رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قيس سعيد يزور مصر.. وبرلمانيون: الرئيس التونسي يحرص على الاستفادة من تجربتنا في التخلص من الإخوان

10-4-2021 | 02:52


الرئيس السيسي مع نظيره التونسي

محمد عاشور

تتسم العلاقات السياسية بين مصر وتونس بالقوة وتطابق وجهات النظر في مختلف القضايا الإقليمية والدولية والتنسيق في المحافل الدولية، ويعد التواصل بين مصر وتونس ذو جذور تاريخية؛ فعاصمة الفاطميين انتقلت من المهدية في تونس إلى القاهرة، ونقلت معها الآثار الإسلامية والعمارة الفاطمية إلى مصر؛ فمن جامع الزيتونة إلى الأزهر يتواصل الفكر الإسلامي المعتدل والمستنير، كما تتسم العلاقات بالقوة والمتانة ويسودها التفاهم ولا توجد عقبات تعترض مسار هذه العلاقات بشكل عام، وينعكس هذا التفاهم في المواقف المتشابهة التي تتبناها الدولتان تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسألة العراقية والوضع في السودان والموقف المتأزم في لبنان.

وفي هذا السياق، قالت الكاتبة فريدة الشوباشي، عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لمصر تأكيد للهجمة المصاحبة لما سمى بالربيع العربي، والتي قضت على الإخوان وداعش وكل المشتقات الإرهابية، وهو ما أصبح واضحا للجميع.

وأضافت عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر كان لها دور أساسي في تعرية كل الجماعات الإرهابية، واستطاعت أن تثبت بأن هذه الجماعات لا علاقة لها بالدين الإسلامي الحقيقي، لافتة أن القرآن يبدأ بالبسملة والتي تحمل كل معاني الرحمة على عكس منهج هذه الجماعات القائم بصورة أساسية على إراقة الدماء، مؤكدة أن هذا تسبب في فزعنا نحن "فجر الضمير" أول حضارة في العالم.

وأوضحت أن التجربة المصرية الفريدة في القضاء على الجماعات الإرهابية بما فيهم الإخوان؛ هي من شجعت تونس وأيضا ليبيا، مؤكدة أن المنطقة العربية تتغير بعد أن وضعت مصر الجحر الأساسي لإزالة الجماعات الإرهابية، وأن ملف القضاء على الإرهاب والإرهابيين يكون ضمن أهم ملفات النقاش بين السيسي ونظيره التونسي بجانب ملف التعاون الاقتصادي وملفات التبادل التجاري والصناعي.

وأكدت الشوباشي، أن ملف سد النهضة وتعنت آبي أحمد خاضع لسيطرة أمريكية وليس إثيوبيا، مستنكرة حصول آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، مشيرة إلى أنه إذا كانت رغبة إثيوبيا في قتل المصريين عطشا فلا مشكلة أن نموت كلنا غرقا، متسائلة أين دور المجتمع الدولي؟، مؤكدة أن هناك تواطئ واضح من المجتمع الدولي لإثيوبيا للضغط على مصر، منوهة أن السيسي الآن يسعى لإقناع كل الدول بالموقف المصري تجاه سد النهضة، وأننا نثق في القيادة المصرية الحكيمة التي لم تتخذ قرارا خاطئا منذ توليه الحكم.

وقال النائب عباس عصمت السادات، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن تونس تتأرجح في الوقت الحالي بين عدة قوى منها جماعة الإخوان الإرهابية والقوى المدنية، لافتا أن تونس تعاني من صراعات داخلية بسبب هذه القوى، ما أسفر عن تدمير الحياة الاقتصادية والبرلمانية في تونس.

وأضاف وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الرئيس التونسي خلال زيارته لمصر وأثناء مباحثاته مع الرئيس السيسي يحرص على التعلم من التجربة المصرية للتخلص من جماعة الإخوان وكيفية التعامل مع مثل هذه الأنظمة الظلامية، مؤكدا أن هذا الملف ينال نصيب الأسد من مباحثات الرئيسين المصري والتونسي من أجل تحسين الأوضاع التونسية، والتي وصفها على حد قوله بـ"المأسوية" سواء على المستوى الاقتصادي أو سياسيا أو اجتماعيا أو حتى دينيا؛ خاصة وأن تونس تعاني من عدة مشاكل داخلية على المستوى الديني.

وأعرب عن تمنيه بأن تكون الزيارة مثمرة، وأن يكون هناك تفهم للموقف للتغلب على الأنظمة الظلامية والتي تسببت في إرجاع بلدنا للخلف عشرات السنين، مؤكدا أن ملف التعاون بين البلدين يكون من أهم ملفات النقاش وخاصة على المستوى السياسي والاقتصادي وعلى المستوى العربي، وذلك عن طريق فتح مجال الاستثمار مع تونس، وعن طريق التبادل السياحي والصناعي.

وأكد السادات، أن مباحثات الرئيس السيسي والرئيس قيس سعيد تتطرق بالضرورة لملف سد النهضة على أساس حشد دعم كل الدول العربية والأفريقية، لافتا أن إثيوبيا تتمنى أن تضرب مصر سد النهضة لأن البنية التحتية للسد ليست جيدة، ومعرض للسقوط في أي وقت، ولكنها تريد أن تبرر فشلها بسقوط السد على يد مصر حال ضربه.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر اليوم، بمطار القاهرة، الرئيس التونسي قيس سعيد الذي يحل ضيفاً عزيزًا على مصر في زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، أنه يتم عقد لقاء قمة مصرية تونسية، غداً السبت، بقصر الاتحادية.

ومن المقرر أن تتناول التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وكذلك سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في كافة المجالات، خاصة على المستوى الأمني والاقتصادي والاستثماري.