رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إصابة لاعبين اثنين بفيروس كورونا يضع «فقاعة» بطولة أستراليا المفتوحة تحت الضغط

19-1-2021 | 14:46


وضع الكشف عن إصابة لاعبين اثنين الثلاثاء بفيروس كورونا المستجد بطولة أستراليا المفتوحة و"فقاعتها الصحية" تحت الضغط، في وقت تصاعدت الانتقادات ضد تصرفات القادمين من الخارج للمشاركة في أولى البطولات الاربع الكبرى في كرة المضرب.

وأعلنت السلطات الصحية المحلية إصابة لاعبين من المقرر مشاركتهما في بطولة أستراليا المقرر أن تبدأ في الثامن من شباط/فبراير، بـ"كوفيد-19"، مما رفع عدد الحالات إلى سبع.

وأوضحت وزارة الصحة بولاية فيكتوريا إن لاعبين اثنين وشخصا ثالثا مرتبطين بالبطولة جاءت نتائج فحوصهم إيجابية، ويتعلق الأمر بامرأة في العشرينات من عمرها ورجلين في الثلاثينيات.

واهتزت بطولة ملبورن العريقة، التي تم تأجيلها لمدة ثلاثة أسابيع، بعد اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا بين آلاف اللاعبين والاشخاص المقربين منهم والذين وصلوا لتوهم إلى أستراليا على متن رحلات الطيران المؤجر (تشارتر).

واوضحت الوزارة ان ما مجموعه تسعة أشخاص ثبتت إصابتهم بالفيروس حتى الان خلال تواجدهم في الحجر الصحي، لكن حالتين تعتبران قديمتين.

وتابعت أنه نتيجة للكشف عن حالات على متن بعض الرحلات، أصبح 72 شخصا معزولين تماما في غرفهم الفندقية، على عكس الآخرين الذين يُسمح لهم بالخروج لبضع ساعات يوميا للتدريب.

ومن أجل تنظيم البطولة الاسترالية، وضعت اللجنة المنظمة اجراءات لوجستية ضخمة للسماح بوصول لاعبين من الخارج في بلد نجح حتى الآن بطريقة ما في السيطرة على الوباء.

ويثير هذا الوصول الهائل للأشخاص من مناطق الأكثر تضررًا من الوباء في العالم، قلق الرأي العام الأسترالي، خاصة في ملبورن، المدينة التي وضعت في أكتوبر الماضي حدا لأربعة أشهر من العزل الصارم.

وتم حجز جميع اللاعبين ورفاقهم الذين وصلوا إلى الأراضي الأسترالية نهاية الأسبوع الماضي، لمدة 14 يوما في فنادقهم، وفقا للبروتوكول المحدد مسبقا والذي ينص على تصريح خروج لمدة خمس ساعات يوميا للتدريب.

لكن تم وضع 72 لاعباً في عزلة صارمة، دون أي تصريح خروج، لأنهم كانوا على اتصال بأربعة مصابين بالفيروس أثناء رحلاتهم إلى أستراليا، وذلك تفاديا لنقل العدوى.

واثارت تلك الترتيبات جدلا في استراليا، فشكك البعض في صوابية قدوم أكثر من ألف لاعب وفني الى المدينة الرياضية الكبرى، فيما بقي عشرات الآلاف من الاستراليين عالقين في الخارج.

وأغلقت البلاد حدودها الدولية في آذار/مارس الماضي، وقيّدت مذذاك الوقت عدد مواطنيها العائدين أسبوعيا.

واشتكى بعض اللاعبين من عدم إبلاغهم قبل مجيئهم إلى أستراليا بخطر العزل الصارم، معربين عن قلقهم بشأن مستواهم البدني بعد هذه الأيام في غرفهم، عندما تبدأ الدورات التحضيرية للبطولة في 31 يناير.

ولجأ عدد من اللاعبين الى وسال التواصل الاجتماعي للشكوى من الظروف الحالية، لكن شكواهم لقيت انتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام الأسترالية.

وقال الاسباني روبرتو باوتيستا المصنف في المركز الثالث عشر عالميا لمحطة تلفزيونية إن الحجر الصحي يشبه السجن "مع شبكة واي فاي" (شبكة الإنترنت اللاسلكي)، واصفا الترتيبات بأنها "كارثة شاملة".

وسعى الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف اول عالميا، بصفته رئيسا لاتحاد اللاعبين المحترفين الذي أنشأه الصيف الماضي، إلى تحسين ظروف الحجر الصحي.

وارسل ديوكوفيتش، القادم على رحلة خالية من المصابين ما يخوّله خوض التمارين في فقاعة صحية، لائحة من الطلبات من بينها السماح للاعبين بالانتقال الى منازل خاصة مجهزة بملاعب تدريب.

لكن رئيس وزراء ولاية فيكتوريا دانيال أندروز رفضها بحزم قائلا ان السلطات لن تلغي القواعد الصارمة المفروضة على اللاعبين "لا معاملة تفضيلية هنا، لأن الفيروس لا يفضّلك بشكل خاص، وبالتالي نحن أيضا".

وكتب لاعب كرة المضرب الاسترالي نيك كيريوس على حسابه في تويتر "ديوكوفيتش أحمق".

واعتبرت وسائل الإعلام المحلية أن مطالب ديوكوفيتش أنانية، من خلال بث صور للصربي، حامل لقب البطولة، بدون قناع في حافلة صغيرة للاعبين، في حين أن ارتداءه مطلوب في وسائل النقل العام، مذكرة بتضحيات السكان الأستراليين في مكافحة فيروس كورونا.

لكن مدير بطولة أستراليا المفتوحة كريغ تيلي دافع عن ديوكوفيتش قائلا إن بريده الالكتروني يحتوي على "اقتراحات وأفكار" وليس طلبات.

كما أقر تيلي بأن صرامة قواعد الحجر الصحي الأسترالية ربما تكون قد "صدمت" بعض اللاعبين في البداية، لكنه أضاف أن معظمهم أخبروه في مؤتمر عبر الهاتف أنهم قبلوا القيود واعتذروا عن مبالغة بعضهم في انتقاد القيود المفروضة.

وقال للصحافيين "غالبية اللاعبين كانوا رائعين جدا ومجموعة منهم منزعجة قليلا مما قاله البعض لأنه يضعهم جميعا في صورة سيئة".

وكتبت البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا التي تخوض حجرا صحيا دون ترخيص بالخروج، رسالة الثلاثاء إلى "أعزائي اللاعبين والمدربين والوفد المرافق والمجتمع الأسترالي"، معترفة بأنه "من الصعب جدا قبول شروط الحجر الصحي، وتتفهم الإحباط والشعور بالظلم" اللتين يولدانها".

لكن أزارنكا، المتوجة بلقب البطولة الاسترالية مرتين، طلبت في الوقت ذاته من "زملائها" إظهار "التعاون والتفاهم والتعاطف مع المجتمع المحلي".

وبنفس الحالة الذهنية، ردت الأوكرانية إيلينا سفيتولينا على الذين انتقدوا الوجبات المعروضة في الفنادق، وقالت في تصريح لصحيفة "بي تي يو" الاوكرانية "لن أشكو من جودة الطعام. نحصل على ثلاث وجبات في اليوم وقسيمة بقيمة 100 دولار أسترالي (64 يورو) في اليوم لطلب شيء آخر  حتى أننا لا ننفق هذا المبلغ".

ومع ذلك، اعترفت بأنها "محظوظة بعدم الخضوع لعزلة تامة"، مضيفة "لدي كل ما أحتاجه وأنا سعيدة جدا لوجودي هنا"، فيما كتبت الأسترالية أرينا روديونوفا على تويتر "أشعر حاليا بالحرج من أن أكون لاعبة كرة مضرب هذه الأيام".