سياسي.. مصر تعلي صور التعاون على حساب احتمالات الخلاف
قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن مصر منفتحة على كل الدول بما فيها إثيوبيا، وذلك لتحقيق التنمية لدول نهر النيل، لافتا أن مصر تعلي دائما من صور التعاون على حساب احتمالات الخلاف، مؤكدا أنه من هذا المنطلق يستمر الرئيس السيسي في مد يده لإثيوبيا لإتمام عملية التعاون وتعميم الإفادة من نهر النيل.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية في تصريحاته لـ"دار الهلال"، أن الجزء المهم من وصف السيسي إثيوبيا بالأشقاء أنه يظهر عدالة القضية المصرية وهو ما أكد عليه السيسي في إطار قواعد القانون الدولي، كما أنه إشهاد للمجتمع الدولي على الموقف المتعنت من الجانب الإثيوبي مقابل المرونة والصبر من نظيره المصري، مشيرا إلى أن السيسي يضع إثيوبيا في "خانة اليك " حيث إما أن الاستجابة لفكرة التعاون والوساطة وتحقيق التنمية المشتركة أو التسبب في وضع المنطقة كلها على المحك.
وأوضح أنه ما زالت مصر تمارس الصبر والمرونة بجانب أن من سيتحمل عدم الاستقرار بالمنطقة هي إثيوبيا نتيجة التعنت والمماطلة، مشيرا أن السيسي أكد خلال حديثه بالرغم من أنهم أشقاء إلا أن كل الخيارات متاحة دبلوماسيا وغير دبلوماسيا، وأن الإطار الحاكم لكل هذه الخيارات هو عدالة القضية المصرية وقواعد القانون الدولي، بمعنى أن إثيوبيا من خلال سد النهضة والسلوك المنفرد تمارس عدوانا على دولتي المصب وتخرق قواعد القانون الدولي، مؤكدا أنه وجب على دولتي المصب رد هذا العدوان في إطار قواعد القانون الدولي سواء كان الرد دبلوماسيا أو حتى عسكريا.
وأكد "سلامة"، أن نغمة التصعيد العسكري يجب أن تكون مغلفة في إطار أن كل ما تلجأ إليه مصر سواء دبلوماسيا أو غيرها في إطار القانون الدولي دفاعا عن حقها المشروع، لافتا أنه ردا على العدوان الإثيوبي وليس عدوانا، وأنها كلمة السيسي رسالة للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقفا حازما من إثيوبيا عن طريق بعض الدول التي تجمعها علاقات مشتركة مع إثيوبيا وذلك للوصول إلى اتفاق عادل قانوني ملزم لملء وتشغيل السد خاصة وأن الرسائل دائما تأتي مبطنة بأن المساس بنقطة مياه مصرية سيؤدي للعديد من المشكلات لن تكون محصورة في القارة الإفريقية فقط بل ستطال العالم بأثره نتيجة انفتاح العالم على بعضه، مؤكدا أن مصر تقدم يد المرونة والسلام في مقابل لعب إثيوبيا بالنار وتضع المنطقة على المحك.