«زواج التجربة» يثير جدلًا واسعًا.. وأزهريون: زواج محرم ويترتب عليه أحكام الزنا وفكرته مستوحاه من الغرب
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الأحد، بعد ما نشر علي صفحة أحد مكاتب المحاماة صورة لنموذج من عقد زواج مرفقة بشروط مبادرة مثيرة للجدل تسمي "زواج التجربة".
ولم يتوقف الجدل عند حد شبكات مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، إذ أصدر كل من مركز الأزهر العالمي للفتوي، ودار الإفتاء المصرية بيانين حول هذه المبادرة المثيرة للجدل.
مستوحي من الغرب
ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف سعد، الداعية الأزهري، علي أن فكرة زواج التجربة مرفوضة شرعا وقانونا، قائلا: لا يوجد زواج يسمي زواج تجربة، والزواج المؤقت هو زواج متعة، ولا يوجد في عرف في الشرع زواج يحدد له مدة معينة، وجميع المؤسسات الدينية ترفض هذه الفكرة.
وقال سعد في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم"، أن الزواج في الإسلام يعني بناء أسرة صالحة غير ملزمة بعقد أو مدة محددة، مضيفا: هناك طرق رحمة من الله تعالي وهي الطلاق أو الخلع إذا فشلت تجربة الزواج، مستنكرا فكرة زواج التجربة، التي انبثقت من الغرب، لافتا إلي أن عادات وتقاليد الغرب تبيح ذلك، لكن الإسلام يرفض فكرة هذا الزواج ويصنفه ضمن زواج المتعة.
وأشار الداعية الأزهري، إلي أن صاحب الدعوة ليس عالما في الإجتماع أو الشريعة حتي يعرض فكرته التي اكتسبها من الغرب، قائلا: الزواج يعني شريعة، والزواج عند كل المصريين عقيدة دينية فالمأذون عند المسلمين يعقد القران، وكذلك عند المسيحيين القران يعقد عند قسيسا في الكنيسة، لافتا إلي أن الزواج ليس عقدا مدنيا أو تجاريا، متسائلا: هل من الضروري أن يكون نموذج ناجحا في الغرب، يكون ناجحا في مصر؟.
هتك للأعراض
وقال الدكتور أحمد ترك، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن زواج التجربة يندرج ضمن زواج المتعة، وزواج التجربة محرم ومرفوض في الدين الإسلامي وهيئة كبار العلماء صرحت برفض هذا الزواج ، حيث قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة.
وأكد ترك، في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم"، علي أن زواج التجربة زواج باطل، قائلا: العلاقة في الزواج المؤقت تعتبر زنا وتترتب عليها أحكام الزنا فى حق من فعله وهو عالم ببطلانه.
وأوضح ترك، أن قول صاحب المبادرة بأن زواج التجربة سيقلل من نسب الطلاق، هو قول غير صائب ووهم ودعوة إلي هتك الأعراض، والجدل في هذه الزواج ليس تجربة بل أخلاق، مناشدا: بضرورة تفعيل دورات تدريبة للمقبلين علي الزواج قبل الزواج، ليكونوا قادرين علي تحمل المسئولية بالإضافة إلي تقليل نسب الطلاق.
ميثاق غليظ
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، أن زواج التجربة زواج محرم ويعتبر ميثاقا غليظا، والميثاق الغليظ لا يخضع للتكامل وإنما يؤخذ بقبول الطرفين، وفكرة زواج التجربة غير موجود في الدين الإسلامي، حيث قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة).
وأكدت نصير في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم"، علي أن زواج التجربة خارج عن الشرع، وقال الله تعالي(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)، مشيرة إلي أن الميثاق الغليظ له مقومات عديدة منها الاستمرارية وليس التجربة، والرغبة في الاستمرارية بكل ما فيها من مشقة وليس زواج نزهة.
وتمنت أستاذ العقيدة والفلسفة، عدم انتشار هذه الفكرة بين الشباب، قائلة: فكرة زواج التجربة أمر محرما دينيا وقانونيا، والزواج في الإسلام يهدف إلي بناء الأسر الصالحة التي لا ترتبط بعقد معين، مؤكدة علي أن هذا الزواج باطل ويترتب عليه أحكام الزنا.
والجدير بالذكر، أن دار الإفتاء المصرية، علقت على ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي، بما يسمى زواج التجربة.
وقالت خلال منشور عبر الصفحة الرسمية على موقع "فيسبوك": "اطلعنا على الأسئلة المتكاثرة الواردة إلينا عبر مختلف منافذ الفتوى بدار الإفتاء المصرية حول ما يُسَمَّى إعلاميا بمبادرة زواج التجربة، والتي تُعْنَى بزيادة الشروط والضوابط الخاصة في عقد الزواج، وإثباتها في عقد مدني منفصل عن وثيقة الزواج، والهدف من ذلك: إلزام الزوجين بعدم الانفصال في مدة أقصاها من ثلاث إلى خمس سنين، يكون الزوجان بعدها في حِلٍّ من أمرهما، إما باستمرار الزواج، أو الانفصال حال استحالة العشرة بينهما".
وتابعت"هذه المبادرة بكافة تفاصيلها الواردة إلينا قَيْد الدراسة والبحث عبر عدةِ لجان مُنْبَثِقةٍ عن الدار، وذلك لدراسة هذه المبادرة بكافة جوانبها الشرعية والقانونية والاجتماعية؛ للوقوف على الرأي الصحيح الشرعي لها، وسوف نعلن ما تَوصَّلنا إليه فور انتهاء هذه اللجان من الدراسة والبحث".