قبل شهر رمضان.. القدوة وتقديم البطل المتسامح كلمة السر في الصحة النفسية
زادت المشاحنات نتيجة كثرة الضغوط و الأعباء، ولكن ما أن يهل علينا رمضان حتي يفكر الجميع في إنهاء الخصومات والتسامح، حتي يتقبل الله صيامه.
البعض يستطيع دون عناء لأن الله رزقه لين القلب، والبعض الآخر يحتاج إلي بعض من مجاهدة النفس؛ ليكتسب مهارة التسامح، في التقرير التالي نقدم روشتة لاكتساب القدرة علي التسامح للتمتع بالصحة النفسية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس ، أهمية التسامح فيقول، إنه من أهم المهارات التي تساعد علي التمتع بالصحة النفسية الجيدة والراحة والسعادة والطمأنينة، ولولا فوائدها لما خص الله عزوجل ليلة النصف من شعبان بالمغفرة والتسامح، فالتسامح يؤدي إلي خروج أفيونات ربانية، تجعل الإنسان يشعر بالسعادة والسكينة؛ لأنها تقلل الضغوط علي الإنسان، علاوة علي أن الخصومة و الإساءة تؤثر علي القدرات العقلية .
واضاف أستاذ الصحة النفسية، أن التسامح لا تقتصر فوائده علي الفرد فقط ولكن له عوائد مجتمعية؛ تنعكس علي الطاقة الإيجابية للمجتمع و القدرة الإنتاجية.
وعن طرق اكتساب مهارة التسامح والصفح، يقول أستاذ الطب النفسي، أن هناك بعض الأشخاص يتمتعون بهذه المهارة وهم الأفراد الذين يتصفون بالقلب الكبير اللين الهين، لكن الكثيرلا يتمتعون بالقدرة علي التسامح؛ لكن يمكنهم التعود عليها واكتسابها، من خلال عدة طرق؛ أهمها التعلم من خلال النموذج و القدوة .
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن الرسول صلي الله عليه وسلم، أسوة حسنة متسائلا: لماذا لا نبرز السيرة النبوية ورسولنا صلي الله عليه و سلم خير نموذج للتسامح والصفح، فعندما فتح الرسول صلوات الله عليه مكة في العام الثامن الهجري، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل مكة، يفكرون فيما سيفعله معهم رسول الله بعد أن تمكن منهم، ونصره الله عليهم، وهم الذين آذوه، وحاصروه ثلاث سنين، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر، وتآمروا عليه بالقتل، لكنه صاحب الأخلاق النبوية قابل كل الإساءات بالعفو والصفح والحلم، قال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟، قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
علاوة على مواقفه العديدة صلي الله عليه و سلم، والتي كان أشهرها موقفه مع الرجل اليهودي الذي كان يؤذي و يلقي بالفضلات أمام مسكنه صلي الله عليه و سلم، ولكن عندما لاحظ غيابه وعلم بمرضه زاره للاطمئنان عليه .
وأضاف أستاذ الطب النفسي: على الأهالي الاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم في تسامحه؛ ليكونوا نموذج لأنجالهم، ومن الجهة الآخرى على وسائل الإعلام أن ترسخ لثقافة التسامح، من خلال ما تقدمه من أعمال سينمائية ودرامية ليكون البطل هو المتسامح وليس المنتقم .