«يا ماما أنا بدعى ربنا ينولنى الشهادة».. ووالدة الشهيد: الشرطة عمود من أعمدة البلد
"رجل يصلي، ملتزم بقراءة ورد يومي بعد كل صلاة، كثير الذكر طموح لاقصى درجة وشجاع وشغوف بعمله، حنون لأقصي درجة على أسرته وابنته ذات الأربع شهور، بهذه الكلمات عبرت والدة الشهيد الرائد ضياء فتحى عن حبها لنجلها وطيبة قلبه وإنسانيته، والذى استشهد بداية عام 2015م، أثناء محاولته إبطال مفعول عبوة ناسفة بمنطقة الطالبية محافظة الجيزة.
قالت والدة الشهيد الرائد ضياء فتحى خبير المفرقعات، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، إن نجلها تم استشهاده بقنبلة في شارع الهرم بمحيط قسم الطلبية بتاريخ 6/1 2015، موضحة أن نجلها التحق بكلية الشرطة ما بين2001 و2002 ثم تخرج 2005، ثم عين في مديرية أمن سيناء وتدرج في الرتب من ملازم ثم ملازم أول، وكانت خدمته في سيناء لمدة خمس سنوات، وأصيب بطلق ناري في كتفه في 2008، قائلة: "كنت حاسة إن ابني هيجراله حاجة.. لكن هو رجع لخدمته قبل انتهاء فترة علاجه"، لافتة إلى أن قبل انتهاء فترة علاجه عاد لسيناء مرة أخرى رغم محاولاتهم معه أن ينقلوه إلى مكان أخر.
واستطرت والدة الشهيد أنه كان شجاعًا وصفة الخوف ليست كانت من صفاته، مضيفة أنه عندما أصيب بأول طلقة نارية في صدره قال لزملائه: "متقولوش لأمي.. لو توفيت قولوها"، موكدة أنها لم تعلم بعد ذلك إلا بعد اليوم الثالث وذهابه إلى مستشفى الشرطة.
وروت والدة الشهيد الرائد ضياء فتحى أن قبل انتهاء فترة علاج نجلها ذهب ليستكمل عمله بسيناء، ولكن والده طلب منه ترك المباحث والذهاب للحماية المدنية، وكان في أول مرحلة دخلها الحرائق وثاني مرحلة القنابل وتعب جدا في المرحلتين حتى وصل ليوم استشهاده، مضيفة أنه كان طوال الـ24 ساعة كان ينتظر شهادته، قائلة: "كان دايما يقولى يا ماما أنا بدعي ربنا أنول الشهادة".
وأضافت أنها عندما قدمت له في كلية الشرطة دي تعتبر شهادة وفاة لابنها، قائلة: "بين الحين والأخر يمكن أن يستشهد.. والشرطة تعتبر عمود من أعمدة البلد هى والجيش والقضاء.. وأنا سيدة مؤمنة بربنا وقضائه".
وروت عن يوم الواقعة أنها كان لديها إحساسًا غريبًا أن ابنها قد تعرض للأذى، مؤكدة أن هذا اليوم الوحيد الذي لم تتصل بيه كعادتها للاطمئنان عليه، وعندما تلقت الخبر أسرعت لتشاهد التلفاز، وترى خبر استشهاده في كل قناة.
وكان النقيب ضياء فتحى قد استشهد بداية عام ٢٠١٥ م، أثناء محاولته إبطال مفعول عبوة ناسفة بمنطقة الطالبية محافظة الجيزة، ليزج باسمه ضمن الأبطال الشهداء الذين خلدهم التاريخ المصرى بعدما ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن ، وشيع فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة شارك فيها الآلاف من أبناء منيا القمح بحضور القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة.