطة في إجراء المحاكمة في جميع لائحة الاتهام النيابي. وعندما يجتمع مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه باليمين أو بالإقرار. وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس المحكمة العليا الجلسات".

وينص الدستور على أنه "لا يجوز إدانة أي شخص دون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين، ولا تتعدى الأحكام في حالات الاتهام النيابي حد العزل من المنصب، ومنع تولي وشغل منصب شرفي أو يقتضي ثقة أو يدر ربحا في الولايات المتحدة، ولكن الشخص المدان يبقى مع ذلك مسؤولا وخاضعا للاتهام والمحاكمة والحكم عليه ومعاقبته وفقا للقانون".

مستقبل ترامب السياسي فى خطر

وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن موافقة مجلس النواب الأمريكي على إجراءات عزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب وإقرار لائحة اتهام ضده للمرة الثانية تقطع الطريق أمام أي محاولة له الترشح مرة أخرى في 2024، فإدانته تقضي على مستقبله سياسيا.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن بعض المسئولين وعلى رأسهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب يأخذون الموضوع على محمل الجد للرد على مواقف ترامب ضدهم طوال فترة رئاسته، وأن هذه التصرفات يجب ألا تمر دون عقاب أو جزاء، خاصة بعد ما حدث الأربعاء من الأسبوع الماضي باقتحام متطرفين من أنصار ترامب لمبنى الكونجرس أثناء المصادقة على فوز جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد.

وأكد "بيومي" أن هذا يبعث برسالة أنه لا أحد فوق القانون في الولايات المتحدة الأمريكية سواء كان يتبقى في فترة رئاسته أيام معدودة أو أشهر، موضحا أن عزل ترامب يتطلب موافقة مجلس الشيوخ أيضا لكن عامل الوقت قد لا يكون في صالح الإجراءات، وخاصة أنه تبقى 6 أيام فقط على تنصيب بايدن، والمحدد له 20 يناير الجاري.

وأشار بيومي إلى أن ترامب منذ يومه الأول في البيت الأبيض وهو يتصرف بتصرفات غير متوقعة بشكل لا يليق برئيس دولى عظمى، مضيفا أن ترامب يعد أكثر رئيس أمريكي وقف ضد القضية الفلسطينية، وأعطى إسرائيل ما لم تحلم به في أي عهد سابق، في تصرفات تضر بحل الدولتين وتناسب المتطرفين.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدار بشكل مؤسسي وبتصرفات أقرب إلى المنطق، وهو أمر متوقع أن يستمر في فترة رئاسة بايدن.

عامل الوقت يمنح ترامب الأمل

ومن جانبه، قال السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية، إن موافقة مجلس النواب الأمريكي على عزل الرئيس المنتهية ولايته، وإعداد لائحة اتهام ضده، لا تزال تنتظر مناقشة مجلس الشيوخ وموافقة ثلثي أعضاء المجلس، لبدء إجراءات عزل ترامب، وهو أمر صعب رغم أن بعض أعضاء الشيوخ ساهموا في إدانة ترامب.

وأوضح "شلبى"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تحرك مجلس النواب الأمريكي جاء نتيجة للعمل غير المسبوق في اقتحام أنصار ترامب للكونجرس الأمريكي 6 يناير الماضي، أثناء المصادقة على نتيجة الانتخابات الأمريكية بفوز جو بايدن، مضيفا أن ترامب هو الذي حرض في خطابه أمام أنصاره على التقدم لاقتحام الكونجرس والتظاهر أمامه وأنه سيكون معهم.

وأكد أن هناك شبه إجماع أو غالبية من المجتمع السياسي الأمريكي يدين هذا التصرف، ومن يعمل على إدانة ترامب يتحركون بدافع إدانة هذا الانتهاك وإنهاء الحياة السياسية له لأنه يعتبر خطرا على الحياة السياسية الأمريكية، ولقطع الطريق أمامه في حالة التفكير على الترشح في الانتخابات الأمريكية 2024.

وأشار إلى أن هناك مراعاة لعامل الوقت لإدانة ترامب قبل تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة والمرتقب أن يكون في 20 يناير، موضحا أنه إذا أدان مجلس الشيوخ أيضا ترامب فلا مستقبل تماما أمام ترامب على المستوى السياسي.