بعد عاصفة الجدل.. هذه الاختلافات بين زواج «التجربة» و«المتعة» و«المسيار»
أثار إعلان أحد المحامين عن مبادرة لنوع جديد من عقود الزواج يدعى «زواج التجربة»، أثيرت حالة من الجدل، وسط ردود فعل غاضبة ممن الفكرة التي تقوم على حظر طلاق الزوجين خلال فترة اتفاق محددة بنحو 3 سنوات أو 5 سنوات، أو أقل أو أكثر، وفقا لبنود اتفاق محددة بعقد.
وأكد مركز الأزهر للفتاوى الإلكترونية، أن الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر في ما يسمى بـزواج التجربة اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا.
ما هو زواج التجربة
زواج التجربة هو زواج محظور فيه على كلا الزوجين حَلّه بطلاق من الزوج، أو خلع من الزوجة، أو تفريق من القاضي مدة خمس سنوات، على أن يكون ذلك شرطًا مُضمَّنًا في عقد الزواج إلى جوار شروط أخرى يتفق عليها طرفاه، ثم كثرت اللغط حول مصير هذا العقد بعد انتهاء مدة التَّجربة المنصوص عليها، في حين اختار بعضُ المتحمسين لهذا الزواج وإن شئت قلت: الابتداع، أن ينتهي عقدُه بانتهاء المدة المقررة، ليضاف بهذا إلى جوار شرط «حظر الطلاق» شرطٌ آخر هو التَّأقيت".
زواج التجربة في مصر
وظهرت خلال الآونة الأخيرة مبادة حول زواج التجربة في مصر، ما جعل الأزهر ودار الإفتاء يردون على هذه المبادرة، وثارت ردود فعل جدلية، حيث أكد الأزهر أن هذا الزَّواج في الشَّرع الشَّريف يندرج تحت مُسمَّى الزَّواج المشروط، مضيفا أن شرْط «حظر حَلّ عُقدة النكاح» لمدة أيام أو أعوام من جملة هذه الشروط الباطلة، فقد أَعطى الشَّرع الشَّريف الزَّوج والزَّوجة حق حلّ عقد الزواج إن وُجِد سببٌ مُعتَبر يدعو إليه، ويوقع الضرر على أحد طرفيه.
وأكد أن إنْ اشترط الزوج على نفسه عدم طلاق زوجته مُدةً من الزمان ثم طلقها في المُدّة؛ كان الطّلاق واقعًا، وكذا الزوجة إن طلبت طلاق نفسها، أو رفعت أمرها للقاضي فطُلِّقت قبل انتهاء المدة المُشتَرطة.
حكم زواج التجربة
وأكد الأزهر الشريف أن اشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر في ما يسمى بـزواج التجربة اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا.
فيما أكدت دار الإفتاء أن ما يُسْمَّى إعلاميًّا بـ"زواج التجربة" مصطلح يحمل معاني سلبية دخيلة على قيم المجتمع المصري المتدين الذي يَأبى ما يخالف الشرع أو القيم الاجتماعية وتم استخدامه لتحقيق شهرة زائفة ودعاية رخيصة في الفضاء الالكتروني.
وأوضحت أن اشتراطُ مَنْعِ الزوج مِن حقه في طلاق زوجته في فترة معينة بعد الزواج؛ هو مِن الشروط الباطلة؛ لأنَّ فيه إسقاطًا لحقٍّ أصيل للزوج جعله الشرع له، وهو حق التطليق، فاشتراطُ هذا الشرط إن كان قَبْل عقد الزواج فلا مَحْل له، وإن كان بَعْده فهو شرطٌ باطلٌ؛ فيصح العقد ويبطل الشرط في قول جميع الفقهاء.
عقد زواج التجربة
أكدت دار الإفتاء أن تَجَنُّب الخلافات الزوجية لا يكون مَسْلُكه وضع الشروط الخاصة والحرص على كتابتها تفصيلًا في وثيقة الزواج الرسمية، أو إنشاء عقدٍ آخرٍ منفصلٍ موازٍ لوثيقة الزواج الرسمية، بل سبيله مزيد من الوعي بمشاورة المختصين، والتنشئة الزوجية السليمة، والتأهيل للزوجين بكافة مراحله.
وتحرص عليه دار الإفتاء المصرية عبر إداراتها المختلفة في سبيل خَلْق وَعيٍ وإجراءات وقائية لضمان استمرار الحياة الزوجية، وذلك عن طريق عدة دورات متخصصة لتوعية المُقْبِلين على الزواج، وطُرُق حل المشكلات الأسرية.
زواج التجربة × زواج المتعة
يختلف زواج التجربة عن زواج المتعة، حيث يعتبر زواج المتعة أو الزواج المؤقت هو عقد نكاح إلى أجل محدد، لا ميراث فيه للزوجة، والفرقة تقع عند انقضاء الأجل، وقد اختلفت الطوائف الإسلامية في شرعية زواج المتعة.
وهذا النوع من الزواج حرام، حرمه الرسول للأبد ويُعتبر من الأنكحة الباطلة المحرمة ولا يجوز لأحد الإقدام عليه ولا التفكير فيه، بينما يرى أغلب الشيعة الإمامية أنه حلال وأن الذي نهي عنه هو عمر بن الخطاب وليس الرسول، ويرى الشيعة بأن زواج المتعة هو قربة يتقرب بها الشخص إلى الله عز وجل بتحصين نفسه وحفظ دينه.
زواج المسيار
زواج المسيار أو زواج الإيثار هو زواج ومصطلح اجتماعي انتشر في العقود الأخيرة بالدول العربية وبعض الدول الإسلامية، ويعني أن رجلا مسلما متزوج زواجا شرعيا مكتمل الأركان من رضا الزوجين وولي الأمر والشاهدين وتوافق الزوجة على التنازل عن بعض حقوقها الشرعية في الزواج مثل السكن والمبيت والنفقة، وزواج المسيار محلل عند بعض المسلمين من طائفة أهل السنة والجماعة.