تحتفي العربي للنشر هذا
الشهر باثنين من أكثر المؤلفين تأثيرًا في العالم، وهما الأديب المصري نجيب محفوظ والذي
فاز بـ"نوبل في الآداب" عام 1988، والكولومبي جابريل جارسيا ماركيز الذي
فاز بها عام 1982، حيث تصدر قريبًا كتابين عنهما؛ الأول، وهو "الصحفي في أدب نجيب
محفوظ" للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، والثاني هو "ماركيز: لن أموت أبدًا..
حكايات كتبه" لـ"كونرادو زولواجا" وترجمة سمير محفوظ بشير.
ووفق الناشر، يقدم كتاب "الصحفي في أدب نجيب محفوظ" صورًا
للصحافة والصحفيين أقرب للواقعية وأعمق بكثير مما تقدمه معظم الدراسات الأكاديمية الإعلامية؛
لأن الأدب كنوع كتابي عنده من الحرية أكبر من هذه الدراسات بما لا يقارن، مقدمًا رؤى
جزلة ثاقبة عن هؤلاء الذين يُحبون أن يَسألوا لا أن يُسألوا! والكتاب دراسة بينية أي
تربط بين أكثر من علم من العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتمزج مراجع النقد الأدبي بمراجع
دراسات الإعلام والصحافة؛ ويرصد مؤلف الكتاب، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة،
دور الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها الروائي العظيم في التأثير على ثقافته، ومن ثم
تحديد اختياراته في الحياة ومنظومة قيمه، بل وتحديد أولويات ما يناقشه حين تعرضه للصحافة
والصحفيين، وكذلك المحددات النفسية والاجتماعية التي يبرزها لهؤلاء الصحفيين..
أما كتاب "ماركيز: لن أموت أبدًا.. حكايات كتبه" لـ"كونرادو
زولواجا" فهو عن حكايات روايات ماركيز، رائد الواقعية السحرية، وأنه كتب قصصًا
من واقعه ومجتمعه لم ينجح كثيرون في الوصول إلى مستواها الأدبي، ومع هذا، فكثيرون لا
يعرفون أنه قال في مقابلة صحفية ذات يوم مع النيويورك تايمز أن ما يكتبه واقعيًا، ولا
يمكن أن يكون واقعيًا سحريًا؛ فهو يعيش هذا الواقع. مثل هذه الحكايات والمقولات هي
الأساس الذي يكون هذا الكتاب.
ويدور الكتاب حول ما مر به ماركيز لينشر رواياته ويحكي هذا أصدقاؤه
من المؤلفين المشهورين مثل "خوان رولفو"، و"إدواردو زالاميا بوردا"،
و"بورخيس"، وغيرهم كثيرون من كاتبي أمريكا اللاتينية المشهورين.. فيحكي مثلًا
عن رحلته بالقطار إلى بلدته لكي يبيع منزل جده فيرى البحيرة التي كان يذهب إليها وهو
صغير ليشاهد النسوة وهن يغسلن الملابس ويغنين، ويرى لافتة شركة الموز، ومنزل جده الذي
كان يراه وهو صغير كقصر ممتلئ بالسحر والأعاجيب والذي تسبب في هذا القصص التي كانت
الخادمات تحكينها له.
ويعرض الكتاب كذلك قصة كفاحه للفقر التي دفعته للعمل في بلاد عدة
مثل فرنسا وحتى أمريكا، وسنقرأ أيضًا على لسان ماركيز وهو يحكي عن رحلاته تلك وعن المؤلفين
الذين أثروا فيه، وخصوصًا الكاتب الأمريكي المشهور "ويليام فوكنر"، والذي
فاز كذلك بـ"نوبل في الآداب" عام 1949. فنجد ماركيز في الكتاب وهو يصف تلك
الرحلة التي ترك فيها الولايات المتحدة الأمريكية في عامود صحفي تحت عنوان "العودة
إلى المكسيك"؛ كما اعترف "ماركيز" بأنه يدين بالفضل لـ"فوكنر"
خلال حواره الشهير مع "ماريو بارجاس يوسا"، بعد ثلاثة أشهر من صدور
"مئة عام من العزلة"، قال: "إن الأسلوب "الفوكنري" مؤثر وفعال
عند حكي أي قصة واقعية في دول أمريكا اللاتينية. وهو ما اكتشفناه في "فوكنر"
دون أن نعي هذا الاكتشاف؛ وهو أننا رأينا الواقعية، وأردنا وصفها، وأدركنا بأن الأساليب
الأوروبية لم تسعفنا في ذلك، ولا حتى الأساليب الإسبانية التقليدية. فجأة، وجدنا أن
الأسلوب "الفوكنري" هو المناسب لحكي القصة الواقعية".