حرصت نحو 400 قناة تليفزيونية محلية وعالمية وكاميرا تصوير خاصة بمراسلي الصحف المختلفة على تصوير ومتابعة موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير لعرضها بمقرها الدائم داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
كما حرص المصريون على متابعة الموكب الملكي في المنازل ويغمرهم شعور بالفخر بحضارتهم وتاريخهم العريق، بسبب التنظيم العالمي للحدث واهتمام العالم بمصر، و يتم بث الحدث مباشرة على قناة اليوتيوب الرسمية للهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة ، و تقوم عدد من المواقع الإلكترونية بنقل هذا البث المباشر من خلال قناة اليوتيوب.
وتم تخصيص 22 عربة مصفحة بطراز مصري قديم لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير، الذي مكثت به مايزيد عن قرن، إلى متحف الحضارة بالفسطاط، حيث تقل كل عربة مومياء ملكية، وتصدر الموكب العجلات الحربية التي ستجرها الخيول، و يرتدى قائد كل عجلة حربية الزي المصري القديم وذلك في مشهد يليق بعظمة التاريخ المصرى القديم، فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة.
ويخرج الموكب من المتحف المصري بالتحرير، الذي تم تطوير ميدانه بوضع مسلة و٤ كباش أثرية الى جانب توحيد لون دهانات وجهات العمارات به ، باتجاه الكورنيش من جاردن سيتي ثم القصر العيني والمنيل ومصر القديمة ثم سيتخذ الكوبري المؤدي لمنطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
وقام أساتذة وطلاب كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلوان بأعمال التجميل الفنى لجداريات، ميدان سيمون بوليفار حتى سفارة ايطاليا ، طريق موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، ليخرج بمستوى يليق بعظمة الحضارة المصرية، وبالقيمة الكبيرة للمومياوات الملكية والآثار المصرية القديمة.
واعتمد تصميم هذه الجداريات، على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية تراعي الأصول الفنية والمعان الرمزية والتعبيرية، وبأسلوب فني حديث يتماشى مع المجتمع المصرى المعاصر، حيث بدت الرسوم مظللة لتشبه النقش البارز المتبع فى الآثار المصرية القديمة، وتم اختيار ألوان هادئة يغلب عليها اللون البنى أشبه بالمينوكروم؛ حتى تتماشى مع طبيعة الحجارة والألوان المستخدمة فى البانرات والعربات الخاصة بالمومياوات الملكية، كعنصر من عناصر التصميم فى الرسم على الحجارة.
وكانت الحضارة المصرية تهتم بالمواكب الملكية كجزء من الترويج للملك، بحيث يكون الموكب مبهرا للشعب، ويكون له طقوسه المرتبطة بمناسبته، بداية من المواكب الدينية باعتبار الملك ممثل للآلهة، وحتى مواكب الأعياد، وأخيرا الموكب الجنائزي الذي كانت له طقوسه الخاصة.
والموكب الجنائزي كان ينقل الملك من الشرق حيث يعيش إلى الغرب ليدفن، فالغرب عند قدماء المصريين كان يرتبط ارتباطا وثيقا بالموتى، ودائما ما كان يصاحب الموكب أدعية من كتاب الموتى، وصناديق تشمل كل مقتنيات الملك، أيضا كان يصاحب الموكب عزف موسيقى جنائزية.
ويستقبل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ٢٢ مومياء ملكية ترجع إلى عصر الأسر ال 17، و 18، و 19، و20، من بينها 18 مومياء لملوك و٤ مومياوات لملكات، كما استقبل في شهر يوليو الماضي 17 تابوتا ملكيا.
ويعد المتحف القومى للحضارة المصرية من أهم المشروعات التى تمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو؛ ليصبح من أكبر متاحف الحضارة في مصر والشرق الأوسط ذي رؤية جديدة للتراث المصري العريق، ويضم المتحف مركزا لترميم الآثار مجهزا بأحدث الأجهزة العلمية للفحوص والتحاليل الخاصة بالآثار، كما يعد هو المتحف الوحيد في مصر الذي يحتوي على جهاز الكربون المشع (C14) ومعمل لـ (DNA )، ووحدة "انوكسيا".
ونجحت جهود الدولة المصرية في تنفيذ مشروع قومي شاركت فيه جميع الوزارات المعنية، لازالة عشوائيات منطقة سور مجرى العيون بالكامل و تطوير بحيرة عين الصيرة وانشاء عدد من الكباري و المحاور المرورية الجديدة لخلق محور جذب سياحى متكامل بين متحف الحضارة و الأثار الأسلامية الكثيفة بمنطقة الفسطاط حتى يستطيع السائح قضاء يوم كامل فى هذة المنطقة بعد تطويرها والقيام بجولة سياحية فى الاماكن المجاورة مثل مجمع الاديان و العديد من معالم المنطقة الأثرية .