ذرت دراسة طبية حديثة من أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن ويتلقون علاجا كيميائيا لعلاج السرطان أقل نجاحا في مكافحة المرض مقارنة بأقرانهم النحفاء.
وأوضح الباحثون في كلية الطب جامعة "كاليفورنيا"الأمريكية أنه في بعض أنواع السرطان بما فيها اللوكيميا (سرطان الدم) لدى الأطفال والمراهقين يمكن أن تؤثر السمنة سلبًا على نتائج البقاء على قيد الحياة، وأن الشباب البدناء المصابين بسرطان الدم (اللوكيميا) أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 50% للإنتكاس عقب تلقي العلاج مقارنة بنظرائهم النحفاء.
وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع الباحثين فى مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، أن مزيجًا من التغييرات الغذائية إلى جانب ممارسة الرياضة يمكن أن يحسن بشكل كبير نتائج البقاء على قيد الحياة لأولئك المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد سرطان الأطفال الأكثر شيوعًا.
وتوصل الباحثون في سياق النتائج المنشورة في عدد أبريل من مجلة "الجمعية الأمريكية لأمراض الدم" إلى أن المرضى الذين قللوا من تناول السعرات الحرارية بنسبة 10% أو أكثر واعتمدوا برنامجًا رياضيًا معتدلًا فور تشخيصهم، كانت لديهم -في المتوسط- فرصة أقل بنسبة 70% للإصابة بخلايا سرطان الدم العالقة بعد شهر من العلاج الكيميائي مقارنة بأولئك الذين لم يتبعوا حمية غذائية صحية أو مارسوا تمارين رياضية.
وقال الدكتور ستيفن ميتلمان رئيس قسم طب الغدد الصماء للأطفال فى مستشفى (ماتل) للأطفال: "حتى مع هذه التغييرات الطفيفة في النظام الغذائي والتمارين الرياضية ، كان التأثير فعالًا للغاية في تقليل فرصة الإصابة بسرطان الدم الذي يمكن اكتشافه في نخاع العظام".
وكجزء من التجربة السريرية التي أجريت في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، عمل الباحثون مع أخصائيي التغذية ومتخصصي العلاج الطبيعي لإنشاء تدخلات شخصية لمدة 28 يومًا لـ40 مريضا تتراوح أعمارهم بين 10 و21 عامًا تم تشخيصهم حديثًا بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، وتم تصميم التدخل لخفض السعرات الحرارية التي يتناولها المشاركون بنسبة لا تقل عن 10% من أجل تقليل زيادة الدهون، كما تضمن عنصر النشاط البدني مستوى مستهدف 200 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المعتدلة.
وأظهرت النتائج انخفاضًا في زيادة الدهون لدى من يعانون من زيادة الوزن والسمنة، فضلاً عن تحسن حساسية الأنسولين وزيادة هرمون "الأديبونكتين" النافع الذي يشارك في تنظيم الجلوكوز وتفتيت الأحماض الدهنية، والأهم من ذلك، سجل الباحثون انخفاضًا بنسبة 70% في فرصة وجود خلايا سرطان الدم العالقة في نخاع العظام عند مقارنتها بمجموعة تحكم تاريخية.
وقال رئيس قسم الغدد الصماء للأطفال بمستشفى (ماتل) "كنا نأمل أن يؤدي التدخل إلى تحسين النتائج ، لكن لم تكن لدينا أي فكرة أنه سيكون فعالا للغاية"
وقال الباحثون إن الخطوات التالية تشمل مزيدًا من الإختبارات للنهج في تجربة عشوائية متعددة المراكز ، والتي سيتم إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام.