رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المبعوثة الأممية لليبيا: السلطة الانتقالية ليست «تقسيما للكعكة»

1-2-2021 | 16:31


رحبت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة لدى ليبيا ستيفاني وليامز، بـ"التنوع والعدد الكبير" من المرشحين للسلطة الانتقالية الجديدة في ليبيا، مؤكدة أن السلطة ستتولى مهام الإعداد للانتخابات المقبلة نهاية العام، "وليست تقسيما للكعكة".


وأكدت المسؤولة الأممية - خلال كلمتها أمام ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي عقد في جنيف اليوم الاثنين وفقا لبوابة الوسط الليبية - أن تلك السلطة ستكون مسؤولة عن ملفات مهمة بالإضافة إلى الإعداد من أجل الانتخابات، وهي «الفصل بين السلطات، وتوحيد مؤسسات الدولة، وتمكين المجالس البلدية، والالتزام بالحكم الرشيد والشفاف، ومواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد»، وذلك في كلمتها أمام ملتقى الحوار السياسي الليبي، المنعقد اليوم الإثنين في جنيف.


وقال: "إنه لمن دواعي سروري أن نلتقي جميعاً مرة أخرى لقاءً مباشراً.. أرجو أن تشاركوني الإعراب عن عميق التقدير والامتنان لحكومة سويسرا على كرم الضيافة وعلى جهودها استثنائية كي نتمكن من عقد هذا الاجتماع في خضم هذه الجائحة العالمية".


وأضافت: "أود أيضاً أن أثني على شجاعتكم، رغم المخاطر الحقيقية التي تشكلها جائحة (كوفيد 19) فقد أظهرتم مرة تلو الأخرى إرادةً تثير الإعجاب على العمل معاً من أجل خدمة بلدكم.. ولن ينسى لكم أبناء شعبكم من الليبيين التضحيات التي قدمتموها من أجل ليبيا".


وتابعت ويليامز قائلة: "من خلال إقراركم خارطة الطريق في تونس، فقد أحرزتم تقدماً مهماً نحو تلبية تطلعات ومطالب الشعب الليبي في رؤية ليبيا موحدة وذات سيادة، ومن أجل استعادة الديمقراطية والالتزام الحقيقي بالمصالحة الوطنية بالقول والفعل، ومن أجل عودة جميع النازحين ومن هم في الخارج، ومن أجل تجديد شرعية مؤسساتكم والحاجة إلى تقديم الخدمات الأساسية لشعبكم".


وأضافت موجهة حديثها لأعضاء الملتقى: "لقد وضعتم، أولاً وقبل كل شيء، بصمة لا تُمحى على التقويم لإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر من هذا العام.. وقوبل هذا القرار باستحسان بالغ من أبناء شعبكم وهو التزام لا بد من الوفاء به مهما كان الثمن".


وأوضحت أنه "مما يبعث على التشجيع هو العدد الكبير من الترشيحات التي تم تقديمها، وأرحب هنا بالتنوع الذي تمثله مجموعة المرشحين الذين ينتمون إلى جميع المكونات السياسية والاجتماعية للمجتمع الليبي. وهذا مؤشر إيجابي على أن هذه العملية، عمليتكم، قد ألهمت القبول والحماس بدرجة عالية. وإن كانت عملية اختيار السلطة التنفيذية المؤقتة ليست انتخابات بالمعنى التقليدي، إلا أن المنافسة المفتوحة جيدة للتجربة الديمقراطية. وهذا هو نوع المنافسة الذي لا يمكن أن يحدث إلا عندما تصمت أصوات المدافع".


وتابعت: "واحتراماً لالتزامنا بالشفافية، سوف تستمعون اليوم إلى عروض المرشحين للمجلس الرئاسي الذين سيجيبون على أسئلتكم فضلاً عن أسئلة من عموم الليبيين جمعناها عبر جلسة مباشرة عبر تقنية الحوار الرقمي أجريتها الليلة الماضية مع ما يزيد على ألفٍ من مواطنيكم، أغلبهم من الشباب. هدفنا هو أن تكون هذه الجلسات تفاعلية قدر الإمكان، وسنقوم أيضاً ببث عروض المرشحين على الهواء مباشرة للجمهور الليبي. وستكون عملية الاختيار هذه عملية مفتوحة وشفافة وسوف يشهدها جميع الليبيين يوماً بيوم ودقيقة بدقيقة".


واستطردت المسؤولة الأممية قائلة: "هذا الأسبوع، وبعد شهور من العمل، لديكم فرصة لاختيار سلطة تنفيذية مؤقتة ذات اختصاصات حددتها خارطة الطريق التي تم إقرارها في تونس، ومهمتها الأساسية هي السير بليبيا نحو الهدف المقدس وهو الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر".. مشيرة إلى أن هذا المشروع لا يتعلق بتقاسم السلطة أو "تقسيم الكعكة". بل هي صيغة لحكومة مؤقتة مؤلفة من وطنيين يتفقون على تحمل وتَشَارُك المسؤولية ووضع السيادة الليبية وأمن ورخاء ورفاه الشعب الليبي فوق المصالح الضيقة وبعيداً عن شبح التدخل الأجنبي.


وتابعت: "أمامنا الكثير من العمل في الأيام القليلة المقبلة. وأطلب منكم أن تعملوا بجد وأن تعملوا معاً كما أبليتم حسن البلاء منذ لقائنا في تونس. وبالتأكيد، أطلب منكم أن تتمسكوا بروح التعاون والإخاء والنزاهة وحب الوطن ذاتها التي تحلّيتم بها طوال هذه العملية".


واختتمت كلمته قائلة: "إنه لشرف لنا كأمم متحدة أن نرافقكم وندعمكم في هذه الرحلة، وأتعهد لكم أن تبذل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كل طاقتها لضمان احترام المجتمع الدولي للقرارات التي توشكون على اتخاذها والمصادقة عليها".