رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بينها الملك أحمس.. روايات الهلال أول محاولة لكتابة التاريخ المصري أدبيًا

7-4-2021 | 21:42


سلسلة روايات دار الهلال

ولاء جمال

أثار هاشتاج "نتفرج وبعدين نحكم" الذى أطلقه فنانون وكتاب للدفاع عن مسلسل "الملك أحمس" – الذى تقرر وقف عرضه في شهر رمضان- الغضب بين النقاد والجمهور، ذلك لأن المسلسل يحمل أخطاء كارثية في الشكل والملابس والإكسسوارات لدرجة يصل معها استحالة عرضه بهذه الأخطاء.

 

وكانت إحدى العبارات التي عبر بها الفنانون عن دعمهم للمسلسل الموقوف: "إحنا بنعمل فن عشان نحكي حواديت عشان نسعد الناس ونسليهم"، جاء الرد سريعًا وبإجماع أن التاريخ لم ولن يكون مجرد حكايات نتسلي بها قبل النوم ولكنه المؤشر الأهم الذي يحكم علي مدي ثراء أو إفلاس الأمم والشعوب.

 

فالأمة التي تمتلك التاريخ والحضارة هي الأكثر ثراء وعراقة ولذلك تصبح مثل هذه الأمم مستهدفة ممن لا يملكون التاريخ والعراقة، وذلك يفسر لنا الحملات الشرسة ضد بؤرة التاريخ والحضارة ومن المؤسف أن البعض منا إما عن قصد أو عدم معرفة يشارك في هذه الحملة الشرسة وذلك بتهميش التاريخ بل نساعدهم في مغالطات هم يريدونها وفي صالحهم وكيف يحدث هذا من فنانين من المفترض أن اول مايميزهم الثقافة إن مجرد خطأ في التاريخ يمثل أكبر الخطر علي "الذاكرة الوطنية" لدى الاجيال الجديدة من الاطفال والشباب.

 

 

كانت فكرة رائعة وعظيمة وفريدة للتصدي لمحاولات "تجريف الوعي الوطني" وانتشار "الأمية الوطنية"، الجمع بين التاريخ والأدب في "سلسلة تاريخ مصر "الصادرة عن دار الهلال تحت اسم روايات الهلال تلك السلسلة التي شارك في كتابتها مجموعة من ألمع أطباء مصر، وأتت كأول محاولة، ربما في العالم كله لأن تكتب أمة تاريخها بالأدب، وتهدف إلى الحفاظ علي التاريخ وتقديم النموذج الذي يحتذي به ،والشحن بالتحدي والإرادة لصناعة مستقبل لا يخجل منه التاريخ والتي كان منها رواية "أحمس الاول ..قاهر الهكسوس" للكاتب الراحل الكبير صبري أبو علم.

 

فعندما يذكر التاريخ بجانب الفن أو الأدب فلابد أن يخدم كليهما علي التاريخ وليس العكس والفنان الذي يقدم تاريخ بلده لابد أن يتمتع بثراء ثقافي وفكري وفيه من المبادئ والوطنية ما يليق به أمثال نور الشريف ونادية لطفي وكثير من القائمة العظيمة لفناني مصؤ العظماء الذين كانوا ينحازون ويغارون علي بلدهم ولو حتى جاء الأمر على حساب مصلحتهم الشخصية.

 

قد تصعد نجمة أو نجم إلى أعلى سلم الفن، دون أن يكون لديها من الثقافة أو الوعى، ما يليق بهذه المكانة، ليس كل ما يلمع ذهبا كما قال الحكماء قديما، النجوم في عالم الفن قدوة، والجمهور يخلع عليهم من الصفات الأسطورية ما لا حدود له، هم في نظر الناس أصحاب رأي ووعي وثقافة، لكن هل الواقع مطابق لهذه النظرية؟ ليس كل النجوم كما يتصورهم عشاقهم من الجمهور، لاسيما هذه الأيام  صحيح أن هناك واعين ومثقفين بين النجوم، لكن هذا الوعي في تراجع، هناك جيلا من النجوم والنجمات، يفتقد معظمهم الثقافة والوعي اللازمين وأن غياب الوعي، قد يجعلهم أداة طيعة في أيدي البعض وهذا الأخطر.

 

وكما أضفى الجمهور صفات علي نجومهم، فإنه الآن أصبح من الوعي والحكمة كي يلفظهم بكل قوة بعد هذا الهاشتاج الرخيص في نظرهم، مما جعلهم يدركون أن هؤلاء النجوم لا يستحقون منهم لا الإحترام ولا المكانة التي وضعوهم فيها غير أنه وقبل الهاشتاج عندما يمس الأمر تاريخ مصر فإن الجمهور يتصدى لأب خطأ لأن التاريخ يدخل في حسهم الوطني والغيرة على كل تفاصيل تاريخ اجدادهم قدماء المصريين.