رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«شيء من هذا القبيل».. قصة جديدة لـ أسماء حسين ضمن «فسحة بويكا»

18-1-2021 | 10:51


تنشر بوابة "الهلال اليوم"، قصة "شيء من هذا القبيل"، للكاتبة أسماء حسين، من مجموعتها القصصية "فسحة بويكا" الصادرة عن دار "فصلة" للنشر والتوزيع في طبعتها الأولى يناير 2018.


شيء من هذا القبيل

 

لا يوجد في الحياة ما يسمى بـ"جريمة بلا ضحايا".


كررت هذا لنفسي بسخرية وأنا ألقي جانبًا بالصحيفة التي اعتلى أحد منشوراتها ذلك العنوان.


 ليس هناك شيء من هذا القبيل.


أو حتى ما يقولونه أولئك الحمقى عن الجاني الذي يكون ضحية القتيل من أول القصة وليس العكس.


إنها مسميات أجوف حتى من طبيخ زوجتي التي لا يختلف طبيخها المكرر عن مظهرها الممل، كل شيء في هذا المنزل يدفعني للضجر حتى الصباح، توقفت عند هذه النقطة من تفكيري وبدأت إعداد ملابسي لحمام ساخن كي أنطلق خارجًا بسرعة، بينما هي تخيط الخطوات ببعضها لتلتصق بي في سذاجة وطيبة.


كلما عانقتني زوجتي هكذا، أدركت أنها لا تزال كما هي، مغيّبة عن أسراري ولا تعرف شيئًا عن كل ما أخفيه عنها من شؤون، أو عن خططي لتنظيف حساباتها المصرفية وبدء حياة جديدة من دونها يومًا ما.


كانت تبتسم لي هذا الصباح وكأنها عادت مني للتو بعد سفر طويل أثناء عناق طويل مضجر.


هذا عندما لاحظت سكين في يدها، سكين كان يقطر بالدم.


لم أشعر أبدًا بأي شيء قبل ذلك سوى عناقها الطويل المثير للضجر، كما هي العادة.


لكني شعرت الآن فجأة، بألم حاد يصرخ في صدري، وانهار ثقل جسدي كاملًا على ركبتي، وأدركت أنه ربما زوجتي المسكينة الغبية، بعد كل ذلك، قد ارتكبت للتو جريمة بلا ضحايا.