زي النهاردة.. رحيل السيد راضي فيلسوف المسرح ورسول البهجة
تحل اليوم ذكرى رحيل المخرج والممثل السيد راضي، والذي رحل عن عالمنا في 10 أبريل 2009.
ولد السيد راضي، في 5 فبراير بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في أسرة فنية، حيث عمل شقيقه محمد راضي في الإخراج السينمائي، وشقيقه منير راضي في التصوير قبل أن يتجه إلى الإخراج، وعفاف راضي التي اتجهت إلى الغناء.
وعاش السيد راضي معظم حياته بمدينة المحلة الكبرى ودرس بها المرحلة الثانوية، ومن ثم انتقل هو وأسرته للقاهرة، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الإخراج والتمثيل عام 1960.
وقدم راضي، إسهامات كبيرة في المسرح المصري والعربي، خاصة في ليبيا وتونس، وعمل خبيرا مسرحيا في المسرح الليبي بمدينة بنغازي خلال عامي 1971 و1972، وكون علاقات صداقة مع أهلها وكان يتردد عليها لزيارة أصدقائه، كما أسس مهرجان سوسة المسرحي في تونس عام 1987، وأخرج ما يزيد عن 25 عملا مسرحيا، وعمل أيضا في مهرجان "المنستير"، وأخرج له ثلاث مسرحيات.
وانتخب رئيسًا للاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية عام 1993، كما شغل عددا من المناصب منها رئيس لجان الإنتاج المشترك بالبيت الفنى للمسرح، وعضو المجلس التنفيذى للاتحاد الدولي للنقابات الفنية العام 1995 بواشنطن، ومدير المسرح الكوميدي 1980، وكيل وزارة الثقافة والآداب 1996، عضو المجلس الأعلى للثقافة 1992.
وجدير بالذكر أن الفنان السيد راضي، لقب بـ "فيلسوف المسرح"، وكان يشتهر في الوسط الفني بلقب "بابا"، على الرغم من أنه لم يرزق بأبناء، وكان قلبه وبيته مفتوحين لكل الفنانين وحصل على أعلى درجة فنية بلقب "فنان قدير" بقرار من رئيس الوزراء المصري عام 1985، ويعد أحد المخرجين المصريين الذين ساهموا في رفع شأن المسرح المصري خلال الستينيات وحتى الآن، ومن مسرحياته "المفتش العام"، "جولفدان هانم"، "سفاح رغم أنفه"، "البرنسيسة"، "ممنوع الضحك"، "الصعايدة وصلوا"، "الدخول بالملابس الرسمية".
كما أسس فرقة فنية مسرحية عرفت بِاسم "الكوميدي شو"، وأخرج مسرحيات عديدة منها: "الدنيا مزيكا"، "وزواج مستر سلامة" و"انتهى الدرس يا غبي".
وأسس كذلك مسرح الطفل في مصر عام 1983، وقدم من خلاله العديد من المسرحيات، منها "مصنع الشيكولاته"، و"الأمير الصغير"، و"نعم ولا"، و"السيرك"، وأسس أيضًا مسرح الطفل الفلسطيني، وأقام مهرجان "موليير" المسرحي وأخرج فيه مسرحيات "البخيل"، و"طيب رغم أنفه"، و"مريض بالوهم".
وقدم "راضي" للفن المصري نحو 116 عملًا فنيًا ما بين المسرح والسينما والتلفزيون منها أبناء الصمت، ورأفت الهجان، والسيرة الهلالية، وسارة، العبيط، الأنس والجن، ألف ليلة وليلة"، "علي بابا والأربعين حرامي"، "جحا المصري"، جمهورية زفتى، السيرة الهلالية، لا أحد ينام في الإسكندرية، وهو أحد أهم الفنانين المصريين، الذي شارك بالتمثيل، والتأليف وبالتجارب الكثيرة في الإخراج المسرحي وقدم أعماله الفنية كرسول للبهجة والسعادة والفن للجمهور.
وظل يعمل ويشارك بالأعمال الفنية حتى أيامه الأخيرة، وكان معروفا عنه أنه نشيطا جدا، وفي بداية عام 2009 تعرض لأزمة صحية مفاجئة خلال تصوير دوره في مسلسل "الحياة لونها بمبي"، وبعد أسابيع قليلة من المرض توفي فجر الجمعة العاشر من أبريل 2009 عن عمر يناهز 74 عامًا، وشيعت جنازته في نفس اليوم من مسجد مصطفى محمود.