في ذكرى رحيل موسيقار الأجيال .. ثري لبناني يتنازل عن منزله ويطلق عليه «بيت عبد الوهاب»
كتب: خليل زيدان
تعودنا في بوابة الهلال أن نقدم نوادر الزمن الجميل، وفي ذكرى رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب نرصد رحلة قام بها في شهر مارس إلى لبنان قضى فيها عشرين يوماً .. وفي السطور التالية نكشف أسرار الرحلة.
سافر الموسيقار محمد عبد الوهاب إلى لبنان في أول مارس عام 1963 وعند عودته التقى به محرر مجلة الكواكب ليحاوره ويعرف منه أسرار رحلته، وقد بادره المحرر بملاحظة، وهي أنه لم يعد يخاف من ركوب الطائرة وكانت سفرياته الأخيرة معظمها بالطائرة، فأجاب عبد الوهاب بأن المضطر يركب الصعب، فعندما علم بوفاة والدته وهو في لبنان للمرة الأولى اضطر أن يعود إلى مصر سريعاً وركب الطائرة، حتى في رحلته الأخيرة اضطر أيضاً أن يهرب من الأحزان التي خلفتها وفاة والدته، لذلك عاد إلى لبنان بالطائرة أيضاً.
يعود المحرر لسؤاله: وما الغريب في ركوب الطائرة؟ يجيب عبد الوهاب مازحاً .. من الطبيعي أن تكون الطائرة في الجو ، وفرضاَ إذا حدث أي عطل في الطائرة، فأين سيركن قائد الطائرة ليصلح العطل ؟ .. من المؤكد سيركن في القرافة .. فيبادره المحاور : هل البحر أضمن من الطائرة؟ فيجيب عبد الوهاب بنعم .. فمن سنوات قليلة غرقت الباخرة شامبليون قبل دخولها ميناء بيروت، وكان عدد ركابها 1010 ركاب ولما تم إنقاذهم وجدوهم 1011 بزيادة راكب، فقد كانت هناك سيدة حامل وولدت لحظة إنقاذها .. ويسأله المحاور هل تعرف العوم ؟ فيرد عبد الوهاب ضاحكاً : بل أعرف كيف أركب قارب النجاة جيداً عند غرق السفينة.
اتفق عبد الوهاب خلال زيارته على عدة أنشطة فنية ، منها أنه تفاهم مع الأخوين رحباني والمطربة فيروز على إقامة عدة حفلات في مصر وأنه سيبلغ اتفاقاته مع المسئولين في مصر للتنسيق لإقامة تلك الحفلات .. وقال أيضاً إنه اتفق على توزيع بعد الأغاني القديمة له لتغنيها فيروز ، منها مريت على بيت الحبايب ، وأنه أيضاً قام ببيع عدة أفلام في لبنان من إنتاج شركته "صوت الفن" .
زار خلال رحلته أيضاً في لبنان بلدة "جونية" الواقعة على الجبل ، حيث دعاه إميل عون وهو من أكبر محبي عبد الوهاب ويعمل بالمحاماة ، حيث حول بيته إلى بيت للفن وأطلق عليه "بيت عبد الوهاب"، وكل رواده من محبي الفن .. واستمع عبد الوهاب إلى أكثر من 50 شخصاً يغنون جميعاً "هان الود" .