قياس درجة حرارة مقلة العين وأطراف الأصابع أكثر دقة من فحوصات الجسم لاكتشاف "كورونا"
أكدت الأبحاث الطبية الحديثة أن "الفحص الحرارى" لاكتشاف الأشخاص المصابين بفيروس "كورونا" المستجد "أكثر دقة" عند مسح مقلة العين وأطراف الأصابع مقارنة بالطريقة التقليدية لقياس حرارة الجسم من منطقة الجبهة.
فقد توصل فريق من الباحثين فى مجال علم الفسيولوجيا فى جامعة "بورتسموث" البريطانية، إلى أن الآلية المتبعة حاليا فى قياس درجة حرارة الجسم معيبة ويشوبها الكثير من السلبيات، حيث من الوارد أن تعطى قراءات خاطئة للحرارة.. كما أوضحوا أن مرضى فيروس"كورونا" لا يصابون بالحمى.
ويعتقد الباحثون أن أخذ قياسين من مواقع محددة فى الجسم مع تدفق الدم يسمح بتقدير أكثر دقة لدرجة حرارة الجسم الأساسية الحقيقية، فى حال ارتفاعها نتيجة معاناة المريض من الحمى.
وتُعرَّف "الحمى" بأنها درجة حرارة أكبر 37,8 مئوية.. وأشار الباحثون إلى أن موازين الحرارة الأكثر شيوعا فى الوقت الحاضر هى التى تعمل بواسطة "مسح الجبين"، وتتوافر في أماكن كثيرة، تصبح في كثير من الأحيان أكثر الوسائل نقلا لعدوى فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد– 19).
وشددوا على أن تكييف الجهاز لقياس درجات الحرارة من الأصبع أو مقلة العين سيكون أكثر دقة وسرعة، فضلا عن التحسينات الجذرية فى دقة القراءات المسجلة.
وأشار الدكتور مايك تيبتون، الأستاذ فى جامعة "بورتسموث"، إلى أربع قضايا رئيسية تتعلق بالماسحات الضوئية الحالية، موضحا أن الكشف عن ارتفاع درجة حرارة الجسم فى حد ذاته يعد مؤشرا غير موثوق فيه لتشخيص عدوى فيروس "كورونا" المستجد، حيث إن 11% على الأقل من المصابين بفيروس "كورونا" المستجد قد لا يعانون من الحمى.
وينخفض هذا إلى أقل من النصف بالنسبة للأشخاص المصابين بفيروس "كورونا" الذين يدخلون المستشفى.. كما يشير الباحثون إلى أنه فى حال معاناة شخص من ارتفاع فى درجة حرارة الجسم.. فهذا لا يضمن إصابته بفيروس"كورونا" المستجد، حيث يمكن أن يكون نتيجة عدوى أخرى، أو لاستهلاك الكحوليات أو ارتفاع درجة حرارة الطقس.. فمن المرجح أن تؤثر هذه العوامل الخارجية على قياسات الحرارة من الجبهة، مقارنة بأطراف الأصابع ومقلة العين.
فقد توصل الباحثون إلى أن أخذ قياسين من أجزاء مختلفة من الجسم يصبح خيارا أفضل من الطرق التقليدية لقياس الحرارة.. فعلى سبيل المثال، فإن قياس درجات حرارة شبكية العين بالتزامن مع القياسات المأخوذة من أطراف الأصباع سيكون طريقة أكثر دقة.. كما أن استخدام الماسح الضوئي لدرجة الحرارة على الجبين طريقة غير موثوق بها للحصول على قراءات دقيقة للكشف عن الحمى الناجمة عن الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد.
ويشير الأطباء فى خدمة الصحة الوطنية فى بريطانيا إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجسم يعد أحد الأعراض الرئيسية للإصابة بفيروس "كورونا" المستجد.. وشدد الدكتور فيليب ماكوفياك، الأستاذ الفخرى فى كلية الطب جامعة "ميريلاند" الأمريكية على أن القراءة الحقيقية لدرجة حرارة الجسم لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال إجراء شديد التدخل، مخصص فقط لمرضى المستشفى المصابين بأمراض خطيرة، والذي يقوم بإدخال مقياس حرارة في الشريان الرئوي عبر قسطرة.
وأضاف أن مقياس حرارة المستقيم هو الطريقة التالية الأكثر دقة.. لكن قيودها العملية الواضحة تجعلها غير مناسبة للفحص.. لذلك، تصبح قياس حرارة مقلة العين والأطراف الخيار الأفضل والموثوق فيه للكشف عن ارتفاع درجة حرارة الجسم الناجمة عن الإصابة بالحمى بين مرىض فيروس "كورونا" المستجد.