رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بطلات فى تنس الطاولة بعد الــــ٦٠

4-5-2017 | 11:02


بقلم – نيفين عبد الغنى
 

 

لم يكن السن عائقا أمامهن في تحقيق أحلامهن، فقد دخلن مجال تنس الطاولة بعد أن أكملن رسالتهن في تربية الأبناء. تركن العمل بعد المعاش فبدأن خربشة حلمهن القديم. إنهن بطلات مصريات في لعبة تنس الطاولة، لهن قصص تستحق النظر والتقدير.

كابتن سميحة أبو النصر، أستاذ دكتور بجامعة طنطا، وبطلة مصر والعالم في تنس الطاولة فوق سن الـ ٦٠، وعضو اللجنة العليا للرواد بالاتحاد المصري لتنس الطاولة، تقول: بدأت اللعب كهواية مع إخوتي منذ الصغر، وعندما كبرت بدأت تدريبات حقيقية في نادي سموحة، وعندما علمت أن هناك بطولات لهذه اللعبة اشتركت بها على الفور أنا وكابتن نادية بدير.

وتابعت، كنا أول سيدتين في مصر تشاركان في هذه البطولة، وحصلنا على المركزالثالث والثالث مكرر، وبعد عودتي من هذه المسابقة، قررت تأسيس أول فريق في نادي أصحاب الجياد بالإسكندرية، ثم أسسنا أول فريق للرواد في نادي سموحة بالإسكندرية فيما بعد.

وأضافت: في الأربعينيات بدأنا المشاركة في المسابقات التي كانت تقام في الأقصر والغردقة وشرم الشيخ وبدأنا جذب السيدات للعبة ولكن كان العدد محدودا، وبعد ذلك دخلنا بطولات دولية مع ألمانيا والهند وهولندا وأمريكا ورومانيا والأردن ولبنان وأوكرانيا، وكنا دائما ما نحصل على المركز الثاني والثالث.

وتابعت: بعد ذلك قرر الاتحاد تأسيس لجنة للرواد، وتم اختياري أنا ونادية بدير أعضاء لهذه اللجنة برئاسة كابتن أشرف حداد، لأننا أول سيدتين في مصر في هذه اللعبة، ومن هنا بدأنا عملا حقيقيا للعبة وقمنا بتنظيم بطولات الجمهورية، وكنا ننظم كل عام ٧ مسابقات في محافظات مصر.

وأكدت أن عدد الرواد الآن وصل إلى ٢٥٠ رجلا و١٥٠ سيدة على مستوى الجمهورية، جميعهم فوق سن ٤٠ و٥٠ و ٦٠ و٧٠ ، مشيرة إلى أن هناك لاعبة وهى كابتن فيفي الغزالي تبلغ ٨٣ عاما وهى من نادي الشمس.

وأشارت أبو النصر، إلى أن هناك روحا غريبة وارتباطا شديدا بين اللاعبين، بحكم السن وبحكم الفراغ الذي كانوا يعانون منه قبل انضمامهم للعبة، مضيفة أنها عندما تتعرض للإصابة لا تستطيع المكوث في المنزل ولكنها تعمل في التحكيم حتى لا تحرم من هذه الصحبة، وتابعت، أنهم نظموا معا آخر بطولة في شبين الكوم وكانت لإحياء ذكرى اثنين من الرواد الذين فقدهم الاتحاد.

وأكدت كابتن عبلة العشماوي، محاسبة، وواحدة من الرواد فوق الـ ٧٠، أنها لم تكن تهتم بالرياضة مطلقا طوال عمرها، ولكن بعد بلوغها سن المعاش وتركها للعمل الذي قضت فيه أكثر من ٤٠ عاما، شعرت بفراغ كبير، وبالرغم من وجود أبنائها إلا أنها لم ترغب في أن تكون عبئا على أحد، وأرادت أن تكون لها حياتها الخاصة مثلما كانت طوال عمرها.

وأضافت، فكرت في الذهاب لدار مسنين ولكن الفكرة كانت مزعجة بالنسبة لي، وبالصدفة التقيت بإحدى زميلاتي وعرضت على المشاركة في هذه اللعبة وحضور التدريبات، حتى يكون لي اهتمامات جديدة وأتعرف على أصدقاء جدد، مؤكدة أنني سأجد من هم في سني ولديهم نفس مشكلتي.

وتابعت، بالفعل بدأت التدريبات لفترة وأصبحت أقضي وقتي كله في النادي، وتفوقف في اللعبة مما أهلني للمشاركة في المسابقات التي تقام كل فترة في محافظات مصر وأصبحت أحصل على مراكز عليا بالرغم من حداثتي في اللعب.

وأكدت العشماوي أنها ولدت من جديد بعد مشاركتها مع هؤلاء السيدات، فهى تسافر معهن ويقضين أوقاتا سعيدة دائما وأصبحت صداقاتهن عائلية.

وتقول كابتن ناهد الزغبي، موظفة وواحدة من الرواد فوق الـ ٦٠، إنها انضمت للفريق منذ ٢٠ عاما وكان اللعب بالنسبة لها نوعا من تضييع الوقت لأنها لم ترزق بأطفال ولكن بعد فترة كونت صداقات جديدة وأصبحت اللاعبات بمثابة أخوات لها تشاركهن مناسباتهن ولحظات الفرح والحزن.

وأكدت أن هذه اللعبة أضافت لها الكثير وجعلتها تشعر بالثقة في نفسها مرة أخرى وتعود للحياة من جديد، بعد أن كانت تشعر بالوحدة والفراغ القاتل.

وأكدت نادية عبد الجليل، مدرسة وواحدة من الرواد فوق الـ ٦٠، أنها تعلمت تنس الطاولة في سن صغيرة وعشقت اللعب جدا، ولكن الزواج والأبناء ومسئوليات الحياة منعتها من استكمال مشوارها في الرياضة وتفرغت للمنزل، وبعد زواج بناتها الثلاث وانتهاء مشوارها معهن وهى في أواخر الأربعين قررت العودة مرة أخرى.

وأشارت إلى أن عودتها للعب كانت بمثابة عودة الروح لها من جديد، مضيفة أن مسئوليات الحياة كانت عبئا كبيرا يحتاج للتنفيس عنه من وقت لآخر، وأضافت أنها حققت نجاحا كبيرا بعد عودتها، مؤكدة اهتمام زوجها وبناتها بحضور كافة المسابقات التي تشارك بها.