رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الزراعة والرئيس والمدعون والشباب

3-5-2017 | 13:18


بقلم –  أ.د نادر نور الدين

عندما عرض وزير الزراعة فى مؤتمر الشباب تصوره فى الزراعة وبرنامج تبنى إنتاج مليون رأس من الماشية انتفض الرئيس وسأل الوزير هل تعلم تكلفة طن اللحوم؟! وكما هو متوقع لم يعرف الوزير مثلما لم يعرف سابقه من قبل عندما سأله الرئيس عن الموتور الذى يشغل بيفوت الرى بالرش فى الحقول وهل هو يعمل بالسولار أم بالكهرباء وأجاب مثل إجابة يسرا فى فيلم طيور الظلام مع جميل راتب «ياختى كده ينفع وكده ينفع»! وقتها علم الرئيس أن هذا الوزير حصل على لقب خبير بالواسطة وبالقربى من وزير الزراعة الأشهر فى زمن مبارك. أوضح الرئيس للوزير الحالى أن طن اللحوم المستوردة يكلفنا ٢٦٥٠ دولارا، وبالتالى ما تتحدث عنه من تربية مليون رأس يعنى عشرات المليارات من الجنيهات فمن أين نأتى بها فى مثل هذه الظروف ولا هو كلام والسلام! ثم أضاف الرئيس ماذا أفعل؟! هل أقوم بتغيير وزير كل أربعة أو خمسة أشهر؟! فى إشارة إلى ما يعانيه له من اختيارات خاطئة تحسب على الرئيس وعلى عهده.

 

ونحن نقول نعم ياريس غيّر كل أربعة وخمسة أشهر الوزير الخائب ولا تخش فى الحق لومة لائم ليتعلم من يكلف برئاسة مجلس الوزراء عدم المجاملة فى الاختيار لأنه يبدو أن درس مجاملة رئيس الوزراء محلب فى اختيار وزير الزراعة صلاح هلال والذى يقضى عقوبة فى السجن حاليا لم يتم استيعابها وكانت النتيجة أن محلب نفسه دفع الثمن فى قضية الفساد جزاء ما اختاره وزيرا رغم اعتراضنا وقتها وقلنا نصا إنه كان مدير مكتب وزير الزراعة الذى سبقه وهم من مجموعة يوسف والى التى استولت على وزارة الزراعة منذ ٢٥ عاما والنتيجة تدهور قطاع الزراعة وإنتاجنا الزراعى فى جميع المجالات وتراجع إنتاجيتنا فى جميع الحاصلات الاستراتيجية قمحا وفولا وعدسا وأذرة ومحاصيل سكرية ولحوما وألبان وأصبحنا نعيش على اقتصاديات الاستيراد وينعم التجار والمستوردون بالخيبة الثقيلة التى ألمت بوزارة الزراعة وأصبح المواطن المصرى يدفع وحده نتيجة فشل وتراجع الإنتاجية الزراعية فى مصر، فالأمر الأكيد أن تولى الأغبياء ومدعى العلم للمسئولية يعنى دمار كل شيء.

فهل تعلم ياريس أن تربية العجل الواحد تستهلك خمسة آلاف متر مكعب من المياه أى ما يكفى لرى فدان طوال العام صيفى وشتوي!! وأن ثروتنا الحيوانية القليلة هى سبب احتلال مصر للمركز الأول فى قائمة الدول الأكثر استيرادا للقمح فى العالم لأننا نزرع لها البرسيم على حساب القمح! ففى العالم كله تتم تربية المواشى على المراعى الطبيعية التى تنمو على الأمطار وليست على البرسيم أو الأعلاف المروية والمستنزفة لمياهنا القليلة؟؟!! والحل الوحيد هو فقط منع ذبح عجول البتلو وتربيتها حتى تصل إلى وزن٤٠٠ كيلو بدلا من ذبحها عند ١٠٠ كيلوجرام وأن نكتفى بالثروة الحالية (٨ ملايين رأس) لأنه ليست لنا أى ميزة نسبية فى تربية العجول على مراعى الأمطار (مثل البرازيل والسودان وإثيوبيا وتنزانيا وموريتانيا وهولندا والأرجنتين ..)، وأى توسع فى تربية العجول تعنى التوسع فى زراعة البرسيم على حساب القمح والفول والعدس وبنجر السكر فى الموسم الشتوى وعلى حساب الأرز والقطن والذرة الصفراء ومحاصيل الزيوت فى الموسم الصيفى من أجل زراعة «الدراوة» كأعلاف خضراء صيفية بدلا من البرسيم الشتوي، بما سيؤدى إلى أننا سنستهلك أراضينا ومياهنا فى زراعة الأعلاف والذرة من أجل الحيوان وننسى الزراعات الحيوية من فول وعدس وزيوت طعام وبنجر وقصب سكر من أجل الإنسان!! حتى ولو كانت هذه الثروة الحيوانية تعود على الإنسان أيضا على صورة ألبان وأجبان ولحوم حمراء وزبدة وجلود ولكن من الأفضل الاكتفاء بالوضع الحالى عند مستوى ثروتنا الحالية التى لا تتجاوز ٨ ملايين رأس لأنها مصدر إعالة وإعاشة يومية لصغار الفلاحين ولأن المياه قليلة ياريس ولن تجدى فى تربية العجول وسيبك من الجهلة. أيضا أن استيراد طن اللحوم الحى الطازج يكلفنا بين ٦٠ إلى ٧٠ جنيها (سعر مستهلك) بينما إنتاجه فى مصر يكلفنا حاليا ضعف هذا المبلغ كسعر مستهلك مابين ١٢٠ إلى ١٤٠ جنيها

أيضا هل تعلم يا ريس أن بإمكاننا الاكتفاء الذاتى الفورى من زيوت الطعام لو توافرت لنا العقول العلمية من أصحاب الرؤية والعلم والقدرة على التطبيق والبعيدة عن الإنجازات الوهمية الإعلامية ومحترفى البروجاندا الصحافية وهى المدرسة التى أسس لها مدير مدرسة الزراعة التى صادرت الوزارة لنفسها طوال ٢٥ عاما وستجد سيادتكم فى بياناتهم زيادة فى إنتاجية جميع المحاصيل كل عام، كما ستجد زيادة فى كمية الصادرات الزراعية كل عام طبقا للبيانات الصادرة من وزارة الزراعة، ولكن سيادتكم ستجد أيضا زيادة فى وارداتنا من نفس هذه الحاصلات كل عام وتراجعا فى عائد الصادرات كل عام وعندما تسأل عن السبب فلن تجد ردا لأن الوهم سيد الموقف أما الأمانة والرشادة والشفافية فغائبة. فالموسم الصيفى لا توجد فيه زراعات حالية إلا للأرز فى حدود ١.٥ مليون فدان وهو البديل الوحيد للفيضان حاليا الذى يقوم بغسيل أراضى الدلتا من الأملاح التى تصل إليها من مياه البحر المتوسط وسوء الصرف وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى المالحة فى الرى (نستخدم حاليا ١٠ مليارات متر مكعب سنويا على الأقل من إجمالى ١٥ مليارا حجم مياه مصارف الدلتا) والتى أوصلت نسبة الأراضى المملحة لأراضى شمال الدلتا إلى ٤٧٪ خرجت من الإنتاجية أو ضعفت إنتاجيتها بشدة، والمتوسط العام للأراضى التى تملحت فى الدلتا كاملة حاليا ٣٧٪ أى أن أكثر من ثلث أراضى الدلتا أصبحت ضعيفة الإنتاجية وفى طريقها إلى البوار لولا زراعات الأرز، وأن ما يقوله الجهلاء من زراعة الأرز أو تصديره هى تصدير للمياه مردود عليه بأنه تصدير للأملاح الضارة وغسيل وإنعاش لأراضى الدلتا رأس مال مصر الزراعية والتى يسكنها ٥٥٪ من عدد سكان مصر فى ٨ محافظات فقط وأنها تنتج ٧٢٪ من الإنتاج الزراعى مصر وتتطلب عناية خاصة واهتماما وليس تدميرا وسماعا لأقوال أشباه المتعلمين بالحد من زراعات الأرز فى الدلتا والتى لا ينبغى أن تقل عن ١.٦ مليون فدان سنويا من إجمالى مساحة أراضى الدلتا البالغة ٤.٥ مليون فدان أى بنسبة الثلث الذى يتملح ويحتاج غسيلا دوريا لتراكمات الأملاح بتربتها، كما أن كيلوجرام الأرز قد يصل إلى ٢٠ جنيها أو يزيد لو قلصنا مساحات زراعته كما يرغب البعض رغم أنه المحصول الوحيد من الحبوب الذى ينتج ٤ أطنان للفدان بينما القمح مثلا ينتج ٢ طن فقط، كما أن كيلو القمح يباع بسعر ٤ جنيهات بينما كيلو الأرز يباع بسعر ١٠ جنيهات وبالتالى فاستهلاك المياه هنا فى محلها تماما وليست إهدارا ولا إسرافا.

ونعود إلى زراعات العروة الصيفية وهى ١.٥ مليون فدان بالأرز بالمخالفات بالإضافة إلى ربع مليون فدان بالقطن طويل التيلة الذى لا نصنعه وتتراجع صادراته عاما بعد عام، بينما لا نزرع القطن الذى نصنعه وهو القطن قصير التيلة والجاذب أيضا للاستثمارات الأجنبية لمصانع الجينز والتيشيرت والملابس الكاجوال العالمية التى تصنع من الأقطان قصيرة التيلة فقط بعد أن أصبح يرتديها الجميع أغنياء فقراء طلاب وموظفون وعمال فذهبوا لإقامة مصانعهم فى إثيوبيا التى زرعت لهم خصيصا الأقطان قصيرة التيلة كما ذهبوا إلى الصين الأبعد بينما مصر التى تتوسط شعوب وقارات العالم أصبحت بعيدة عن الاستثمارات الأجنبية فى هذا المجال ولا نعرف كيفية جذبها بسبب الإصرار على تولى الجهلاء ومعدومى الرؤية والمعرفة بما يدور فى البورصات العالمية وبما يدور فى حركة التجارة والاستثمار العالمي، وأتذكر أن صديقا أمريكيا قال لى إنهم كانوا يودون لو جاءوا إلى مصر بدلا من إثيوبيا لإقامة مصانع الجينز ولكنكم فاقدون للمرونة ولا تعلمون أن القطن طويل التيلة قد ولى زمنه ولا تطورون أنفسكم، لذلك فليس بالغريب أن يتزايد عندكم أعداد «الورائيون» من المتشددين الدينيين طالما أن اتجاه سيركم للخلف دوما فسيأخذونكم للمزيد من الوراء وسترتدون قريبا ملابس القرون الماضية بسبب المتشددين. وبعد هذا المليون ونصف المليون فدان الذى ذكرناه عن مساحة زراعات الأرز ومعه ربع مليون للقطن (حتى الآن لم يتجاوز ١٠٠ ألف فدان) لا توجد زراعات اقتصادية أخرى والفلاح لا يزرع من الدراوة إلا لتغذية مواشيه أى عيدان الذرة الشامية التى تقطع خضراء بعد أربعين يوما لتكون علفا صيفيا أخضر بديلا للبرسيم العلف الشتوي، أو نقوم بزراعة بعض الذرة الشامية البيضاء من أجل بيع الذرة المشوى على الكورنيش والشواطئ وبعض الذرة الرفيعة فى الصعيد من أجل خبز البتاو وأكل الحمام!!! وأن وزارة الزراعة اعترفت أنها بورت فى العالم الماضى ما يقرب من ٣ ملايين فدان فى العروة الصيفية لأن الفلاح لم يجد ما يزرعه!! هل يمكن أن نتصور أن يتم تبوير كل هذه المساحة فى بلد يستورد ٦٠٪ من غذائه من الخارج وفى نفس الوقت يخرج علينا مسئولو الزراعة بالبروجاندا الإعلامية ليطلبوا من الشعب زراعة الأسطح لزيادة إنتاجنا من الغذاء بينما هم يبورون الأراضى بالملايين؟!.

عموما ياريس فإن المساحة المحصولية أى التى تخصص لزراعة الحاصلات الاستراتيجية بعد استقطاع مساحات زراعات الخضروات التى نعتمد عليها فى غذائنا يوميا واستبعاد زراعات قصب السكر المعمرة التى تمكث عاما كاملا فى الأرض واستبعاد مساحات زراعات الفاكهة والبساتين، تبلغ هذه المساحة المحصولية ٦ ملايين فدان، وكما سبق فإن زراعات الأرز والقطن تأخذ أقل من ٢ مليون فدان فقط من هذه الستة ملايين فدان، وبالتالى فإن الأربعة ملايين فدان المتبقية ستكون كافية تماما لزراعة محاصيل زيوت الطعام من فول الصويا وعباد الشمس لنحقق منها الاكتفاء الذاتى الفورى ونحن نكاد نستورد منها ١٠٠٪ من احتياجاتنا الغذائية، والغريب أن يخرج علينا نائب وزير الزراعة لشئون استصلاح الأراضى بتصريحات سمعتها على إحدى الفضائيات ليقول للشعب المصرى إنه لا توجد استراتيجية لوزارة الزراعة المصرية لزراعة حاصلات الزيوت فى الوقت الحالى رغم أننا نستوردها بالكامل من الخارج ولدينا منها فى مصر ١٦ مصنعا لزيوت الطعام منها ٦ حكومية!! فنعم الاختيار للمسئولين الذين يعرفون ماذا تريد مصر وكيف يحققون طفرة إنتاجية زراعية ويعرفون ما يدور فى البورصات العالمية من تراجع كمية زيوت الطعام المتاحة للتجارة العالمية ولذلك تجاوز سعر طن الزيوت ألف دولار للطن بينما القمح لا يتجاوز ٢٠٠ دولار للطن! وفى المقابل يتسولون من المزارعين زيادة مساحات زراعات القطن والوصول بها إلى ربع مليون فدان رغم أن القطن يستهلك ضعف كمية المياه التى تستهلكها محاصيل الزيوت البذرية ويمكث ١٠ أشهر فى الأرض مقابل نصفها لمحاصيل الزيوت!، بالإضافة إلى عدم قدرة الوزارة حاليا على تسويق القطن طويل التيلة، النصف الثانى من الأراضى المتبقية من زراعات الأرز والقطن الذى عفا عليه الزمن وهى ٤ ملايين فدان نزرع منها ٢ مليون فدان بالزيوت ونزرع الاثنين الأخرى بالذرة الصفراء للأعلاف والتى وصل استيرادنا منها إلى ٨.٦ مليون طن سنويا وهى مساحة كفيلة أيضا بتحقيق الاكتفاء الذاتى من ذرة الأعلاف ومعها الاكتفاء الذاتى من فول الصويا الذى نأخذ الكسبة الناتجة عن عصره لاستخراج الزيت فتذهب نصفها إلى مصانع مصنعات اللحوم والتى يستوردون هذه الكسبة حاليا بنحو ٩ آلاف جنيه للطن فنوفر دولارات الاستيراد وننتجها من أراضينا فنحقق التأثير المزدوج (عدم استيراد وإنتاج داخلي)، ونذهب بالنصف الثانى من كسبة الصويا وكسبة العباد وكسبة بذرة القطن إلى مصانع الأعلاف مع الذرة الصفراء ومع «الردة» الناتجة من دقيق القمح الذى نستهلك منه نحو ١٦ مليون طن سنويا فتنخفض تكاليف إنتاج الأعلاف الداجنة والحيوانية ومعها تنخفض أسعار البيض واللبن والأجبان والزبدة وبما قد يؤدى إلى التوسع فى إنشاء مزارع الدواجن والتى لا تستهلك مياها بالطبع مثل مياه الأبقار (فرأس الأبقار تستهلك ٥٠٠٠ متر مكعب من المياه ورأس الخراف والماعز ٥٠٠ متر فقط ويتطلب إنتاج كيلوجرام من لحوم الدواجن استهلاك ٦ أمتار مكعبة من المياه، بينما إنتاج كيلوجرام لحم البقر استهلاك ١٥ مترا مكعبا من المياه).

هذه ياريس روشتة للاكتفاء الذاتى من زيوت الطعام وذرة الأعلاف توفر لمصر ٤ مليارات دولار نستوردهما به، وسنتعرض فى المقالات القادمة لروشتة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الفول والعدس والسكر وزيادة إنتاجية القمح.

عندما يتعرض مدعٍ لم يدرس العلوم الزراعية فى حياته بل وهناك أقوال أنه حتى كلية الحقوق التى التحق بها تركها قبل أن يتمها ليسافر إلى الخارج ثم عاد ليقول إن سياسات الدولة الحالية ستؤدى إلى أن يأكل الشعب المصرى ورق الأشجار ولحوم الكلاب!! ماهذا الحقد أيها الجهول ومالك أنت ومال الزراعة، وقد فشلت فى دراسة القانون فادعيت أنك خبير زراعى وكأن كل من قام بتصدير قفصى طماطم ولا خيار أصبح خبيرا زراعيا وليس تاجرا أو مستثمرا!؟ فاليابان على سبيل المثال أيها الجهول لا تمتلك أراضى زراعية ولا بترولا ولا ثروات طبيعية وأغلب أراضيها جبال وبراكين ولكنها استثمرت فى العقول وأصبح دخلها يكفيها لاستيراد كافة احتياجاتها الغذائية وبأمان تام من الخارج؟! ودول الخليج أيها المدعى لا تزرع وليس لديها مياه ولم تأكل ورق الشجر ولا لحوم الكلاب حتى فى زمن ماقبل البترول!! وإنما تستثمر ما حباها الله بها من موارد فى زراعات فى خارج أراضيها وفى استيراد غذائها؟! أن أمثالكم يرفع دوما شعار «إما أنا أو الخراب من بعدي»؟! مع إن الخراب لا يأتى إلا بأمثالكم من مدعى العلم؟! هل تذكر يوم أن اتصلت بى تليفونيا لتقول لى إنكم فى طريقكم إلى جنوب الصعيد لزراعة نخيل البلح الأحمر والأصفر بعد أن اتفقت مع اثنين من المحافظين الذين خدعوا فيكم، وقلت لك إن ما تفعله هو الخراب بعينه فالبلح الأحمر والأصفر آخره محافظتا الجيزة والفيوم، وأن محافظات وسط الصعيد وجنوب الصعيد لا تزرع إلا نخيل العجوة وبلح رمضان الجاف والتمر وأنقذتك وأنقذت البلد من فضيحة وتكاليف طائلة من مدعٍ؟! هل تتذكر يوما أن هاتفتنى تليفونيا وقلت لى إنك تجلس الآن مع خيرت الشاطر وقيادات مكتب الإرشاد (فأنت دائما مع الرائجة ومع من يتولى مهما كانت توجهاتهم) وقلت لى إنهم يريدونك وزيرا للزراعة والرى بعد ضم الوزارتين لأنك الوحيد فى مصر الذى تفهم فى الزراعة والمياه معا وكان ردى أننى لا أعمل مع الإخوان رغم احترامى لانتخاب الشعب لهم لأن معهم لا نعرف من يحكمنا وأن أى فرد من مكتب الإرشاد أو من قيادات الجماعة يمكن أن يقتحم مكتبا أى وزير خابطا باب المكتب بقدمه لأنه من السلطة الحاكمة الغشيمة التى لا تعرف بروتوكولا ولا أصولا للحكم ويظنون أن عليهم الأمر وعلينا السمع والطاعة؟!! هل تذكر يوما أن قلت فى إحدى الفضائيات أن على الحدود الجنوبية المصرية مليار رأس ماشية يمكن أن نستثمرها ونضع العجل فى الماكينة فيخرج سوسيس وبرجر وهوت دوج ونصدر ونكسب ياسلام على الفكاكة؟!! مليار رأس أيها الجهول وهذا يزيد عن ثروة العالم أجمع وأن كل ما تملكه إثيوبيا هو ٤٩ مليون رأس من الأبقار و ٥١ مليون رأس من الخراف والماعز وأن كل ما تملكه السودان ٧٠ مليون رأس ثلثها أبقار، وبالتالى فنحن نتكلم عن ٧٥ مليون رأس فقط جعلتها أنت بجهالتك مليار رأس وكاد البعض أن يصدقك ويمشى وراء ما تجلبه من خراب!! فأنت تخدع الجميع بكل ضمير مرتاح وتوقع على تقارير بأنك خبير فى الاقتصاد الزراعى موهما إياهم بأنك تحمل دكتوراه فى الاقتصاد الزراعى ومعى تقرير موثق جاءنى لأحكمه موقعا بأستاذ الاقتصاد الزراعي!! بينما أنت نفسك لا تمارس أى مهنة ومجرد عاطل كبير وجدت من يفتح لك أبواب الإعلام لتمارس الغش والتدليس على الشعب المصرى متطاولا على مقام الرئاسة حين كتبت مقالا صحافيا عنوانه مقدمة أغنية لعبد الحليم «قولوله قولوله قولوله الحقيقة» وكررت كلمة قولوله ثلاث مرات لأن الرئاسة عبّرت أمثالك وظنتك من الخبراء فعلا فتطاولت على مقامها. يكفى هذا هذه المرة ولكن سيبقى علماء الزراعة فى مصر بخير يزيدون من الإنتاج ويحققون الاستغلال الأمثل للمياه وللتربة الزراعية ويحققون أعلى إنتاجية فى العالم بعيدا عن نصائحكم الغراء بزراعة الدخن بدلا من القمح والمحاصيل العطرية والطبية بدلا من الفول والعدس فى أوهام ليس لها مكان فى مصر الواعية.

أخيرا سيادة الرئيس أقول لكم بإخلاص استعن بالخبراء فقط وابتعد عن المدعين! الشيء الأخير الذى أود ختم المقال به هو أن مشكلة الشباب ليست فى التعيين وزراء ومحافظين بل فى توفير الوظائف وتمكينهم من فتح بيوت ورعاية وتكوين أسرهم، ولا تستمع للمتهورين المطالبين بوزارات للشباب فالأمر يتطلب الخلط بحكمة بين خبرة الكبار وعلمهم وحسن رؤيتهم واتخاذهم للقرارات بعد دراسات موثقة وحساب التداعيات قبل اتخاذ القرار وحكمتهم وبين سواعد الشباب وحماسهم، ولا تنسَ أن آخر وزارة لمبارك كانت من الشباب وكان رئيسها فى عمر ٤٨ سنة فقط والباقى فى الأربعينيات وخنقت الشعب المصرى بتهورها.