رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بايدن يتسلم مفتاح البيت الأبيض.. سياسيون: إزالة إرث ترامب أبرز مهامه.. والعلاقات الأمريكية الخارجية ستكون أولوية

20-1-2021 | 22:07


بدأ الرئيس الأمريكى جو بايدن ممارسة مهام منصبه، بعد تنصيبه رسميًا، اليوم، أمام مبنى الكونجرس، بعد محاولات عديدة من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب ومؤيديه، لعرقلة انتقال السلطة بعد خسارته أمام بايدن، إذ اقتحم أنصاره الكونجرس بداية الشهر الجارى.

 

وأصدر بايدن عددًا من الأوامر تتعلق بالمناخ وتنفي بعض القرارات التي اتخذها سلفه دونالد ترامب، وذلك بحسب خطته التى أعلنها منذ أيام، وكشف خلالها عن ملامح المئة الأولى لحكمه.

 

وير خبراء سياسيون أن جو بايدن سيعمل على إعادة هيكلة لبعض الملفات الداخلية والخارجية، ومن بينها أزمة لقاحات كورونا، والقضايا الخلافية مع أوروبا، بجانب قضية المهاجرين.

 

العلاقات الخارجية المتوترة

 

وفي هذا السياق، قال إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اليوم تمت المراسم التقليدية من أجل تنصيب رئيس الولايات المتحدة الجديد، مشيرا أن التنصيب عادة ما يتم يوم 20 من شهر يناير، مؤكدا أنه لم يحدث تعطيل في عملية انتقال السلطة من الناحية الزمنية رغم كل الأحداث التي تمر بها الولايات المتحدة في الكونجرس.

 

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لـ" الهلال اليوم" أن الرئيس الجديد جاء بعد 4 سنوات من التوتر في السياسة الأمريكية في عهد الرئيس السابق ترامب وخصوصا في السياسات الخارجية، مؤكدا أن هذه التوترات لحقت بالحلفاء الغربيين، مشيرا أن هذه التوترات الأخيرة في عهد ترامب جعلت الدول الأوروبية مثل ألمانيا ترحب بعملية انتقال السلطة في الولايات المتحدة وتنصيب بايدن.

 

وأكد بدر الدين أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ولها استراتيجية ثابتة، ولكن قد تحدث بعض التغيرات في بعض التفاصيل أو في الوسائل التي تؤدي لتحقيق هذه الاستراتيجيات، مشيرا إلى أنه قد يحدث مزيد من التقارب بين الولايات المتحدة وبين الدول الحليفة لها في عهد الرئيس الجديد وخصوصا دول أوروبا الغربية، وقد يحدث أيضا إعادة نظر في القضايا المتعلقة بالشئون الخارجية وذلك كالعودة إلي الاتفاقيات والمعاهدات التي انسحبت  منها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق، كاتفاقية المناخ وانسحابها من منظمة اليونسكو خاصة أن الولايات لم تكن تدفع مخصصاتها المالية.

 

وعن العلاقات مع دولة إيران في عهد الرئيس ترامب واحتمال عودة الولايات المتحدة مرة أخرى إلى الاتفاق النووى الذى انسحبت منه واشنطن، والقضية الفلسطينية والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية علي منطقة الجولان السورية، أوضح أن كل هذه القضايا قد يحدث فيها تعديل إن لم يكن تغييرًا .

 

وأشار إلي أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة أنما هي علاقات استراتيجية أي أنها بها صفة الاستمرارية، مؤكدا أن مصر دولة إقليمية مؤثرة في المنطقة وهذا ما يجعل الاستمرارية في العلاقات المصرية الأمريكية في مجالات مختلفة وخصوصا مجال مكافحة الإرهاب والتعاون علي المستوي العسكري والاقتصادي.

 

أجندة بايدن

 

وأكد الخبير السياسي، أن أهم القضايا التي ستتواجد بأجندة الرئيس بايدن عقب تنصيبه هي التخلص من الانقسام الحادث في الولايات المتحدة وإعادة الوحدة مرة أخرى وخصوصا بعد الأحداث الأخيرة من عهد الرئيس السابق، وقضية المهاجرين وما قد يحدث بها من تغيير لهدم الجدار العازل الذي أحدثه ترامب وأيضا تخفيف القيود علي المهاجرين، وأيضا السياسة الداخلية وخاصة السياسة الصحية وجائحة كورونا، وأن يدفع الاقتصاد إلي مزيد من الإنجازات، وقضية التوظيف والبطالة.

 

وأوضح "بدر الدين" أن ترامب لم تعد أمامه فرصة للترشح في انتخابات 2024 وذلك لإدانته من الكونجرس الأمريكي والذي يحول دونه ودون الترشح بعد 4 سنوات وربما يحول بينه وبين تولي أي وظيفة فدرالية، مؤكدا أنه بعد تنصيب الرئيس الجديد ربما يكون ترامب عرضة لملحقات قضائية.

 

إزالة إرث ترامب

 

ومن جانبه قال الدكتور أكرم حسام، أستاذ العلوم السياسية، إنه كما جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكان هدفه الأساسي إزالة إرث سلفه باراك أوباما، فمن الواضح أن الرئيس المنتخب جو بايدن عليه رفع نفس الشعار وهو إزالة إرث ترامب، مضيفًا: ما فعله ترامب خلال فترة حكمه لم يلق قبولا ودعما من قطاع كبير من الشعب الأمريكي، بالإضافة للعديد من دول الحلفاء

 

وأضاف "حسام" في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن أجندة بايدن سوف تعتمد بصورة قوية في الفترة المقبلة على القضايا التي وقف ترامب أمامها بشكل أساسي، مثل قضية فلسطين، والقضايا الخاصة بدعم المنظمات العالمية وبالأخص منظمة الصحة العالمية، والقضايا المتعلقة بموضوع التعامل الأحادي فقد اتخذت أمريكا خلال السنوات الماضية اتجاه أحادي في التعامل مع القضايا الخاصة بالخلفاء.

 

وأوضح أن هذا الاتجاه الأحادي الذي اتخذته أمريكا كان محل سخط وغضب من العديد من الدول الحليفة، فقد جاء تصريح لينكون المكلف بوزارة الخارجية الأمريكية، أنه في الفترة المقبلة سوف تعمل أمريكا على توطيد العلاقات الخارجية والتنسيق مع الحلفاء وانتهاء عهد السياسات الأحادية.

 

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن بايدن سوف يحاول في الفترة المقبلة تعديل السياسات الخارجية بالنسبة للشرق الأوسط ، وسحب إيران إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى بشكل ممنهج وبمشاركة العديد من الحلفاء الآخرين، لكن دون التنازل عن  العقوبات التي أقرتها أمريكا، بالإضافة لملف تركيا، فسوف يعمل على وضع حل بعض المشاكل التي ظهرت في عهد ترامب بين أمريكا والشرق الأوسط  بشكل عام.