بإجراءات أمنية غير مسبوقة منذ 11 سبتمبر.. وسط واشنطن قيد الإغلاق قبيل تنصيب بايدن
اتخذ السلطات الأمريكية إجراءات أمنية استثنائية في العاصمة واشنطن قبيل حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، تحسبا لاضطرابات جديدة بعد حادثة اقتحام الكابيتول.
وبادرت أجهزة الأمن أمس الخميس إلى إغلاق وسط العاصمة، مع نشر أكثر من 20 ألف عنصر مسلح من الحرس الوطني هناك، وتم تعليق حركة النقل في معظم أنحاء وسط المدينة بمثابة المنطقة الخضراء في بغداد.
وأفادت وسائل إعلام مختلفة، منها شبكة CNN، بأن الخدمة السرية (وهي الجهة المعنية بضمان الأمن خلال حفل تنصيب بايدن) قررت إغلاق متنزه ناشونال مول (الذي يجتمع فيه عادة آلاف المواطنين خلال حفلات التنصيب) بالكامل، ما يعد إجراء غير مسبوق.
وذكرت قناة "abcnews" أنه تم تعزيز الأمن حول العاصمة إلى مستوى غير مسبوق، حيث تم تحصين مبنى الكابيتول بسياج يبلغ ارتفاعه 7 أقدام مغطى بأسلاك شائكة وخلفه المئات من رجال الحرس الوطني المسلحين.
وقالت إن مكتب التحقيقات الفدرالي FBI اتخذ إجراء غير مسبوق منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 وأصدر مذكرة داخلية تحذر من أن مجموعة مسلحة تعتزم اقتحام المقار الحكومية في كافة الولايات الـ50 احتجاجا على تنصيب بايدن، لافتة إلى أن عناصر مسلحين ينوون التوجه إلى واشنطن في 16 يناير الحالي.
وأعلن قائد شرطة واشنطن، روبرت كونتي عن وجود خطر أمني كبير من قبل المتطرفين.فيما أعرب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، خلال إحاطة بواسطة الفيديو قدمها لنائب الرئيس مايك بينس، عن قلق FBI إزاء أعمال عنف محتملة خلال حملات احتجاجية من المفترض أن تنظم في الأيام القادمة في واشنطن وأمام مباني الهيئات التشريعية في كافة الولايات، وقد يشارك فيها عناصر مسلحون.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن FBI أوصت الشرطة في كافة أنحاء البلاد بتوخي الحيطة وتبادل المعطيات الاستخباراتية تحسبا لأنشطة متطرفة محتملة.
كما تم رفع مستوى الإجراءات لضمان أمن كبار المسؤولين في العاصمة، بعد أن أعلنت عمدة المدينة موريل باوزر عن تلقيها تهديدات بالقتل، فيما أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الرئيس المنتخب بايدن تراجع عن خططه للتوجه إلى حفل تنصيبه من مدينته ويلمنجتون الواقعة في ولاية ديلاوير بواسطة قطار.
وفي غضون ذلك، فرضت أكبر شركات الطيران الأمريكية حظرا على نقل أسلحة مرخص بها في حقائب المسافرين المتوجهين إلى واشنطن.
وحث المسؤولون في واشنطن المواطنين على البقاء في منازلهم بدلا من الاحتفال بتنصيب بايدن في الخارج، فيما أغلقت فنادق وسط المدينة وشركة "إير بي إن بي" باب استئجار الغرف وأماكن السكن خلال الفعالية.
وكانت الشرطة قد اعتقلت عدة أشخاص صودرت منهم أسلحة وذخيرة حية، ويرجح أنهم كانوا يخططون لارتكاب أعمال شغب احتجاجا على تنصيب بايدن، فيما لا يزال البحث مستمرا عن شخص زرع عبوتين ناسفتين في محيط مبنى الكابيتول في السادس من ينايرالماضي.
وتزايدت المخاوف الأمنية بشأن حفل تنصيب بايدن بعد أن أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن عشرات المدرجين على قائمة FBI للإرهاب كانوا بين مئات أنصار الرئيس دونالد ترامب الذين اقتحموا في السادس من يناير مبنى الكابيتول في محاولة لمنع الكونجرس من المصادقة على فوز بايدن، ما أودى بأرواح خمسة أشخاص على الأقل من بينهم ضابط شرطة.