بقلم – مجدى سبلة
دأبت الكتائب الإلكترونية للتنظيمات الظلامية (القذرة) على تشويه أي صورة إيجابية تحدث في مصر، لكنهم كل مرة يصابون بخيبة أمل كبرى.. حاولوا تقليب الرأي العام المصري والعالمي على زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر ففوجئوا بحوالي ١٨٠ دولة في العالم تنقل الزيارة في بث مباشر يسكتهم ويقطع ألسنتهم وجعلتهم في موقف المهزوم المحبط الذي لم يعد يملك سوي أسلحة الكذب والتضليل التي لم تعد تخيل على أحد.
مغالطات هذه الكتائب الإلكترونية من صناع الموت وصلت إلى حد وصف الطريقة التي كان يتعامل بها بابا الفاتيكان فرنسيس نفسه مع بعض المسلمين منذ سنوات في (الميديا ) باتهامه بالعنصرية والتشدد ضد المسلمين ليأتي إلى مصر ويرد خلال كلمته على مثل هذه المغالطات في جمل واضحة وضوح الشمس قائلا إن مصر كانت مهبطا لكل الرسالات السماوية وإن مصر بها وسطية الدين الإسلامي ممثلا في الأزهر ومصر كعادتها ملاذ آمن لكل المسيحيين الهاربين من الاضطهاد منذ ١٤ قرنا من الزمان.
سكتوا لأنهم وجدوا أنها زيارة تاريخية بكل المقاييس ووجدوا قداسا يقام على أرض مصر يعطي تسويقا سياسيا واقتصاديا وسياحيا غاية في الأهمية للعالم كله لدرجة أن البابا نطق بجملة خطيرة (مصر أم الدنيا ) في رسالة سلام للرد على هذه الكتائب التي ثبت فشلها أمام العالم وجاءت زيارة بابا الفاتيكان كأنها تكتب شهادة وفاة كذبهم وتضليلهم للعالم منذ ٢٠١١.
ووجدت هذه الكتائب الملعونة والمضللة أن زيارة البابا تحولت إلى تسويق مصر سياسيا واقتصاديا وسياحيا غير مدفوع الثمن.
عميت قلوب وأبصار هذه الكتائب ونسوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يزور المرضى اليهود وكان يتعامل مع النصارى وكانت هناك مواثيق ومعاهدات بينهم.
ونسيت هذه الكتائب كذلك أن هذه الزيارة كرست أنه لا علاقة للإرهاب بالأديان السماوية وتمادوا في منظومة الكذب التي كشفها العالم ويكشف كذلك المنظمات الحقوقية التي كانت تعتمد على تقارير مغلوطة لتشويه صورة مصر في المحافل الدولية.
وهنا أطرح عدة تساؤلات في غاية الأهمية أولها: هل ستنجح مصر في استغلال هذه المكاسب اقتصاديا وسياحيا وبالطبع سياسيا وما الآليات التي تمكن المصريين من استغلال هذه الزيارة التاريخية وهل تؤسس هذه الزيارة لمقاصد سياحية جديدة ترد على كتائب ضرب السياحة المصرية بهدف إبعاد العملات الأجنبية عن بنوك مصر وزيادة احتياطياتها وإضعاف الاقتصاد المصري .
الثاني: هل يفيق بعض شبابنا الذين ينجرون وراء هذه الدعاوى الإلكترونية ويرددون كلامهم الموتور ويعودون إلى صوابهم بعد كشف زيفهم وضلالهم.
والثالث: هل تتبنى قصور الثقافة ومراكز الإعلام في ربوع المعمورة ومراكز الشباب هذه الزيارة والخروج منها بعنوان كبير لكشف زيف هذه الكتائب وشرحها في ندوات منظمة لشباب مصر.
الرابع: هل ستفكر الأحزاب والمجتمع المدني في كيف يستفيد شبابنا وتستفيد مصر من هذه الزيارة وتقديم أفكار تصب في خانة الدولة المصرية أم أننا مازلنا أمام أحزاب ورقية كل همها من يتولي رئاسة هذا الحزب.
في النهاية علينا أن نقدم الشكر لروما وأيضا لمؤسسة الأزهر لهذه الزيارة التاريخية التي تعد أكبر هدية لتسويق مصر من جديد أمام فصائل الكتائب الإلكترونية ومموليهم.