أعلن التيار العلماني القبطي في المهجر، تأيد توقيع إتفاقية وحدة المعمودية بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية والتي شهدت حالة من الرفض في أوساط الكنيسة الأرثوذكسية خلال الأيام القليلة الماضية.
من جانبه قال مايكل البشموري، أحد مؤسسي التيار العلماني القبطي في السويد، إن أهم مزايا الإتفاقية هي مواجهة السلفيين الارثوذكس والحد من الفتنة التي يصنعوها بين الاقباط خاصة أنهم يعتبروا جماعة متطرفة معتنقي أفكار تكفيرية ويشكلون خطراً محدق على مستقبل الاقباط والكنيسة.
وأضاف البشموري، خلال تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، إن الصراع إحتدم مؤخراً حول القرار الذي إتخذته الكنيسة القبطية الارثوذكسية بالاعتراف بمعمودية الكاثوليك وذلك إبان زيارة البابا فرنسيس الاول بابا الفاتيكان إلى مصر، فقد قام قداسته أثناء زيارته بالتوقيع على اتفاقية جديدة مع نظيره البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية للاقباط الارثوذكس تعترف الكنيسة الارثوذكسية بموجبها بمعمودية الكاثوليك، وقد كانت ردود أفعال السلفيون الارثوذكس، هي الأعنف على الإطلاق، فتم تدشين هاشتاج عبر مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" تطالب بتوضيح ما كتب بنص الاتفاقية.
أما عن أسباب تأيد الإتفاقية بين الكنيستين، أرجعها "البشموري" إلى أن الكنيسة القبطية كنيسة مجمعية والبابا تواضروس لا يمكن أن يتخذ قرارا منفردا كهذا دون الرجوع إلى أعضاء المجمع المقدس، فضل عن أن بداية الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية كان من خلال البابا شنودة الثالث في سبعينيات القرن الماضي مع نظيره البابا يوحنا بولس بابا الفاتيكان واستطاع البابا شنودة أن يكتب صيغة لاهوتية حول "الكريستولوجي" أي طبيعة المسيح، وتلك المسألة كانت محل خلاف بين الكنيستين وحدث بسببها الإنشقاق في القرن الخامس، وقد حازت الصيغة اللاهوتية بموافقة جميع الحاضرين للحوار اللاهوتي .
وتابع : البابا شنودة كان أول من بدأ الحوار اللاهوتي مع الكنيسة الكاثوليكية ثم توالت الحوارات المسكونية الاخرى تحت إشراف مجلس الكنائس العالمي إلى أن تم التوصل إلى الاعتراف بمعمودية الكاثوليك في حبرية البابا تواضروس الثاني.
وأكد البشموري، إن الكنيسة الكاثوليكية من جانبها تعترف بمعمودية الاقباط الارثوذكس، لافتا إلى أن هناك مكاسب للكاثوليك من تلك الإتفاقية أهمها أن للراغبين في الانضمام للكنيسة القبطية سوف يعترف بمعموديتهم الكاثوليكية أي أنهم لن يتم عمادتهم مرة اخرى بالكنيسة الارثوذكسية وهو ما يرفضه المتطرفون الارثوذكس لانهم لا يعترفون بمعمودية الرش بالماء عند الكاثوليك لان هذا يتنافى مع إيمانهم بمعمودية التغطيس فى الماء التى كانت تتم فى زمن المسيح لكن تلك الأمور تعتبر مسائل طقسية ليس لها علاقة برسالة المسيح الحقيقية.
أما عن مكاسب الكنيسة الأرثوذكسية من التوقيع على إتفاقية المعمودية، فأرجعها "البشموري" إلى أن إنفتاحهم تجاه الكنائس العالمية سينعكس بالإيجاب على تطوير الخطاب اللاهوتي والفكري داخل الكنيسة الذي ما يزال يعاني من الجمود والتشدد والانغلاق نحو العالم المسيحي بالإضافة إلى أن البابا تواضروس الثاني يسعي جاهدا نحو هذا الانفتاح بشكل يحفظ إستقلالية الكنيسة وثوابتها الإيمانية.
وشدد التيار العلماني بالمهجر إلى أن السلفيون الارثوذكس هم يشكلون خطورة كبيرة على مستقبل الاقباط فى مصر أكثر من السلفيون المسلمون، و يرجع ذلك لعدة أسباب أهمها أن تلك الجماعات المسيحية المتطرفة لا تؤمن بقدسيه الوطن لانهم لا يؤمنون بقيمة الوطن أو وحدة وسلامة أراضيه، وهو الامر الذي ينطبق على أصحاب تيار الاسلام السياسي، فالعقيدة بالنسبة لهؤلاء أهم من الوطن، وحفظ الايمان أهم من حقوق الاقباط، وكرامة القادة الدينيين أهم من كرامة الشعب القبطي، بحسب مايكل البشموري.