فريدة الشوباشي في حوار لـ«الهلال اليوم»: الإخوان سعوا إلى تفتيت الدولة.. والشعب انتفض ضدهم في 30 يونيو
- لن أغفر لعمرو موسى سماحه لحلف الأطلنطي بضرب ليبيا.. وأرفض
البرادعي
- لا يوجد مفاهيم محددة لقيم الأسرة المصرية.. هل ستكون
بالهوى!
- مرسي واجهة للمرشد.. ومصر لن تكون دويلة ضمن دولة الخلافة
- انتفاضة "السوشيال ميديا" ضد تعرية سيدة الكرم
دليل على الوعي
-أرفض النقاب والشيخ طنطاوي أخبرني بأني قد أكون أفضل منه
عند الله
قالت فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، إن توليها رئاسة
المجلس في الجلسة الافتتاحية، يعد انتصارا لدور المرأة في المجتمع، وقدرتها على
تولي جميع المناصب، والتي حاول البعض التقليل منها في العقود الأخيرة، مؤكدة أنها برلمانية
تسعى إلى تبني كافة قضايا المجتمع، وليس حقوق المرأة فقط.
واستنكرت في حوارها مع
"الهلال اليوم" القوانين التي وضعت من أجل تقييد حرية المرأة، وعلى
رأسها ما يسُمي بقانون التعدي على قيم الأسرة المصرية، معربة عن عزمها طرح تبني
إلغاء هذا القانون، في ظل غياب معايير محددة لهذه القيم، واعتبار المرأة عورة، في
ظل محاولة فرض الوصاية عليها.
وأكدت أن المجتمع المصري يرفض الأفكار الظلامية، حيث ظهر
ذلك في الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين عن مصر في ثورة 30 يونيو، ورغبتهم في
استعادة بلدهم من الأفكار الغريبة عن المجتمع، مع سعي الجماعة لإحياء ما يُسمى
بدولة الخلافة واعتبار مصر دويلة ضمن مشروعهم.
وإلى نص الحوار..
مع بدابة الفصل التشريع الثاني ترأستِ مجلس
النواب في الجلسة الافتتاحية كأكبر الأعضاء سنا، من أخبرك بالأمر؟ وما الاستعدادات
التي قمتِ بها؟
علمت من خلال المواقع الإلكترونية، لأنه كان من الضروري
انتظار إعلان أسماء المعينين، وفي ضوء اكتمال عدد أعضاء المجلس يتم اختيار أكبر
الأعضاء سنا، ثم بعدها اتصل بي المستشار محمود فوزي، الذي كان موقفه رائعا معي،
وحاول تخفيف الهلع الذي انتابني عند معرفتي بالأمر، وشرح لي ما يجب أن أقوله، وكيف
أتصرف في إدارة الجلسة الافتتاحية، وبفضله نجحت في مهمتي بسلام.
وبهذه الخطوة تكون المرأة ردت
اعتبارها ضد الثقافة الظلامية، التي تعتبر المرأة عورة، وظهر ذلك في حماس الشباب
لي بالجلسة، لأن الجيل الجديد بدأ يتخلص من براثن أفكار النظرة الدونية للمرأة،
التي اجتاحت مصر بشكل غير مسبوق.
على مدى عقود طويلة، كان تمثيل المرأة في
البرلمان ضعيفا، عكس التمثيل الحالي الذي شهد طفرة كبيرة، ووصل العدد إلى 160
نائبة، كيف يمكن أن ينعكس ذلك على قضايا المرأة؟
لا أريد أن ينعكس على المرأة فقط؛ بل مصر كلها، فعلى سبيل
المثال في الوزارة الحالية هناك دور للدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، فهي
معنية بالعمل للبلاد كلها، وبالتالي كيف يمكن أن يتم استبعادها لمجرد أنها امرأة،
فهي تعمل لكل المصريين وليس للمرأة فقط.
وأنا من خلال وجودي بالبرلمان أريد أنا أمشي في نفس الطريق،
بحيث ينعكس ما أقوم به على المصريين جميعا، وليس قضايا المرأة فقط، بل المجتمع
ككل، لكن هذا لا يمنع انحيازي لمناصرة المرأة ضد قوانين مجحفة يمكن مراجعتها، مثل
الطلاق الشفهي؛ لأن الرجل يتركها بلا نفقة وبلا حرية لتكمل حياتها مع شخص أخر.
ما الذي ينقص المرأة المصرية لكي تنافس الرجل في
كافة المناصب حتى يمكنها أن تتولي رئاسة الوزارة على سبيل المثال؟
ينقصها أن يعود المجتمع المصري لشكله الطبيعي، وتغيب عنه
الأفكار الغريبة التي جاءت إليه من بيئات مختلفة لم تعهدها مصر من قبل، ولا تليق
بها، أو بتطلعات شعبها.
في رأيك.. كم نحتاج من سنوات للقضاء على الفكر
الغريب؟
نحتاج إلى جهد في البداية من الدولة والمثقفين والبرلمان
والصحافة، ولا بد أن يكون جهدا مشتركا؛ حتى نقضي على الأفكار التي انتشرت، فأنا
غبت عن الوطن 27 عاما، وعندما عُدت فزعت من هذا الفكر، ومن الأمثلة التي تعطيني
ثقة وأمل في عودة مصر؛ الانتفاضة التي وقعت على "السوشيال ميديا" من
المسلمين والمسيحيين تعاطفا مع سيدة الكرم التي تعرت، ووعيهم وإدانتهم للتصرف الذي
لا يتناسب مع طبيعة مصر.
بذكر قضية سيدة الكرم.. المرأة في السنوات
الأخيرة تعرضت لأشكال عديدة من العنف، وعلى رأسها التحرش، والمشكلة الأكبر هي عدم
قدرتها على أخذ حقوقها، والتي تدفع البعض للصمت، ما السبب وراء ذلك؟
هذا الأمر سببه الوصاية التي
يحاول البعض فرضها على المرأة، من خلال بعض الشيوخ الذين يروجون لتحديد شكل لباس
المرأة، فهذا الأمر يقع تحت بند الحرية الشخصية وليس لأحد التدخل فيه أو اعتباره
مبررا للتحرش، لأن المرأة لديها عقل وتفكر وهي التي تربي الأبناء.
لكن هناك أحداث ظهرت فيها المرأة مُتهمة بسبب
ملابسها مثل قضية فتاة الزي الفرعوني بجوار الأهرامات، وهناك جريمة الاعتداء على
قيم الأسرة المصرية ظهرت في محاكمة فتيات "التيك توك".. ألا تري أن هذه
الأمور تتنافى مع التوجه نحو تفكيك هذا الفكر؟
نحن نتطلع لمصر بأن تحلق في السماء، ولا يمكن تحقيق ذلك من
خلال فرض وصاية على أحد بهذا الشكل، وهناك سؤال أطرحه للجميع: من يضع ويحدد قيم
الأسرة؟! فهل ستكون على الهوى! فقيم الأسرة الحقيقية أن يكون هناك ترابط بين أبناء
الوطن الواحد مسلم ومسيحي ولا يوجد تفرقة بين محجبة أو متبرجة، ويجب إلغاء هذا
القانون، وسأتبنى هذا الأمر في دورة الانعقاد الحالي.
وماذا يمكن أن يقدم البرلمان الحالي للمواطن في
الشارع؟ وهل يمكن أن نشهد مناقشات جادة للحكومة في الإجراءات التي تتخذها؟
نحن نتواجد في البرلمان لمناقشة الحكومة والانحياز للمواطن،
ولا بد أن نكون موضوعيين، فلن نعترض من أجل الاعتراض، فإذا قامت الحكومة بخطوات
جيدة نشيد بها، وفي حال تقصيرها نناقشها، فذا نجحت في علاج 10 مليون مواطن من
فيروس سي، وقدمت دعما المرأة المعيلة، ولذوي الاحتياجات الخاصة، فهذه خطوات تستحق
الإشادة.
كما أن المواطن ينتظر من البرلمان محو كل القوانين المعيقة
للتقدم، مثل قوانين ازدراء الأديان، لأن الحوار يؤدي إلى الاقتناع، أما مثل هذه
القوانين لا تؤدي إلى التقدم كما يتصور البعض.
إذا عدنا لفترة حكم الإخوان.. لماذا فشلت الجماعة
في حكم مصر؟
لأنهم كانوا يسعون إلى تفتيت الدولة المصرية، وهو ما رفضه
الشعب المصري وأعرب عن هذا الرفض في ثورة 30 يونيو.
فبريطانيا أسست هذه الجماعة من أجل التفرقة بين المصريين،
وأذكر أن حسن البنا عندما أخذ الأموال لتأسيسها، بدأ بتكسير المجتمع المصري من
خلال الاسم الذي اختاره، وكأنهم هم فقط الذين ينتمون للإسلام، ومن لا ينتمون لهم
كفار.
هل خطف الإخوان ثورة 25 يناير؟
نعم، لأنه كان هناك إعدام مسبق لذلك، وهناك تمويل، وأشخاص
لم نكن نتصور أنهم إخوان، وفوجئنا بانتمائهم، فمرسي كان مجرد واجهة، وقد رأينا ذلك
في واقعة علنية عندما وجهه مرشد الجماعة.
ولا يمكن أن أتسامح مع من صاحوا فرحا في ميدان رابعة، عندما
قيل أن الأسطول السادس الأمريكي وصل الإسكندرية، ولا يمكن أن نقبل بأن تكون مصر
مجرد دويلة في دولة الخلافة.
في فترة من الفترات دافعتِ عن جبهة الإنقاذ ضد
الهجوم التي تعرضت له إبان حكم الإخوان، ثم تراجعتِ عن دعمها بعد ذلك وتفتت قوى
المعارضة.. لماذا؟
لا يمكن أن أدعي بأني أعرف لماذا تغير كل شخص أو تراجع، لكن
أتحدث عن نفسي وأقول إن موقفي ثابت، وهو ما جعلني في الشارع عندما يلتقي الناس بي
يعبرون عن تقديرهم لمواقفي التي لا تتغير.
إذ ذكرت لكِ بعض الأسماء من أعضاء جبهة الإنقاذ
ماذا تقولين لهم.. نبدأ بحمدين صباحي ما رسالتك له؟
كنت أؤيده في السابق لكن الآن لا، لأنه ذهب لمقابلة محمد
مرسي، وانتقد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لأنه اعتقل الإخوان بعد حادثة
المنشية، هل كان رأيه أن يأتي لهم بورود بعد أن حاولوا قتله.
وماذا عن السيد عمرو موسي، والدكتور محمد
البرادعي؟
لن أغفر لعمرو موسى كمواطنة عربية، تركه حلف الأطلنطي يضرب
ليبيا ويدمرها، وأتعجب من كلامه عن أن أكل الرئيس عبد الناصر كان من الخارج، وهذا
كلام لا يليق بعبد الناصر، وهل جاء بعد 50 عاما يذكر هذا الكلام، ومن يشهد عليه.
أما محمد البرادعي فأرفضه بسبب مواقفه المعادية لمصر، على
الرغم من إعجابي به في وقت سابق.
هل التقيت بأحد منهم بعد ثورة 30 يونيو؟
لا.
تعرضتِ لهجوم شديد بسبب بعض الآراء المثيرة للجدل
حول الحجاب والنقاب .. كيف تتعاملين مع هذا الهجوم؟
تناقشت مرة مع الشيخ سيد طنطاوي حول آية في سورة النور
"ليضربن بخمرهن على جيوبهن" وقلت له: المقصود بها الثدي، فهل من الطبيعي
أن تكون امرأة مغطاة الرأس وعارية الصدر، فقال لي: "لكن الرسول قال لا يظهر
من المرأة إلا هذا وهذا وشاور على الكفين والوجه"، فقلت له هذا حديث أحادي،
وليس له سند فرد عليّ قائلا: "قد تكونين عند الله أقرب مني إليه"، فهو
رجل محترم لأنه ناقشني ولم يهاجمني أو يتهمني بالكفر، فالإسلام ليس حجاب فقط بل
سلوكيات.
أما عن النقاب، فأنا أرى أنه لا يجوز من الناحية القانونية؛
لأنه من حق أي إنسان أن يعرف مع من يتعامل، لأن هناك بعض الناس استغلت النقاب في
إخفاء هويتهم، فهذا ليس دين.
بالحديث عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. ماذا
تقولين له ونحن نشهد هذه الأيام ذكرى ميلاده؟
رحمك الله، لأنك جعلت فقراء هذه البلد، وأنا واحدة منهم،
بأننا مثل أي شخص في مصر يملك المال، فالتميز يكون بالدراسة والعمل وليس بالمال.
في رأيك ما هي مشكلة اليسار الناصري؟ ولماذا غاب
عن الشارع المصري؟
لا أنتمي لأي تنظيم، وطوال حياتي أنا ناصرية بالفكر وليس
تتظيميا من خلال حزب أو غيره، وتم فصلي من عملي في مونت كارلو، بسبب ذلك بعد رفضي
إجراء مقابلة مع رئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز.
كما رفضت تمرير أخبار سلمان رشدي في النشرة التي كنت
أقدمها، وفي هذه الواقعة دافعت عن الإسلام، عكس ما يروجه البعض عني بأنني أهاجم
الإسلام.
هل فقدت مصر قوتها الناعمة في العقود الأخيرة؟
نعم، ويمكن أن تستردها، فبعد أن تم الإعلان عن الانفتاح
الاقتصادي بعهد السادات، تم إغلاق كل شئ جميل، ففي واقعة شهيرة عندما خرج عبد
الناصر من جلسات مؤتمر دولي عند دخول مندوب إسرائيل، وخرج بعده عدد كبير من القاعة،
وقيل وقتها أن عبد الناصر يحكم العالم، وذلك بسبب التأثير الذي أحدثته مصر وقتها.