لم تكن تصريحات نائب الشعب الذي قال إن الفنانين ينشرون الفساد، معبره عن رأيه أو عن رأي بعض أعضاء مجلس النواب فقط، ولكنه قد يكون توجه مجتمعي عام، نلاحظه منذ فترة ليست بالقصيرة .
فهناك عداء واضح من أغلب الشعب تجاه الفنانين، ازدادت حدته مؤخرا ، وهو ما يظهر في تعليقات عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ونظرتهم للفن، وتمردهم على الفنانين، مثلما حدث مع يسرا اللوزي، ومن قبلها الفنانة سوسن بدر، الذي تمنى لها أحد المتابعين الموت، لمجرد أنها فنانة كبيرة في السن.
ولم يسلم أبناء الفنانين من الإيذاء، كما حدث عندما نشرت وفاء صادق صورها مع ابنها، أو عندما نشر أحمد زاهر صورة مع ابنته، وكذلك أبناء شريف منير.
وهناك أسباب كثيرة لهذا العداء، منها بالطبع المد الوهابي الذي انتشر في العقود الأخيرة، ولكن هناك سبب أهم وأخطر، وهو الفنانين أنفسهم، وتصريحاتهم التي تستفز الناس وتدعو إلى كراهية الفنانين، حيث خرجت علينا إحدى الممثلات لتؤكد أن زميل لها يحتسي الخمور والمخدرات أثناء البروفات.
وربما يكون ذلك صحيحا، لكن الصحيح أيضا، أن هناك نسبة في كل المهن والمجالات الأخرى تخرج عنها مثل هذه التصرفات وربما أسوأ، ولكن لا يتم تسليط الضوء عليها، بينما سلطت هذه الممثلة الضوء على هذا التصرف، فأصبح كأن هذا أمر عادي بين كل الفنانين مما يستدعي الهجوم عليهم وكراهيتهم تجسيدا لمقولة "وشهد شاهد من أهلها".
كما أن سعي بعض الفنانين أو الفنانات "للترند" الذي أصبح لعنة مواقع التواصل، يؤدي إلى الإدلاء بتصريحات تؤدي إلى كراهية المجتمع بشدة مثل الفنانة التي لا تتوقف عن إثارة الرأي العام عن عمد كل فترة.
إضافة إلى الفنانين الذين يتباهون بثرواتهم وسياراتهم الفارهة، في الوقت الذي يعاني فيه جمهورهم من صعوبات الحياة الاقتصادية.
كذلك يخرج بعض الفنانين بين فترة وأخرى، ويسيئون إلى زملائهم ، نفاقا للمجتمع، مثل الفنانين الذين يؤكدون رفضهم لعمل بناتهم في مجال الفن، والفنان إلى صك مصطلح جديد، وهو "السيئة الجارية" واصفا مشاهد القبل التي قام بها زملاؤه في أفلامهم.
فإذا كان الفنانون أنفسهم يصفون زملائهم بالفسق، فكيف يراهم الشعب ونوابه؟