قال الشيخ محمود الأبيدي، الداعية الإسلامي، والعالم بوزارة الأوقاف، إن الإسلام
نسق العلاقة بين الزوجين على أنها علاقة مودة ورحمة، إذ قال علي الزوج والزوجة (وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم
مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ).
وأضاف أنه حدد العلاقة الشرعية بين الزوج والزوجة علي أنهم مكملين لبعضهما (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ
عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ، وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ)، وهذه الدرجة هي درجة تكليف ولا
درجة تشريف فهي درجة القوام، فإذا مرضت فعليه أن يعلجها وأن يطعمها وأن يسقيها وأن
يلبسها وما إلى غير ذلك، ولكن ليس له حق الضرب، لا من قريب أو من بعيد حتى وأن أخطأت
فعليه أن يعاتبها فقط.
وأوضح أن المقصود في الآية الكريمة التي تقول(وَاللَّاتِي
تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ) هو الذي كان يفعله المصطفي صلي الله عليه وسلم، وهو الضرب بالسواك وليس الضرب بالعصي أو الضرب باليد، فنحن لسنا بحاجة إلي تشريع
قوانين ضرب الرجل للمرأة طالما بين أيدينا نسق القرآن الكريم، فإن القرآن يعطي
للمرآة كامل حقوقها في أن تتمتع بحياتها في هدوء تام وسلام تام، وعلى المرأة حق الطاعة للرجل وعلى الرجل حق العشرة بالمعروف لزوجته.
وأشار الأبيدي إلى وصف مشروع قانون ضرب الرجل للمرأة بأنها "قاعدة شاذة"، والقاعدة الشاذة
ليست بحاجة إلى سن قوانين لها، لأن الإسلام يهاجم هذه القاعدة، كما أن القرآن
والشريعة والسنة لا ترضى بضرب المرأة ولا بإهانتها بشكل من الأشكال لأن الرسول في
حجة الوداع قال (ألا فاتقوا الله في النساء) وقد كررها 3 مرات، وكانت وصية الرسول
صلى الله عليه وسلم ألا يهين الرجل امراته وألا يأتي عليها وأن يحافظ على حقوقها
وعلى كامل حقوقها تامة غير منقوصة.