يخلق الحنين إلى الوطن أفعالًا يكاد يكون فعلها مستحيلا، ولكن هناك دائماً من يفعل المستحيل، وهذا ما قام به الشاب "بريان روبسون" البالغ من العمر 19 عاماً.

وبدأت قصة هذا الشاب عندما شعر باليأس والحنين إلى وطنه ويلز بعد قضاء 11 شهراً في العمل في شركة السكك الحديدية الفيكتورية في اندر، ولكن هيهات بين مكسبه الشهري وثمن تذكرة الطائرة؛ فكان يكسب 40 جنيه استرليني شهرياً وهو مبلغ ضئيل بالنسبة أثمن تذكرة الطائرة التي تبلغ 700 استرليني.

ولجأ إلى فكرة عرضها عليه صديقاه "جون، بول" وهي أن يتم تهريبه في صندوق صغير وإرساله كبضائع على متن رحلة طيران كانتاسا من ملبورن إلى لندن، فعلى الرغم من صعوبتها إلا أنه اضطر إلى الموافقه عليها خصوصاً أن صديقه "بول" لديه إمكانية الوصول إلى آله كاتبه لملء الأوراق اللازمة لإرسالها كبريد.

ولسوء حظه كانت رحلة كانتاسا مزدحمه جدا؛ لذلك نُقل الصندوق إلى رحلة بطيئة من بانام وانتهت في لوس أنجلوس، وهبطت الطائرة في سيدني وتُرك لمدة 22 ساعة هناك، ثم بعد مغادرة سيدني هبطت الطائره مرة أخرى وظن أنه قد وصل إلى لندن، ولكن خاب ظنه عندما رأي من الثقب الموجود في الصندوق مسؤل جمارك أمريكي.

وظن المسؤل ان الصندوق يحتوي على جثه، واكتشفت خطة "بريان" وتم التحقيق معه للتأكد من أنه ليس جاسوساً، وبالفعل تأكدت السلطات منه ولم تتهمه وقررت نقله إلى لندن على متن رحلة تجارية، وبعد عوته انشغل في عمله في تجا رة التجزئة، وها هو الآن يبلغ من العمر 75 عاماً ويبحث عن صديقاه ليشكرهم.