أعلنت الحكومة الكوبية ، في بداية يناير الجارى عن دخول إصلاحات مالية جديدة حيز التنفيذ، بينها إلغاء العملة المزدوجة وتقليل تقديم بعض المنتجات مجانا للمواطنين ورفع الرواتب، وذلك بهدف زيادة الإنتاجية وسط الأزمة الاقتصادية في البلاد.
واستمرت كوبا في دعم مواطنيها بالأرز والحليب والفاصوليا والسكر والدجاج والطاقة الكهربائية وحتى السجائر بشكل مجاني تقريبا بغض النظر عما إذا كانوا يعملون، مما سمح للكثيرين بالعيش بدون عمل أو الاعتماد على التحويلات المالية (غالبا من جانب عمال مهاجرين).
وفى هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي الكوبي ريكاردو توريس: "إنه تحول كبير بالنسبة لمجتمع عاش وعمل بطريقة واحدة لمدة 62 عامًا". وبذلك ترسل الحكومة رسالة تقول، "إذا كنت تريد أن تعيش في وضع مريح إلى حد ما، فعليك الحصول على وظيفة".
وقدرت كوبا خساراتها المالية بنحو 5.6 مليار دولار نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
ووفقا لوزير التجارة الداخلية، كان الكوبيون يدفعون 75 سنتًا مقابل سلة شهرية مليئة بـ 19 منتجًا أساسيًا بما في ذلك اللحم والقهوة والبيض والصابون. الآن سيكلفهم ذلك سبع دولارات. مع بقاء التعليم والرعاية الصحية مجانيا.
أما بالنسبة للعملة، قال الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل، إن كوبا ستنهي نظام العملة المزدوجة وسيكون لدى البيزو الكوبي سعر صرف موحد يبلغ 24 بيزو لكل دولار اعتبارًا من يناير الجارى.
وكان كانيل قد صرح في ديسمبر الماضي، برفقة الرئيس السابق راؤول كاسترو، "إن تبسيط نظام العملة سيمنح البلاد فرصة للمضي قدمًا في التحولات التي نحتاجها لتحديث نموذجنا الاقتصادي والاجتماعي".
وستبلغ قيمة الراتب الأعلى 9510 بيزو كوبي (396 دولارا)، والراتب الأدنى سيرتفع خمسة أضعاف بمقدار 2100 بيزو كوبي (87 دولارا)، وسييحصل المسؤولون المحليون على راتب 375 دولارا، وهو ما يزيد 183 دولارا عن مهندس الكمبيوتر و123 دولارا أكثر من المدير المالي لشركة عامة.
وسيحصل الأطباء على راتب يعادل 210 دولارا، مماثلا لما يتقاضاه الصحفيون والمدرّسون ومدربو حيوانات السيرك، وستحتسب الرواتب الأساسية للرياضيين، بناء على نتائجهم. وعلى سبيل المثال، سيحصل الفائز بالميدالية الأولمبية على 5590 بيزو (232 دولارا) وميدالية عالمية 4845 بيزو (203 دولارات).
ورغم مخاوف العديد من المواطنين جراء الإصلاحات، وعد الرئيس ميجيل دياز كانيل بأن الحكومة لن تتخلى عن أحد.
وقال إن الهدف من الإصلاحات هو ضمان المزيد من المساواة لجميع الكوبيين من حيث الفرص والحقوق والعدالة الاجتماعية... وتعزيز الاهتمام والدافع للعمل.