رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


لكى يصبح البرلمان «مستقبل وطن»!

14-1-2021 | 19:10


أحمد محمد توفيق

592 هو إجمالي عدد النواب الذين أدوا اليمين الدُستورية الثلاثاء الماضي، كأعضاء في مجلس النواب الجديد، إيذاناً بانطلاق دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني لغرفة البرلمان الأولى، التي تستكملُ مسيرة الحياة البرلمانية الطويلة لمصر ذات التاريخ العتيد الذي يمتد إلى أكثر من 100 عام.


بالأرقام.. فإن الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب بثوبه الجديد، يمثلُ العودة لكي تكتسي غرفة التشريع الرئيسية، بلون سياسي واضح، تعكسه غالبية حزبية كاسحة، تنتمي في واقع الأمر إلى حزب "مستقبل وطن"، الذي يشغلُ نوابه حالياً 316 مقعداً كاملة، أهلته لدعم وصول المستشار حنفي جبالي مرشح الحزب إلى منصة رئاسة مجلس النواب، ليكون الرئيس رقم 51 للبرلمان المصري، كما ساعدت الأغلبية الحزب على الحصول على رئاسة 17 لجنة نوعية.


حزب مستقبل وطن، الذي لا يتجاوز عمره 7 أعوام، تمكن في أول تجربة برلمانية له عام 2015 من الحصول على 50 مقعداً في مجلس النواب، في بداية موفقة مهدت له الطريق لاكتساب العديد من الكوادر الشابة التي تبحث عن فرصة المشاركة السياسية بصورة فاعلة، كأحد نتائج ثورتي 25 يناير ثم 30 يونيو اللتان ساهمتا في رفع مستوى الوعي السياسي، والإدراك، والتطلع للعمل العام.


هذه الأغلبية الكاسحة التي يحظى بها حزب مستقبل وطن في مجلس النواب، هى بلا شك تضيف له ميزة، ولكنها في الوقت ذاته تفرض عليه مسئولية كبيرة، ولعل الجميع يتفق على قدرة المستشار حنفي جبالي على إدارة عمل البرلمان بحيدة تامة، وهو المتمرس على الفصل في القضايا والمنازعات ذات الصفة الدستورية، ليكون رئيساً لجميع النواب بكافة ألوانهم السياسية، فعلاقته بالحزب قد انتهت في اللحظة التي اعتلى فيها منصة البرلمان ليترأسه، وبذلك تكون الخطوة التالية من نصيب النواب أعضاء الحزب، ليمارسوا العمل التشريعي والرقابي على النحو الذي يجعلهم نواباً لجميع المصريين على النحو الواسع، بعيدأً عن ضيق المصالح الحزبية.


 وبعيدأً عن التركيبة الحزبية، فلعل اللون الأكثر وضوحاً لهذا البرلمان هو أنه برلمان شاب، فالمتأمل في وجوه النواب خلال الجلسة الافتتاحية والمُستمع إليهم خلال مراسم أداء اليمين الدستورية، سيجدُ نفسه أمام برلمان يطغى عليه الشباب، فهم نواب يتمتعون بعنصر الحماس والرغبة في التعلم وممارسة العمل السياسي الذي سيعوض غياب الخبرة لدى البعض، وأظن أن التجربة ستصقل قدراتهم وشخصيتهم السياسية لنراهم في ختام الفصل التشريعي نواباً جديرين بثقة الوطن.


أتمنى وربما يشاركني البعض هذه الأمنية، أن يعود بث جلسات مجلس النواب، في الحدود الممكنة، لتضاء من جديد قناة "صوت الشعب"، ويرى المواطنون نوابهم، ويستمعون إلى مناقشاتهم الجادة، وقضايا وطننا، وردود الوزراء على تساؤلات النواب في مهمتهم الرقابية التي لا تقل أهمية عن دور التشريع، فهذه التجربة جديرة بأن تعود بعد أن توقفت لأسباب غير مقنعة ولا مجدية.


إلى نواب الشعب، قدموا تجربة برلمانية راقية ليكون البرلمان "مستقبل وطن"، وأعيدوا بث جلساته كي تكتمل صورة الحضارة التي تهديها مصر إلى العالم، بينما فوضى التناحر على السلطة تسود بُلدان طالما صدعتنا بديموقراطيتها المزعومة.