هانى رسلان.. خطاب إثيوبيا منفصل عن الواقع وتعنتها يدفع المنطقة لصراع كبير
قال الدكتور هاني رسلان مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، إن الخطاب الاثيوبي في جولة مفاوضات "كينشاسا" في مجمله بات خطاباً منفصلاً عن الواقع وأصبح خطاباً يبحث عن تبريرات لفظية فقط بعيدة عن الحقيقة.
وأكد أن ما تفعله أديس أبابا الان ليس إستفادة من النهر وإنما تعبير عن إعتقادها الراسخ أن النهر ملكية إثيوبية خالصة لها الحق في التصرف فيه كما تشاء دون أن تلفت إلى الأضرار الواقعة على نحو 150 مليون نسمة في دولتي المصب.
وأشار إلى أن تصرفات إثيوبيا باتت خارجة عن القوانين والأعراف الدولية ليس ذلك فقط بل وخارج سياق العقل والمنطق البسيط وماتفعله إثيوبيا الآن يعبر عن عقلية إثيوبية تعمل بمبدأ وتفكير قديم يعود لأزمنة سحيقة وفقاً لمعادلة صفرية وهذه النوعية من المعادلات الصفرية وبال ليس ذلك فقط على إثيوبيا بل على دول حوض النيل الشرقي الثلاثة مصر والسودان فهي تغلق الباب أمام اي تفاهم .
وشدد على أنه لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف قبول ماتروج له إثيوبيا لما يشكله من تهديد لشعبي مصر والسودان وحقهم في التنمية والبقاء بما يعرضهما لخطر شديد وضضع مصائرالشعبين تحت تصرف إثيوبيا وهي في الاصل حكومة غير رشيدة فاشلة في التعامل حتى مع شعبها وتعمل على ممارسة عنف وأعمال تطهير عرقي ضد الشعب الاثيوبية".
وأوضح أن بيان إثيوبيا الاخير به تلاعب في الالفاظ وتدليس للحقائق قائلاً: "لم يعد مقبولاً التصرف بمنطق أن طرفاً أذكى من الاخر وإستمرار تدليس الحقائق بلغة منفصلة عن الواقع والتعنت ليس له مبرر منطقي أو عقلاني وكان بإمكان أديس ابابا تحقيق مصالجا دون الاضرار بالاخرين".
وشدد على أن تصرفات إثيوبيا تدفع لحالة من عدم الاستقرار في المنطقة وصراعاً ليس مبرراً وأن من سيدفع ثمنة هم شعوب الدول الثلاثة,
وبشأن سيناريوهات الفترة المقبلة المتبقية قال: "موقف إثيوبيا موقف عبثي وريمكن وصفه باقل من ذلك والمسارات المتبقية بعد إعلان أديس ابابا إقدامها على الملء الثاني يوليو القادم تزامناً من موسم الفيضان سيترتب على ذلك تاثيرات مضرة جداً على السودان وستهدد أمن السودان القومي وحياة نحو 20 مليون نسمة أما بالنسبة لمصر فلن يحدث تأثير مباشر لكن سيعني أن أثثيوبيا فرضت الامر الواقع وأن النهر تحت سيطرتها بشكل كامل لان السد سيكون محظوراً الاقتراب منه بسبب كمية المياه الكبيرة المتحجزة وأي إقتراب منه سيؤدي لاغراق السودان بأكمله".
واختتم حديثه: "كما يقولون في إثيوبيا ومواقع التواصل الاجتماعي الخاص بهم أن الملء الثاني سيحمي إثيوبيا لانه يعتبر تغيراً إستراتجياً في موازين القوى".