يوافق اليوم السبت الذكرى الـ57 على ميلاد الفنان خالد صالح، الذي رحل عن عالمنا منذ ما يزيد عن ستة أعوام، تاركًا لنا وراءه مسيرة فنية ليست بالزاغرة، لكن الأعمال التي تضمها ستظل  خالدة في السينما، والتليفزيون، فمن ينسى "حاتم أمين الشرطة المرتشي"، و"كمال الفولي"، و"عادل القنصل"، و"مصباح"، و"سلطان"، و"صلاح عصفور"، وغيرهم الكثير.

ويعد خالد صالح هو صاحب "الموهبة الفريدة" من نوعها، فهو الضابط، ورجل الأعمال، والزوج التقليدي، فقال عنه بعض النقاد أنه ممثل السهل الممتنع، أداءه المتميز في أدواره، والاختيار الموفق لأعماله ساعده كثيرًا على الانفراد بالتميز، وبالرغم من أن "صالح" لم يخوض تجرية التمثيل مبكرًا مثلما فعل نجوم جيله من محمد هنيدي، وخالد الصاوي، وأحمد السقا إلا أنه استطاع اللحاق بهم في فترة كبيرة، وأن يحجز مقعد له في مشوار نجوميته.

وحرص خالد صالح طوال مسيرته الفنية على احترام جمهوره، وعقليتهم، وصرح في إحدى لقاءاته التليفزيونية أنه دائمًا ما يسعى إلى اختيار أعمال، وأدوار لها أهداف، وتفيد المجتمع، وبالفعل استطاع الفنان خالد صالح أن يخضع موهبته من أجل التركيز على بعض أعمال الفساد التي يعاني منه المجتمع، بسبب بعض فئات سواء كانت جهات ذات سلطة سياسية، أو دينية، وهو ما سنستعرضه في السطور التالية.

شارك الفنان خالد الصاوي بالعديد من الأدوار في بداية مسيرته، والتي استطاع بالرغم من أنها لم تكن بالرئيسية أن يلفت انتباه الجمهور منذ طلته الأولى، ولعل من بينهم دور "القاضي" الذي أداه في فيلم "محامي خلع"، وبالرغم من أن دوره لم يكن بالكبير إلا أن الجمهور أعجب بأداءه كثيرًا، ولحق بذلك المشاركة بالعديد من الأعمال، من بينهم "خلي الدماغ صاحي"، و"النعامة والطاووس".

خالد صالح العقيد المشبوه

وفي فيلم "تيتو" عام 2004، والذي لم تكن المرة الأولى التي يجسد بها الفنان خالد صالح دور رجل الدولة "عقيد"، ولكن أداءه المتميز، والموهبة التي تمتع بها جعل الجمهور يعجب به كثيرًا، ويعد هذا هو بداية اسقاط خالد صالح على سلبيات رجال الشرطة، وجعل الكثير يشيد بأدائه المتميز، الذي لفت الانتباه تجاه هذه الفئة، وبهذا العمل أشهر إفيهات خالد صالح وهي "أنا بابا يلا".

ويجسد الفنان خالد صالح دور "العقيد رفعت السكري" خلال أحداث العمل، وهو أحد رجال الدولة الذي يستغل منصبعه لتطويع بطل العمل "تيتو" من أجل مشاركته بأعمال منافية للآداب العامة، وتطويعه لأعمال مشبوهة، وهو من بطولة أحمد السقا، وحنان ترك، وعمرو واكد، وضياء عبد الخالق، وأشرف مصيلحي، ومحسن منصور، وهدى الصيفي، ومن تأليف، وإخراج طارق العريان.

خالد صالح الضابط المرتشي

شارك الفنان خالد الصاوي في فيلم "ملاكي إسكندرية" عام 2005، وجسد به دور "منتصر" ضابط شرطة، يشارك في التستر على جريمة قتل، ويحبس بسببها شخص آخر، ومن خلال مشهد صامت وحيد يتذكره الجمهور لفنان خالد صالح أن يبرز موهبته، وأن يعرض للجمهور أداءه المميز، وأن يلقى الضوء على قضية تستر رجال الأمن على المجرمين.

وهذا المشهد هو عندما كشف زميله عن القاتل الحقيقي وذهابه لمنتصر في عزاء والده، وسؤاله عن المبلغ الذي تقاضاه من أجل المشاركة في التستر، وتدبير العملية، ليشير له بأصبعيه "اثنين".

خالد صالح رجل الدولة المتسلط

وجسد الفنان خالد صالح في فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي تم عرضه عام 2006 دور "كمال الفولي"، ومن خلاله أيضًا يوجه "صالح" الجمهور تجاه فسادر رجال الدولة، واستطاع ذلك من خلال أداءه المميز به، ويذكر له إحدى الجمل التي يقول به "إحنا في بلد ديمقراطي.. اللي عايز يرشح نفسه يرشح.. الترشيح ده أمره سهل بس ينجح إزاي دي لعبتنا إحنا بقى.. مش تزوير لا سمح الله.. لأ بس زي ما تقول كده إحنا دارسين نفسية الشعب".

ومن خلال الجملة السابقة استطاع الفنان خالد صالح أن يوضح هيمنة الدولة على الشعب، وكبح حريتهم، وأيضًا مدى فساد النظام الحاكم بها، واستباحتها لبعض الأمور التي تنافي الآداب، وتحرض على الفساد.

خالد صالح أمين الشرطة الفاسد

يعد فيلم "هي فوضى" من أهم أدوار الفنان خالد صالح، والذي صرح بعض النقاد أنه أول من ألقى الضوء على قيام ثورة الخامس والعشرون من يناير، وانقلاب الشعب على الدولة، وإسقاطه، وذلك من خلال دور "حاتم أمين الشرطة الذي جسده.

و"حاتم" هو أمين شرطة في أحدا الأقسام ومن خلال السلطة التي يمتلكها، ويساعده بها رؤساءه يستغل حاتم مكانته، ويرتشي، ويفرض بعض الأموال على أصحاب المحلات من أجل قضاء مصالحهم الخاصة، بالنهاية يقوم بالإعتداء على جارته، الأمر الذي يتسبب في ثورة ضده، ويلجأ إلى قتل نفسه.