قدمت مصر بطولة كأس
العالم لكرة اليد رقم 27 للمجتمع الرياضي العالمي بشكل حضاري وراق من الناحية
التنظيمية، أشاد بها كافة المتابعون في أرجاء المعمورة، وكان افتتاحاً مبهرا
ورائعا يدل على التطور المستمر الذي تعيشه المحروسة في السنوات الأخيرة.
وأثبتت أرض الكنانة قدرتها
على استضافة الأحداث الكبيرة ونجاحها وقبلت التحدي الكبير رغم جائحة فيروس كورونا
اللعين الذي يعاني منه جميع دول العالم.
إن التاريخ يؤكد أن
العقول المصرية متفتحة، وعنوانها النجاح والتفوق، والحديث عن مصر العروبة لا
ينتهي، فالشعب المصري يستحق الفرحة بأولاده، لأنه شعب طيب مضياف محب للجميع، ويتمنى
التوفيق لكل شعوب العالم، وتستحق أيضا الجهات التي صنعت هذه الإنجازات في وقت قياسي
تحية إشادة وتقدير، سواء الهيئة الهندسية أو شركات الإنشاءات، والجهات التي أشرفت
على تطوير هذه الصالات لتظهر بهذا الشكل الحضاري، وهو عمل امتد إلى المدن التي تستضيف
المباريات.
لكن دائما الحلو مايكملش
رغم النجاحات المبهرة تنظيميا بإشادة كافة الخبراء والمتابعين للحدث العالمي الكبير
إلا أن خروج الفراعنة من حلبة الصراع التنافسي الشرس بين القوى العظمي في عالم كرة
اليد وخاصة في دور الثمانية أمام بطل العالم وحامل اللقب المنتخب الدانماركي القوي
والعنيد والشرس كان واقعا مؤلما علي المصريين.
ورغم انتزاعهم بالعرض
والأداء الرجولي والبطولي الذي قدموه أمام أحفاد الفايكنج إعجاب كل المتابعين
استحق الاحترام والاستحسان بالرغم من هزيمتهم وخروجهم من دور الثمانية.
ويكفي كلمات الامتنان
التي تضمنتها برقية رئيس الجمهورية لهؤلاء الأبطال، والتي كان لها بالغ الأثر
والتخفيف من الألم والحزن بعد ماراثون تاريخي وملحمة تنافسية رائعة شهدت أوقاتا إضافية
ثم الاحتكام إلى ضربات الترجيح التي تفوق فيها الضيوف فجاء الخروج مشرف للغاية.
ورغم إننا كنا نتمنى أن
الحلو يكمل بصعود فريقنا المصري للأدوار النهائية، لكن "ليس كل ما يتمناه
المرء يدركه".
نحن أمام حدث تعددت
فوائده، لأن التنظيم لم يقتصر على المباريات، لكنه يتعلق بالنقل والإعاشة والسياحة
وتطوير كبير للغاية في البنية التحتية للمنشآت المصرية ومنها المدينة الرياضية في العاصمة
الإدارية الجديدة، والخدمات التي تتعلق بكل زاوية من زوايا الحدث، أهمها أن تستمر
هذه الروح، وتتوسع لتكون عملًا مستمرا بنفس النجاح.
وفي النهاية مبروك
للرياضة المصرية والقيادات وكل العناصر التي أسهمت في إنجاح هذا المحفل العالمي الكبير
وأكدت وبرهنت على أن الخامة المصرية معدنها أصيل وجميل وقادرة على تحقيق الإنجازات
وتحيا مصر.