رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مستشفيات الأمازون البرازيلية تناضل ضد الوباء والهاجس الأكبر عدم فقدان الأوكسجين

24-1-2021 | 13:58


يغص مستشفى إيراندوبا، المدينة الواقعة في منطقة الأمازون البرازيلية، بالمصابين بكوفيد-19، الذين يعتمدون على وصول اسطوانات الأوكسجين للبقاء على قيد الحياة، في ظل افتقار المستشفى إلى قسم للعناية المركزة.


شهدت ولاية أمازوناس، أكبر ولاية برازيلية، ارتفاعا في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، والتي قد تكون مرتبطة بالمتحور الأكثر عدوى الذي تم اكتشافه في المنطقة.


وعلى غرار مستشفى إيراندوبا، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة وتبعد 40 كيلومترًا عن ماناوس، عاصمة أمازوناس، بلغت العديد من مستشفيات الولاية طاقتها الاستيعابية القصوى جراء هذه الموجة الجديدة من الوباء.


في مستشفى هيلدا فريري، حيث تم شغل جميع الأسرّة الثلاثين تقريبًا، سُجلت 15 حالة وفاة بسبب كوفيد-19 بين الاثنين والأربعاء، أي أكثر من الأشهر الأربعة الماضية.


وفي يوم واحد فقط، تم استهلاك مخزون الأوكسجين الذي كان يكفي لمدة أسبوعين.


وقال أحد مقدمي الرعاية الصحية مرتديا ملابس واقية "ليس بإمكان مستشفانا تحمل ذلك"، طالبا عدم الكشف عن هويته ليتمكن من رواية حوادث الاختناق التي يفضل عدم احتساب عددها.


وأضاف بأسف بالغ "لم تكن لدينا أي وسيلة لمساعدتهم، لقد أحزننا ذلك كثيرًا".


ويشكو زميله "بمجرد أن يفرغ مخزون الأوكسجين، نشعر بالقلق بشأن كيفية الحصول عليه في اليوم التالي. نحن في حالة توتر مستمر".


وللوصول إلى إيراندوبا، يتعين سلوك طريق وحيد يجري إصلاح بعض أقسامه، التي تتحول إلى مستنقع أثناء هطول أمطار الأمازون الغزيرة.


هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه المرضى الأكثر خطورة للوصول إلى العاصمة ماناوس، وهي المدينة الوحيدة من بين 63 مدينة في الولاية التي يوجد فيها قسم للعناية المركزة وتوزع أسطوانات الأكسجين المعاد تعبئتها.


أدت حالة الطوارئ الصحية إلى مضاعفة التحديات اللوجستية في هذه المنطقة المكونة من الأدغال الرطبة التي تعبرها روافد نهر الأمازون. وتلجأ عائلات المصابين، الذين تتم معالجتهم في المستشفى، إلى البحث عن حلول بوسائلها الخاصة.


وزودت متطوعة في منظمة غير حكومية مريضا يبلغ من العمر 86 عاماً ويتلقى علاجه في المستشفى منذ أسبوع اسطوانة أوكسجين، وروت لوكالة فرانس برس "أمضى ثلاث أو أربع ساعات بدون أوكسجين، مع تهوية يدوية، طلبت أسرته المساعدة بعد أن فقدت الأمل".


وعادة ما تعمد المنظمة غير الحكومية إلى إمداد مجتمعات السكان الأصليين بالأدوية والملابس.


على بعد حوالى 85 كلم غرب إيراندوبا، عبر طريق يمر من الغابة، تقع بلدة ماناكابورو التي سجلت 223 حالة وفاة بكوفيد-19 من أصل 100 ألف نسمة، وهي اعلى نسبة في ولاية أمازوناس.


في قسم الطوارئ المتهالك في مستشفى لازارو ريس، الوحيد في المدينة، يتوافد المرضى بدون توقف، فيما يقوم الموظفون بعملهم دون كلل.


في الممر، يمكن مشاهدة مريض مستلق على نقالة وتم وصله بأسطوانة أوكسجين. وقال طبيب لم يكشف عن اسمه بينما كان على عجلة من امره "لا أعلم عدد الوفيات، لكنهم كُثر".


فجأة سمع دوي صفارات الإنذار. وقال احدهم "إنها سيارة إسعاف أيضا!" ورد حارس المرآب الذي ينظم عملية الدخول إلى قسم الطوارئ "لا، إنه الأوكسجين!".


وفتح الطريق أمام قافلة مؤلفة من أربع شاحنات تخضع لحراسة ومحملة بالأسطوانات الخضراء التي طال انتظارها.


وشرع نحو ستة رجال بإنزال حمولة الشاحنات وتحميل الاسطوانات الفارغة.


وقال الحارس "وصولهم يبعث على السرور" مضيفا "لا نعلم أبدًا متى سيأتون من جديد".


أدى التأخير في التسليم إلى وفاة سبعة أشخاص اختناقًا الثلاثاء في كاوري، وهي قرية تقع في أعلى ماناكابورو على نهر ريو سوليمو، ووفقًا للسلطات.


ورفع موظف في المستشفى يديه إلى السماء متضرعا "أرجو ألا ينفد الأوكسجين مرة أخرى".